صورة ارشيفية نظم الاسرائيليون الذين يطالبون بإنهاء الاستيطان في الضفة الغربية واحتلالها حشدا في القدس في مطلع الأسبوع ولاقى ذلك إشادة من جانب اليساريين الذين رعوا هذا الحدث قائلين إنه بداية لحملة كبيرة قد تساعد جهود السلام الأمريكية. ولكن حجم المشاركة في الحشد الذي لم يتجاوز الألفي شخص قوبل بالسخرية من المستوطنين الذين يعتمدون على حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التي يقودها اليمينيون لمقاومة مسعى الرئيس الأمريكي باراك أوباما لإبرام اتفاق ينشئ دولة فلسطينية. وقال ياريف أوبنهايمر عضو جماعة السلام الآن وأحد منظمي المظاهرة "هذه مجرد بداية.. حجم المشاركة كان طيبا" وتعهد بتصعيد الحملة. وحمل الحشد المؤلف من 2000 شخص أو نحو ذلك الأعلام الإسرائيلية ولافتات كتب عليها "الصهاينة ليسوا مستوطنين". ولا يشكل حجم هذا الحشد شيئا يذكر بالنسبة للحشود التي نظمت في التسعينيات ولكنه أكبر من الحشود التي نظمت في الآونة الأخيرة. وأبلغ المتحدث تلو المتحدث المحتشدين بأنهم الوطنيون الحقيقيون المدافعون عن إسرائيل وأن هناك كارثة ستقع إذا تمسك "الوطنيون" اليمينيون بالأراضي المحتلة حيث سيزيد الفلسطينيون تحت الحكم الإسرائيلي قريبا عن عدد اليهود في اسرائيل البالغ 5.5 مليون. وقال إلداد يانيف مؤسس جماعة اليسار الوطني "نريد دولة يهودية للشعب اليهودي لها حدود واضحة ومعترف بها لا دولة يهودية مبنية على مستوطنات وتمييز." وهذه واحدة من عدة جماعات جديدة تدعو إلى أن تنهي إسرائيل احتلال الأراضي العربية كي تستمر دولة ديمقراطية ذات أغلبية يهودية. واتهم "المعسكر الوطني" المؤلف من مستوطنين متدينين وأنصارهم في اليمين الإسرائيلي جماعة اليسار الوطني بالخيانة و"معاداة الصهيونية". ويركز ميثاق الجماعة على التشديد على هويته بأنه مدافع عن الدولة الصهيونية التي كان أغلب مؤسسيها اشتراكيين علمانيين. وقال دافيد ريكي أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية في القدس والذي شارك في الحشد "هؤلاء الناس صاروا أكثر جرأة في اعلان أنهم صهاينة.. هذا شيء جديد: إنهم يقولون إن الدولة الفلسطينية في مصلحتنا." وبالنسبة لعانات ماؤور وهي نائبة سابقة من حزب ميريتس اليساري الصغير أظهر الحشد أن "معسكر السلام" في إسرائيل ما زال حيا. واضافت "من المهم بالنسبة لنا إظهار أن المسألة ليست مجرد ضغط من الخارج. إنه صوت شعب إسرائيل." وحمل رجل لافتة كتب عليها "باراك أوباما.. أرجوك افرض السلام علينا" فيما يشير إلى التشكك في مدى صدق نتنياهو في قوله إنه يريد "حلا قائما على دولتين". وقالت زوهار إيفياتار أستاذة علم النفس في جامعة حيفا وهي تلوح بعلم إسرائيل "أنا هنا لأن بلدي تؤخذ مني." وقال يونات وهو عامل (26 عاما) فيما كان الحشد يختتم بالنشيد الوطني الإسرائيلي في شارع يافا "الصهيونية أيديولوجية يسارية في الأصل. وقد وجه اليمين الصهيونية في اتجاه فاشي لكن العلم والنشيد الوطني لنا." وما زالت استطلاعات الرأي تظهر أن التأييد للحل القائم على دولتين يفوق المعارضة لتسليم أراض محتلة ومع ذلك فقد انفض الناخبون عن الأحزاب اليسارية بعد الانتفاضة الفلسطينية التي بدأت عام 2000. ولم تتعاف هذه الأحزاب حتى الآن. ولم يحصل حزب العمل الذي طالما هيمن على الحياة السياسية ومن بين قادته التاريخيين مؤسس إسرائيل دافيد بن جوريون ورئيس الوزراء الراحل إسحق رابين سوى على 13 مقعدا من 120 مقعدا في الكنيست في الانتخابات الأخيرة التي أعادت حزب ليكود اليميني بزعامة نتنياهو للحكم. وارتدى كثير من المشاركين في الحشد أمس السبت قمصانا زرقاء عليها صور بن جوريون ورابين الذي اغتاله يميني إسرائيل خلال حشد من أجل السلام في عام 1995. واستمع المحتشدون لأخينوام نيني المغني الذي كان يغني ليلة اغتيال رابين. وغنى لهم امس أغنية تقول كلماتها "علينا أن نأخذ مصيرنا في أيدينا." وأسقط نتنياهو بضغط من إدارة أوباما معارضته الصريحة لقيام دولة فلسطينية. ولكن لا يعتقد أي من المحللين أن الصراع قريب من الحل.