بلانشار " إن الانتعاش قد بدأ.. والحفاظ عليه سيتطلب اجراءات حساسة داخل البلاد وبين بعضها البعض".. هذا ما بشر به العالم كبير خبراء الاقتصاد فى صندوق النقد الدولى اوليفييه بلانشار، مؤكداً أن الانتعاش الاقتصادى على المستوى العالمى "قد بدأ" إلا انه اكد ان على الدول اصلاح اقتصاداتها لضمان استمرار الانتعاش، وجاء ذلك فى مقال بلانشار لصندوق النقد الدولى تم توزيعه قبل نشره اليوم. ونبه بلانشار من ان النماذج المتوقعة والمستندة الى تجارب سابقة فى الخروج من الانكماش لن تنطبق على الانكماش الحالى الذى يعد الاسوأ الذى يشهده العالم خلال نحو سبعة عقود. واوضح "ان العالم لا يشهد انكماشا عاديا. والخروج من الانكماش لن يكون سهلا لان الازمة خلفت اثارا عميقة ستؤثر على العرض والطلب لعدة سنوات مقبلة". واشار كبير الاقتصاد فى الصندوق الذى يضم 186 بلدا انه فى المعركة العادية ضد الانكماش تقوم البنوك بخفض معدلات الفائدة لزيادة الطلب والانتاج، وفى الغالب فان خفض قيمة العملة يؤدى الى دعم الصادرات حيث انها تصبح ارخص. واضاف ان "النمو الاقل من العادى خلال الانكماش يمهد لنمو اعلى من المعتاد لفترة من الوقت حتى يعود الاقتصاد الى وتيرته المعتادة". وقال ان "الانكماش العالمى الحالى ليس عاديا مطلقا" مشيرا الى انهيار بعض اجزاء النظام الاقتصادي. واوضح المقال الذى حمل عنوان "المحافظة على الانتعاش العالمي" انه "فى الدول المتقدمة فان الانظمة المالية معطلة جزئيا، وستستغرق وقتا طويلا حتى تعثر على شكلها الجديد". واضاف انه فى الدول ذات الاقتصادات الناشئة فقد لا يعود تدفق راس المال الذى اصبح ضعيفا الان الى المعدلات التى كان عليها قبل سنوات قليلة. واوضح انه مع انتقال الاستهلاك من الدول المتقدمة الى دول الاقتصادات الناشئة، فقد اصبح من الضرورى اجراء تغييرات فى هيكل الانتاج. وقال "فى كل الدول تقريبا، فان كلفة الازمة اضافت الى العبء المالى فاصبحت زيادة الضرائب امرا لا بد منه". واضاف ان النسخة المقبلة من تقرير "النظرة المستقبلية للاقتصاد العالمي" الذى يصدره صندوق النقد الدولى سيغطى 88 ازمة مصرفية على مدى العقود الاربعة الماضية فى مجموعة كبيرة من الدول.