بعد لحظات من توقفه فى محطة كوبرى القبة استأنف المترو رحلته فى اتجاه إلى حلوان، حيث انتبه بعض الركاب لرائحة الشياط الغريبة التى تملأ العربة المزحمة، فى تلك الفترة من النهار، التى يتسابق فيها الصائمون للعودة لبيوتهم قبل الإفطار.. وكالعادة تجاهل بعضهم الأمر، وأطلق بعضهم التعليقات الساخرة.. ثم نسوا الأمر.. وفى المحطات الثلاث التالية كانت الرائحة تزداد، حتى وصل قطار المترو إلى محطة غمرة وظهر الدخان المتصاعد من أسفل المترو واضحا.. منذرا.. نظر إليه الركاب القريبون من الباب المفتوح غير مصدقين.. ترددوا فى البداية ثم نزلوا من القطار فى ذعر.. انتبه باقى الركاب، والواقفون على الرصيف للكارثة المرتقبة.. فى تلك اللحظات فقط انتبهت إدارة المحطة، وسائق المترو إلى الخطر.. فانطلقت الميكروفونات تدعو ركاب المترو للنزول منه جميعا.. وبعد عشر دقائق من الانتظار بمحطة غمرة، تم سحب القطار "المدخن".. قبل ان تقع الكارثة.. وعلى الرصيف بقى بعض الناس يضربون كفا بكف، ويترحمون على مترو زمان. هذه القصة وقعت بالأمس الأربعاء الساعة الرابعة والنصف عصرا.. ونحمد الله أن الكارثة لم تقع، ولعلها دعوات الصائمين سبقت قدرهم.. ولكن هذا لا يعفى القائمين على مرفق مترو الأنفاق من المسئولية.. فالحوادث التى بدأت تظهر فى ذلك المرفق الحيوى فى السنوات الأخيرة، تؤكد أن هناك خطأ ما.. ترى ما هو؟