وزير الخارجية الأسباني ميجل أنجيل موراتينوس التقى عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، اليوم "الأحد"، وزير الخارجية الأسباني ميجل أنجيل موراتينوس، الذي تتولى بلاده حاليًا الرئاسة الدورية للإتحاد الأوروبي، وذلك بمقر الجامعة العربية. وقال موسى خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الضيف الأسباني إن وزير الخارجية الأسباني شخصية دبلوماسية نشطة معروفة بالدور الكبير في علاج وحل النزاع العربي الإسرائيلي، لافتًا إلى أن اسبانيا ترأس الإتحاد الأوروبي في هذه الفترة وإلى نهاية الشهر القادم، ولها دور مهم في إطار البحر الأبيض المتوسط، لدعم عملية السلام، مشيرًا إلى أن المحادثات كلها تركزت على هذا وعلى الوضع في المنطقة والملف النووي والمبادرة الأخيرة التي نجحت تركيا والبرازيل في تحريكها. ونوه موسى إلى أن الوزير "موراتينوس" كان في تركيا بعد أن أجرى محادثات هناك، معلنًا أنه بعد يومين سيكون في البرازيل معه لحضور قمة لحوار الحضارات. من جانبه أكد رئيس الإتحاد الأوروبي وزير خارجية أسبانيا "ميجل أنجيل موراتينوس"، أن بلاده تلعب دورًا نشطًا في الحل النهائي لمشكلة النزاع العربي الإسرائيلي في الشرق الأوسط، ووضع عملية السلام في المنطقة، ونحن داعم للجهود الأميركية في مسألة المباحثات غير المباشرة، قائلاً "أنه قد حان الوقت لإيجاد حل نهائي للنزاع العربي الإسرائيلي ككل"، لافتًا إلى أن الوسيط الأميركي "جورج ميتشيل"، يعمل منذ 4 شهور من أجل تقييم الجهود في المنطقة، معربًا عن أمله أن يتم خلال سنتين إيجاد حل نهائي للمشكلة. ولفت إلى أن العمل مع الجامعة العربية والإتحاد الأوروبي سيستمر من أجل تحقيق تقدم ملموس لتطور مباحثات عملية السلام، وإيجاد حل نهائي، معربًا عن أمله أن يكون هناك حل قائم على أساس الدولتين، دولة فلسطينية وأخرى إسرائيلية، قائلاً .."كما يتمنى الفلسطينيون أيضًا يتمنى المجتمع الدولي". وأشار إلى انه تحدث مع الأمين العام للجامعة العربية، عن الملف النووي الإيراني، وعن الجهود التي بذلتها البرازيل وتركيا من أجل إيجاد حل دبلوماسي لهذه الأزمة، وأيضًا من أجل الحصول على التزام إيراني لهذا الحل، يتناسب مع متطلبات المجتمع الدولي ومع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأفصح "موراتينوس" عن خبر اعتبره سار، بأن الولاياتالمتحدة انضمت لمجموعة دول حوار الحضارات الذي تبنته الجامعة العربية، منذ خمس سنوات، متعهدًا بمواصلة الجهود في هذا المجال. وردًا على سؤال بشأن مشروع أميركي تقدمت به لفرض عقوبات على إيران، وما هو موقف اسبانيا من هذا المشروع، وهل يرى ضرورة إعطاء مهلة أو فرصة لإيران لإثبات حسن نيتها للإتفاق التركي البرازيلي؟ قال :"اسبانيا والإتحاد الأوروبي يؤيدان حل سلمي قائم على التفاوض بالدبلوماسية"، مشددًا على أن إيران أيضًا عليها أن تلتزم بمتطلبات المجتمع الدولي والوكالة الدولية للطاقة الذرية، معلنًا عن تأييده للمبادرة التركية البرازيلية، وأي حل قائم على التفاوض وعلى الدبلوماسية. وأكد على أنه يجب أن تقيم الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذا الاتفاق، لأنها يجب أن تقيم هذا الموقف، مؤكدًا مرة أخرى تأييده أي حل سلمي دبلوماسي قائم على التفاوض، مطالبًا إيران أن تثبت في كل الحالات حسن نواياها من أجل إبقاء الطاقة النووية لأهداف غير عسكرية. وردًا على سؤال حول موقف أسبانيا تجاه الأزمة المالية التي تعيشها أوروبا حاليًا جراء الأزمة اليونانية، قال..أسبانيا والإتحاد الأوروبي تعمل من اتخاذ إجراءات مشددة من أجل مساعدة اليونان في سياسة التقشف التي تتبعها اليونان ونهم سيساهموا مع الإتحاد الأوروبي لضخ تريليون يورو على دفعات، منها 175 مليار يورو من اليونان، مؤكدًا على أن الإتحاد الأوروبي دائمًا يمر بلحظات تاريخية منذ بداية السوق المشتركة، ونحن نريد ان يكون هناك تكاملا أكثر بين دول الإتحاد الأوروبي، ولن يتناقص أبدًا التزامنا الأوروبي تجاه هذه الأزمة وسوف نوجد آليات لأي أزمات تواجهنا. وردًا على سؤال حول اتصالات الإتحاد الأوروبي لانعقاد قمة الإتحاد من أجل المتوسط خاصةً ما يتعلق بالتحفظات التي أبدتها مصر وسوريا بشأن حضورهما هذه القمة، نفى وزير الخارجية الأسباني أي تحفظات من جانب مصر أو سوريا، منوهًا إلى أنه سيعقد هذا المساء "مساء الأحد" مؤتمرًا صحفيًا ثلاثيًا يحضره وزير خارجية اسبانيا "سفير الإتحاد الأوروبي" وفرنسا ومصر، وذلك لشرح أسباب التأجيل، موضحًا أن المؤتمر لم يلغى وإنه فقط أؤجل حتى شهر نوفمبر القادم .. وفي نفس السياق ردًا على هل تأجيل اجتماع الإتحاد من أجل المتوسط للمرة الثانية، وهل يعكس ذلك حجم الأزمة التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط، وهل يعتقد أن حكومة "نتنياهو" جادة في تحقيق تسوية سياسية سلمية في المنطقة، قال "نحن أجلناها كما تعلمون والتأجيل كي نضمن نجاح أكثر وتوفير عناصر أكثر لهذا النجاح وتحقيق أهداف أقوى"، مشددًا على ضرورة العمل المشترك من أجل إيجاد الحلول بشكل مستمر، موضحًا بالقول .."نحن نتحدث عن أزمة الشرق الأوسط، وتكلمت مع صديقي عمرو موسى منذ قليل في هذا الشأن..وسوف نحتفل بمرو 20 عامًا على مؤتمر مدريد. وقال: ما زلنا حتى الآن نتحدث عن أزمة الشرق الأوسط، ولكن هذا لا يعني أننا يجب نتوقف عن العمل، بل نستمر في العمل من أجل السلام، ومن أجل تحقيق الأمن والسلام في المنطقة. وردًا على وجود دعم أسباني ومن الاتحاد الأوروبي للعراق، أعرب عن أمله في أن تكون هناك مشاركة سياسية في العراق من أجل صياغة مستقبل أفضل، ونحن نعلم أنه تمت انتخابات نزيهة، وقال: نتمنى أن يعمل كافة الأطراف والقادة من أجل التصالح وإيجاد مستقبل مشرق للعراق. وحول موقف أسبانيا المتقدم من القضية الفلسطينية، ورفعها التمثيل الدبلوماسي مع السلطة الفلسطينية على مستوى السفارة، ولماذا من خلال الإتحاد الأوروبي لا تفكر في الاعتراف بالدولة الفلسطينية عام 2012 إذا كانت أوروبا جادة في عملية السلام وإذا تعثرت المفاوضات؟ قال "موراتينوس"..: إنني أشكركم لاعترافكم وتقديركم للدور الأسباني، وبالنسبة للدولة الفلسطينية فإنكم تعرفون جيدًا موقف اسبانيا وموقفي، مشيرًا إلى أنه شخصيًا منذ قليل نشر مقال له ووزير الخارجية الفرنسي في الصحف الفرنسية والأسبانية، مطالبًا بسرعة إعلان الدولة الفلسطينية وإيجاد حلول. وأعرب عن تأييده كذلك لمجهودات رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض من أجل إيجاد المؤسسات التي تسمح وتسهل وجود الدولة الفلسطينية، وبالتالي فإن الموقف الأسباني واضح جدًا.