شنت السلطات الباكستانية في اليومين الماضيين هجومًا غير مسبوق على موقعي "فيسبوك" و"يوتيوب" اللذين تم إغلاقهما. وبررت إسلام آباد ذلك بأن ظهور مسابقة رسوم كاريكاتورية تتناول شخصية النبي محمد على صفحات الموقعين، مسابقة أدانتها الحكومة إدانة رسمية، ويجب أن تمحى من عليها. كان مجموعة من رواد الانترنت بناء على طلب شخص أطلق على نفسه لقب "ميمي سلبوفار" بتخصيص الخميس 20 مايو "اليوم الذي يرسم فيه كل الناس النبي محمد" على صفحات "فيسبوك". والحملة التي بدأت قبل أسابيع قليلة عرفت نجاحا لم يكن متوقعا بحسب وكالة الانباء الفرنسية ، وإضافة إلى صفحات "فيسبوك" التقليدية أنشأت مدونة خاصة للترويج لهذه الحملة. وما زالت هذه القضية تعود وتطل برأسها من حين إلى آخر، منذ الضجة الصاخبة التي شهدها العالم في العام 2005 حين نشرت صحيفة هولندية رسوما كاريكاتورية للنبي محمد. ولكن هذه المرة، وباستثناء باكستان، لم تتحرك أي دولة من الدول الإسلامية ضد المبادرة الأخيرة ولم تسجل أي منها اعتراضات حتى الآن. وتعود قصة "اليوم الذي يرسم فيه كل الناس النبي محمد" إلى مسلسل الرسوم المتحركة "ساوث بارك" وتحديدا إلى الحلقة التي تحمل رقم مائة والتي سبت النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والتي دفعت ببعض الجهات الإسلامية إلى تهديد مؤلفي المسلسل بالموت بشكل شبه واضح عبر الانترنت، وقد قدمت وقتها القناة التلفزيونية التي تبث المسلسل الاعتذار وعدلت الحلقة 101 التي تستهزئ بالأديان ومنها الدين الإسلامي. وقد أثار الأمر زوبعة من الانتقادات في الولاياتالمتحدة، وانبرت أقلام كثيرة للدفاع عن مسلسل الرسوم المتحركة المذكور، وكان بينها الفنان مولي نوريس الذي صمم رسمًا حول الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد. من جانبها أشارت فرانس برس إلى أن باكستان منعت أمس الأربعاء بأمر من المحكمة الدخول إلى موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي بسبب مسابقة أطلقها احد مستخدميه الغربيين لرسم صور تمثل النبي محمد. كانت الاحتجاجات العنيفة في دول إسلامية عدة اعتبارا من 2006 بسبب نشر رسوم كاريكاتورية عن النبي محمد في صحف دانماركية ثم في دول أوروبية أخرى وصلت إلى أوجها في الثاني من يونيو 2008 مع العملية الانتحارية ضد السفارة الدنماركية في إسلام أباد التي أوقعت ستة قتلى احدهم دنماركي. واحتدم الجدل قبل شهر عندما نظم احد مستخدمي فيسبوك مسابقة بعنوان "يوم رسوم محمد" ودعا إلى إرسال رسوم تمثل النبي محمد إلى صفحته على الموقع في 20 مايو. ومذاك احتج آلاف الباكستانيين إضافة إلى مسلمين من دول أخرى على موقع فيسبوك ومنعت الحكومة الباكستانية الثلاثاء الصفحة الالكترونية التي دعت إلى المسابقة. لكن محامين طلبوا الأربعاء من المحكمة العليا في لاهور (شرق) إصدار أمر بمنع تام لموقع فيسبوك في باكستان. وأمر القاضي أجاز شودري هيئة الاتصالات في باكستان التابعة للحكومة بمنع الدخول إلى موقع فيسبوك حتى 31 مايو موعد الجلسة للنظر في هذه القضية في الجوهر. وأعرب حوالى عشرين شخصا، تجمعوا أمام مقر المحكمة العليا رافعين يافطات نددت بالموقع الالكتروني، عن فرحتهم لهذا القرار. وقال المتحدث باسم هيئة الاتصالات في بيان أن "الهيئة أمرت كافة شركات تشغيل الانترنت في باكستان بمنع الدخول إلى موقع فيسبوك حتى إشعار آخر بموجب حكم صادر عن المحكمة العليا في لاهور".