امتدح عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية، الاتفاق الخاص بتبادل الوقود النووي الذي وقعته إيران خلال اليومين الماضيين بمبادرة تركية برازيلية.. وقال في تصريحاته للصحفيين اليوم "الثلاثاء"، بمقر الجامعة العربية، إن هذا الاتفاق مهم ومقدر للدبلوماسيتين التركية والبرازيلية ويشكل عملاً جيدًا واختراقًا دبلوماسيًا مهمًا. وتابع: "أود أن أحيي هذا الاختراق والحركة الدبلوماسية التي أقبلت عليها إيران، معتبرًا أن هذا الاتفاق يعد منطلقًا نحو حركة إيجابية على الطريق نحو تسوية هذا الموضوع، وبما يحفظ حق إيران باعتبارها دولة موقعة على معاهدة منع الانتشار النووي، أي الاستخدام السلمي للطاقة النووية في الإطار الذي تقضي به المعاهدة. وانتهز موسى هذا الحدث ليجدد دعوته لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من السلاح النووي، إذ قال: "في الوقت ذاته يفتح هذا الاتفاق الباب نحو تعاون نووي في إطار التعاون الإقليمي" . وفي إشارة إلى إسرائيل التي تمتلك السلاح النووي وتهدد أمن وسلامة المنطقة، قال أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى "إنه في هذا الإطار تدور علامات استفهام عن أي برنامج عسكري آخر موجود، وعن الإمكانات المطروحة بشأن إقامة منطقة الشرق الأوسط الخالية من الأسلحة النووية"، مشددًا على أن هذا يجب أن يشمل كافة الدول دون استثناء. وردًا على سؤال بشأن نتائج جهود الوفد العربي بمؤتمر مراجعة معاهدة منع الانتشار النووي، قال موسى.." لاشك أن التعبير عن مجرد النوايا بدعم إقامة منطقة شرق أوسط خالية من السلاح النووي أمر مهم، لكنه لا يكفي، لأن هناك نشاطًا نوويًا بالمنطقة، وهذا النشاط النووي يتضمن وجود برنامج مؤكد قائم وهو البرنامج النووي الإسرائيلي"، موضحًا أن هناك برنامج آخر محتمل يتم التعامل معه بإيجابية بعد المبادرة التركية البرازيلية وهو البرنامج الإيراني، ومن ثم فإن البيانات والتصريحات في هذا الإطار لا تكفي، ولابد من خطوات فعلية خصوصًا وأن الدبلوماسية المصرية والعربية نجحت عامي 1995 ، 2000 في استصدار قرارات واضحة تمامًا من قبل مؤتمر المراجعة آنذاك تتعلق بالالتزام بضرورة ضم كل الدول بما فيها إسرائيل إلى معاهدة منع الانتشار النووي، وبالتالي إقامة منطقة الشرق الأوسط الخالية من السلاح النووي. وقال موسى بشأن الإصرار الإسرائيلي على مواصلة سياسة الغموض النووي، أن هذه السياسة أصبحت اسمًا على غير مسمى، وهو غموض في العنوان، لكنه وضوح تام فيما يتعلق بوجود برنامج للسلاح النووي . وأكد موسى أن الجامعة العربية تتابع التطورات المقبلة، وردود فعل الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن الاتفاق النووي الأخير الخاص بإيران، وتفاصيله، منوهًا إلى أن هناك حركة سياسية عالمية بدأت بناءً عليه.