انتقد المشاركون في المظاهرة الحاشدة التي نظمت بعد ظهر اليوم في نقابة المحامين بمشاركة النقابة وعدد من القوى السياسية وجماعة الإخوان المسلمين ما أسموه بالصمت العربي تجاه الوحشية التي تتعامل بها إسرائيل مع الشعب الفلسطيني ، من قمع وسفك لدماء الأبرياء ، وحصار غزة الذى تجاوز عامه الثالث ، متهمين الأنظمة العربية بالمشاركة فى تجويع الفلسطينيين بصمتها تجاه ما تفعله إسرائيل ، وهو ما اعتبروه مساعدة لإسرائيل فى مخططها للقضاء على المقاومة الفلسطينية والتى تتزعمها حكومة حماس المنتخبة ، وطالبوا الحكومة المصرية بفتح جميع المنافذ بين مصر وغزة بشكل دائم ، وأمام جميع المساعدات المتجهة إلى غزة لإعادة اعمارها ، لا أن يكون الفتح لدخول المصابين أو الحالات الإنسانية فقط. كما ردد المتظاهرون عبارات منددة بالوحشية الإسرائيلية فى الاعتداء على أسطول الحرية وقافلة فك الحصار التى هاجمتها قوات الكوماندوز الإسرائيلية فى المياه الإقليمية بالبحر الأبيض المتوسط ، مما تسبب فى مقتل 19 متضامنا بالقافلة وإصابة العشرات ، كما رددوا عبارات النصر لحماس ولغزةوللفلسطينيين ، مطالبين حكومة حماس المنتخبة بعدم المشاركة فى الحوار الغير مباشر مع الإسرائيليين ، وضرورة الاستمرار فى المقاومة كحق مشروعة لها تجاه الاحتلال ، كما هتفوا لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مثنيين على مواقفه القوية لنصرة فلسطين ، وكذلك رده القوى على الاعتداء الغاشم على قافلة فك الحصار التى كانت تحمل على ظهر سفنها المئات من أكثر من أربعين جنسية. وقال المهندس عبد العزيز الحسينى ممثل اللجنة الشعبية لفك الحصار عن غزة : أود أن أقدم تحية إجلال وتقدير للشهداء الذين سقطوا وهو يفتحون طريق الحرية إلى غزة ، ذلك الطريق الذى أغلق من رفح ليفتح عن طريق البحر ، ولو كان معبر رفح مفتوحاً لما احتجنا لقافلة بحرية ، لذلك فنحن نطالب بفتح جميع المعابر بين مصر وفلسطين وفق النظم الدولية والقوانين والجمارك وتحت السيادة المصرية ، وليس كما يقول البعض أننا نريه مفتوحاً دون تنظيم ، فنحن نفتح المعابر مع ليبيا والسودان وهذا ما نريده للفلسطينيين . وأضاف الحسينى أن ما يحدث تجاه غزة لم يحدث فى التاريخ فالعراق حوصر من قبل ولكن ليس بهذا الشكل ، فغزة محاصرة من البر والبحر والطريق أو المنفذ الوحيد لها تغلقه الحكومة المصرية ، ولا تفتحه سوى ليوم أو ليومين من أجل المصابين والحالات الإنسانية فقط ، مما نعتبره مشاركة فى حصار وتجويع الفلسطينيين ، ونطالب الحكومة المصرية بإنهائه على الفور وذلك بفتح المنافذ كلها بشكل دائم . وعندما هتف المشاركون فى المظاهرة بمناهضة التطبيع مع إسرائيل رد ممثل اللجنة الشعبية لفك الحصار : المسألة ليست مسألة تطبيع فالتطبيع قديم والرئيس السادات هو الذى بدأ بالتطبيع تبعاً لمعاهدة كامب ديفيد ، ولكن ما يحدث تعدى التطبيع ليصبح مشاركة مع المخطط الصهيوني والأمريكي فى حصار وعزل غزة عن العالم ، لإجبار حكومة حماس على التخلي عن المقاومة وإتباع الحلول السلمية التى لم ولن تعود بفوائد على الفلسطينيين . ومن جانبها أثنت الناشطة السياسية الدكتورة كريمة الحفناوى ممثلة مصريات من أجل التغيير على شجاعة النشطاء الذين شاركوا فى قافلة كسر الحصار المفروض على غزة ومنهم رئيس هيئة الإغاثة الإنسانية الدولية بتركيا ، والدكتور محمد البلتاجى عضو مجلس الشعب والذين كان لهم موقف قوى عندما وصلتهم تهديدات الإسرائيليين ، حيث إنهم قالوا " ليس أمامنا خيارات سوى الدخول إلى غزة بحراً مهما واجهنا من صعوبات أو مخاطر ، ونحن لسنا أغلى من الشهداء الفلسطينيين الذين استشهدوا دفاعاً عن عرضهم وأرضهم ".. مشيرة إلى أن دماء الشهداء الفلسطينيين فى رقبة الأنظمة والحكومات العربية التى شاركت فى حصار وتجويع الشعب الفلسطيني . وأضافت : إن الدم الذكى الذى سال على سفينة فك الحصار كان سبباً فى أن يتذكر العالم أن هناك شعباً محاصراً منذ ما يزيد على ثلاث سنوات ، دون ماء أو غذاء أو دواء أو طاقة ، فى الوقت الذى تنعم فيه إسرائيل بالغاز المصري الذى تستخدمه فى تشغيل مصانعها لتوليد الكهرباء وتزود به ماكيناتها لقتل أخواتنا من الفلسطينيين .. لافتة إلى أن الأنظمة العربية اكتفت بمجرد الإدانة وإصدار البيانات ، وإدانتها واستنكارها عار لن ينساه التاريخ .. مطالبة المصريين بعدم التوقف عن التظاهر والسير من كل المحافظات إلى معبر رفح ، رافعين شعار " الموت على المعبر أو فتحه بشكل دائم" . من جانبه قال نائب الإخوان المسلمين محمد البلتاجى الذي كان احد المشاركين في أسطول الحرية " إن قوات الكوماندوز كانت مرعوبة وهى تقوم بعملية الهجوم ليس لأننا نحمل سلاحا بل لأنهم يطلقون الرصاص ولا يجدون احد يتحرك ويواجه الجميع الموت بصدر مفتوح , وأدان البلتاجى الموقف العربى الصامت , وطالب بقطع العلاقات العربية الاسرائيلة لمواجه ما أسماه بالأفة الاسرائيلية , و أثنى البلتاجى على شجاعة زوجة القبطان التركى قائلا " عندما اطلقت القوات الصهيونيه النيران وقتل قبطان السفينه التركية وجدت زوجته تبكى بجانبه وعندما طالبها احد المشاركين بالقافلة بالصبر كان ردها , انا لا أبكى لانى حزينه على زوجى بل انا اهدى روحه الى الشعب الفلسطينى الا انه الفراق هو ما يبكيني .