التقى عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية، اليوم بالدكتور صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات بمنظمة التحرير الفلسطينية، بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية. وصرح عريقات عقب لقائه الأمين العام، أنه أتى لمقابلة السيد عمرو موسى بصفته مبعوثًا للرئيس محمود عباس، حيث أطلعه على ما دار من نقاشات بين الرئيس "أبو مازن" والمبعوث الأمريكي لعملية السلام السيناتور "جورج ميتشيل". وقال : إن اعتقدت الحكومة الأمريكية أنها تستطيع الحديث عن السلام، وتستمر بنفس الوقت ببناء الجدران والاستيطان وبالحصار والإغلاقات فهي مخطئة تمامًا، فنحن كفلسطينيين وعرب نعطي الإدارة الأمريكية الفرصة التي تستحق ونريد إنجاح جهود ميتشيل، لأن بنجاحها إنهاء الاحتلال. وأكد عريقات على "أن الحكومة الإسرائيلية الآن أمام خيار، إما هذه السياسات العدوانية والاستيطان، وإما السلام والمحادثات". وأضاف : "لقد أوضحنا للأمين العام أن محادثات التقارب بدأت بيننا وبين الجانب الأميركي، ولا يوجد محادثات مع نتنياهو"، وبينا أيضًا أننا لا نستطيع أن نقف حراسًا على شفاه نتنياهو أو أي مسئول إسرائيلي آخر"، منوهًا إلى أن الجانب الفلسطيني معني الآن بالتحدث مع الإدارة الأمريكية وحديثنا معها في جميع قضايا الوضع النهائي، بما يشمل الحدود والقدس والمياه والأمن، والأسرى. ولفت إلى أن الحديث مع الإدارة الأمريكية يتركز على حدود الرابع من يونيو 1967م، وحول قضايا الحل النهائي، مؤكدًا أن خيارات الحلول المرحيلة، والدولة ذات الحدود المؤقتة ليست خيارًا فلسطينيًا على الإطلاق، "لا لنا ولا للأشقاء العرب". وقال صائب عريقات ساخرًا: "إن جاء نتنياهو وقال أنه سيتحدث عن السماء أو عن البحر فهذا شأنه، وأنا لا أستيطع أن أن أقف حارسًا على شفاهه". وأضاف: "أقول للعالم العربي من حق الناس أيدولوجيًا وفكريًا معارضة عملية السلام والمفاوضات، لكن لا أعرف إن كان من حقها استقاء مصداقيتها وما تقوله وتهاجم به بالإستناد إلى ما يقوله نتنياهو".. منوهاً إلى وجود التزمات على إسرائيل كالإفراج عن المعتقلين وإدخال مواد البناء لغزة، ورفع الحواجز، والإغلاقات، وإعادة الأوضاع على الأرض إلى ما كانت عليه قبل 28 سبتمبر 2000م، بالإضافة إلى فتح المكاتب في القدس، كل هذه حقوق لنا، وليست لفتات حسن نوايا من إسرائيل. وأكد عريقات أنه على الرغم من أهمية هذه القضايا بالنسبة للشعب الفلسطيني، فهي ليست على جدول المحادثات الآن مع الجانب الأميركي، لأن المحادثات تتركز على قضايا الحل الدائم" .. موضحاً أن الجانب الفلسطيني بدأ بمحادثاته مع الجانب الأميركي من النقطة التي توقفت عندها منذ ديسمبر 2008م، لأن الجانب الفلسطيني لا يقبل الإنطلاق من نقطة الصفر. وقال: " لا يهمنا ما يقول نتنياهو، نحن محاورنا الآن ومحادثاتنا تجري مع الجانب الأميركي، على أساس حل الدولتين بما يضمن إقامة دولة مستقلة وعاصمتها القدسالشرقية ضمن حدود 1967م". كما أعرب رئيس دائرة المفاوضات بمنظمة التحرير الفلسطينية عن اعتقاده أنه من السابق لآونه الحديث عن الأمور التي لن يكون هناك اتفاق بدونها مثل اللاجئين، والأمن والمياه والإفراج عن المعتقلين. وقال مستغربًا، بأنه بعد عشر دقائق من إعلانه عن بدء المحادثات مع السيناتور ميتشيل بادرت الحكومة الإسرائيلية للإعلان عن بناء 14 وحدة استيطانية في القدس، موضحًا أن الذي يريد أن يقتل الجهد الأميركي يستمر بالإستيطان، والإغتيالات وفرض الأمر الواقع على الأرض، والاقتحامات، لكنه هو بهذه الممارسات يقوض الجهد كله من أساسه. وأشار عريقات إلى أن الرئيس محمود عباس على اتصال شخصي مع الإدارة الأمريكية حول الإستفزازات والممارسات الإسرائيلية، مشددًا على ضرورة قيام الإدارة الأمريكية بالمطلوب منها في هذا الموضوع وهو إلزام الحكومة الإسرائيلية بالكف عن هذه السياسات التي تهدف لتقويض الجهد الأميركي.