صورة ارشيفية لاجتماع الجامعة العربية بدأ منذ قليل اجتماع مجلس الجامعة العربية الطارئ على مستوى المندوبين الدائمين، وذلك بمقر الجامعة العربية، برئاسة الصومال، وبحضور الأمين العام للجامعة عمرو موسى، لبحث التحضير لاجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب في جلسته غير العادية، مساء غد "الأربعاء"، الذي يناقش تداعيات الهجوم الإسرائيلي على قافلة "أسطول الحرية"، والتي كانت متوجهة إلى قطاع غزة المحاصر. كما شهد الاجتماع حضور السفير التركي لدى القاهرة، حسين عوني، الذي ألقى بدوره كلمة أمام الجلسة الافتتاحية للمجلس، بشأن مأساة الاعتداء الإسرائيلي على أسطول الحرية، والسفينة التركية "مرمر"، قبل أن يغادر بعد بدء الجلسة المغلقة لمجلس الجامعة. وأكد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن هذا الاجتماع يمثل نقطة تحول تاريخية، حيث يشارك فيه سفير تركيا بالقاهرة، بناء على قرار إجماعي من المجلس بدعوته تنفيذًا للرغبة التركية بأن تطرح الأمور المتعلقة بالأزمة من منطلق تعاون عربي تركي في هذا الإطار. وأعرب عن أمله خلال كلمته الافتتاحية التي ألقاها أمام الاجتماع الطارئ للمندوبين الدائمين لجامعة الدول العربية، في أن يكون حضور السفير التركي للاجتماع بداية لتعاون مستمر بين الجامعة العربية، ودولها وبين تركيا، معتبرًا تركيا بأنها "الدولة الصديقة والشقيقة والجارة في أمور تهمنا جميعًا وتمثل قضية حيوية للمنطقة بأكملها". كما واصل موسى، تحيته للجانب التركي، وقيادته إزاء المأساة الإنسانية في غزة والمحاولات المتتالية لمساعدة الشعب الفلسطيني المحاصر، قائلاً: إن المجلس استمع إلى ما ذكره السفير التركي من محتوى خطاب رئيس الوزراء التركي أردوغان والإجراءات التي اتخذتها حكومته، معتبرًا أن تركيا تتفهم الموقف في الشرق الأوسط مثلما نفهمه، كما رأت بعينها الجريمة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي إزاء مجموعة من المدنيين الذين كانوا يحملون الدواء والغذاء دون أي أسلحة ومدافع لمساعدة أهل غزة . وركز موسى في كلمته على أن تلك الجريمة الإسرائيلية، تضاف إلى مسلسل جرائم الاحتلال، خاصةً الأصلية منها المرتبطة بالحصار، وتبرهن على مواصلته سياسة العنف والعدوان القائمة على الغرور، بل وأنه دولة فوق القانون، إلا أنه شدد أن هذا الأمر يجب التعامل معه بكل جدية. وقال موجهًا حديثه إلى السفير التركي: أصبحتم شركائنا في ضبط الأمور والوقوف أمام هذه الهمجية التي تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلي. وأضاف أن مجلس الجامعة سيبحث اليوم تطورات الأوضاع في ضوء نتائج قرار مجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان، وسوف نقوم بالإعداد لاجتماع وزراء الخارجية العرب الذي سيعقد مساء غدًا . وقال أنه على قدر ما نحيي تركيا فإننا نقدم واجب العزاء في الضحايا الذين سقطوا شهداء العدوان الإسرائيلي الغاشم، كما خاطب السفير التركي قائلاً "حضوركم معنا سيكون هو نمط العمل المشترك من الآن فصاعدًا"، . الجدير بالذكر أن عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية، كان قد طرح مشروعه لرابطة الجوار العربي، في القمة العربية ال22 بمدينة "سرت" الليبية، وكانت تركيا من ضمن أوائل الدول المرحبة بتلك الفكرة، وربما تكون تلك الحادثة والجريمة الإسرائيلية المرتكبة ضد السفينة التركية "مرمر" ضمن أسطول الحرية، ووقوع ضحايا أتراك ضمن المتضامنين من القافلة، ومساندة الجانب التركي المضطردة للقضية الفلسطينية، بمثابة الشرارة لدخول فكرة عمرو موسى حيز الواقع، ولو أنها لم تحظَ بعد بالموافقات الرسمية العربية، وهو ما قد يلحظه البعض من فحوى كلمته أثناء الاجتماع السابق الإشارة إليه.