بحث عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية مع رئيس دائرة شئون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات، مجمل تطورات الأوضاع في فلسطين، وذلك في اجتماع مصغر بمقر الجامعة العربية، حضره نائب أمين عام الجامعة السفير أحمد بن حلي، والسفير هشام يوسف، فيما حضر من الجانب الفلسطيني سفير فلسطين في مصر ومندوبها لدى الجامعة العربية د.بركات الفرا. وأوضح صائب عريقات، عقب اللقاء بمقر الجامعة، أنه التقى اليوم "السبت" مع وزير الخارجية المصرية أحمد أبو الغيط ومدير المخابرات العامة المصرية الوزير عمر سليمان، ومنذ قليل مع موسى، حيث نقل لهم رسائل من الرئيس محمود عباس. وذكر عريقات أن رسالة الرئيس الفلسطيني الأولى، تتعلق بالقرارات الإسرائيلية الأخيرة في الضفة الغربية، التي تشبه إلى حد كبير نظام الفصل العنصري "أبارتايد". وأضاف: نقلنا رسالة الرئيس بشأن المسائل المتعلقة بترحيل السكان التي تستهدف فئة معينة من أبناء الشعب الفلسطيني وغزة وغيرهم، التي تكرس الاحتلال وتوسع ولاية نظام المستوطنين وحماية الجيش الإسرائيلي بشكل يجعل من نظامه عنصريًا. وثمن عريقات الخطوات التي قامت بها الجامعة العربية فيما يتعلق باللجوء إلى الأممالمتحدة ومنظمات حقوق الإنسان ومحكمة العدل الدولية وغيرها من الجهات، مطالبًا باتخاذ خطوات أخرى إلى جانب تلك القرارات، ومواصلة عملنا معها. وتابع: الأمر الآخر الذي بحثناه هو متابعة ما تقوم به الإدارة الأمريكية مع الحكومة الإسرائيلية فيما يتعلق بإلغاء القرار الاستيطاني المتعلق ببناء 1600 وحدة استيطانية في مستوطنات "رامات شالوم" وفي القدسالشرقية وفي كرم المفتي، وبحث ضمان عدم تنفيذها وإلغاء أية عطاءات مستقبلية إذا ما أردنا أن نذهب لمحادثات التقريب الغير مباشرة، مشيرًا أنه إلى الآن نحن ننتظر أن نرى نتائج هذه المباحثات، والولايات المتحدة لازالت تقوم بكل الجهود، معربًا عن أمله من المجتمع الدولي إلزام الحكومة الإسرائيلية الالتزام بتعهداتها فيما يتعلق بوقف الاستيطان في القدس وإزالة الحواجز. وردًا على سؤال آخر حول أنباء ترددت عن استبدال المفاوضات غير المباشرة بمفاوضات سرية مع إسرائيل قال: أرجو ألا نلتفت إلى مثل هذه الأنباء فسلوك التفاوض الإسرائيلي %95 منه يتم خارج قاعات المفاوضات، ويتم عبر تسريبات وبالونات اختبار، متمنيًا عدم استقاء المصداقية مما تعلن عنه إسرائيل . وتابع إننا نقول بشفافية ومصداقية تامة إننا ننتظر ما ستسفر عنه نتائج المحادثات الإسرائيلية الأمريكية، وعندما يكون هناك رد أمريكي على الأشقاء، كما يقول الرئيس "أبو مازن" فسنعود مرة أخرى للجامعة العربية لطرح هذا الموضوع. وردًا على سؤال حول مصير المفاوضات غير المباشرة أوضح أننا كعرب وفلسطينيين أعطينا موافقة عليها، وأعطينا الإدارة الأمريكية فرصة مدتها أربعة أشهر، لكن الذي قال للإدارة الأميركية "لا" وأعطى أوامره ببناء 1600 وحدة استيطانية هو "نتنياهو"، الذي لا زال يقول "لا" للمحادثات غير المباشرة، والذي أفشل هذه المباحثات هي السياسات الإسرائيلية بفرض وقائع على الأرض . من جانبه قال عمرو موسى: إنه ناقش مع الدكتور صائب عريقات مختلف عناصر القضية والجهود الجارية والصعوبات القائمة، واستمرار السياسية الإسرائيلية لتعطيل جهود إحياء عملية السلام، واستعرضنا قرارات القمة ومجلس وزراء الخارجية العرب ولجنة متابعة مبادرة السلام، واستعرضنا آفاق الفترة الزمنية القادمة، وإلى ماذا يمكن أن تنتهي وإمكانية الانتقال من مجرد الانتظار إلى الحركة السياسية. وأضاف ناقشنا موضوع المصالحة الفلسطينية، ووجهة نظر الجامعة في هذا الشأن، والاتصالات التي يجب أن تجري بين حركتي فتح وحماس بصرف النظر عن موضوع المصالحة. وكان عريقات قد التقى قبيل لقائه موسى بعد ظهر اليوم، وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، والوزير عمر سليمان. وصرح الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية السفير حسام زكي بأن اللقاء يأتي في إطار التشاور الدائم بين الجانبين المصري والفلسطيني في كافة الأمور ذات الصلة بالوضع الفلسطيني عمومًا وبالاتصالات الجارية لاستئناف جهود تحقيق السلام على وجه الخصوص. وأوضح أن أبو الغيط انه استعرض مع عريقات نتائج الاتصالات التي أجراها وزير الخارجية في واشنطن خلال زيارته الأخيرة بما في ذلك من مستجدات الموقف الأميركي الحالي والتقدير المصري الفلسطيني لإمكانية حدوث تطورات تسمح بانخراط الجانب الفلسطيني في العمل السياسي. وقال إن اللقاء شهد تطابقًا في وجهات النظر والتقدير بشأن سلبية النوايا الإسرائيلية إزاء جهود تحقيق السلام التي يبذلها الراعي الأميركي. كما أشار إلى أن إسرائيل تتحمل وحدها مسؤولية التعطيل الحاصل لتلك الجهود في ضوء القرارات التي تصر الحكومة الإسرائيلية على اتخذها سواء بالإمعان في النشاط الإستيطاني في القدسالشرقية، أو بتوسيع دائرة القرار الخاص بإبعاد الفلسطينيين من الضفة الغربية وغير ذلك من القرارات التي لا تستحق سوى الإدانة والرفض أخذًا في الاعتبار عدم اكتسابها أي شرعية من وجهة نظر القانونية الدولية. وأوضح في هذا الإطار أن مصر تعمل بالتنسيق مع الجانبين الفلسطيني والعربي من أجل مواجهة تداعيات تلك الإجراءات الإسرائيلية وتصعيد الضغوط الدولية ضدها. ولفت إلى أن أبو الغيط أكد في هذا السياق بشكل خاص على أن قرار إسرائيل بالسعي نحو إبعاد الفلسطينيين عن وطنهم يعد نقضًا واضحًا وصريحًا للمنطق الذي بنيت عليه عملية السلام من الأساس والتي تم في إطارها التوقيع على اتفاق أوسلو وما تلاه من اتفاقيات كانت تهدف إلى إقامة الدولة الفلسطينية ومؤسساتها بشكل تدريجي وإتاحة الفرصة لفلسطيني الشتات للعودة إلى وطنهم وأراضيهم. وأكد السفير زكي في هذا الصدد أن مصر لن تسمح لمثل هذا التوجه الإسرائيلي بأن يتم تطبيقه وأنها تعتزم التصدي له.