أعادت السيول الأخيرة فتح ملف تنمية شمال سيناء .. حيث وافق الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء على اعداد خطة لتنمية المحافظة سياحيا وعمرانيا وزراعيا .. وتشمل النهوض بمرافق ومقومات المحافظة السياحية والعمرانية .. وهناك مقترحات عديدة للاستفادة من مياه السيول فى التنمية فى مجالات عديدة . ويؤكد اللواء مراد محمد موافى محافظ شمال سيناء أنه انتهز فرصة زيارة الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء وعدد من الوزراء الى المحافظة لعرض ملف شامل لتنمية سيناء .. ويتضمن هذا الملف كيفية الاستفادة من مضار السيول وتحويلها الى فوائد لصالح التنمية . وأشار المحافظ الى أن الملف حوى تقريرا مفصلا عن المشاكل والمعوقات التى أظهرتها السيول ، وعرض خطة تنموية لعلاجها ومقترحات المحافظة لحلها .. وقد وعد الدكتور رئيس الوزراء بدراستها وعرضها على الوزارات المعنية والجهات المختصة لاصدار قرار بشأنها حيث تمت الموافقة على اقامة 200 سدا تعويقيا بوسط سيناء لحجز مياه السيول والاستفادة منها فى الرى والزراعة وتغذية الخزان الجوفى ، واقامة كوبرى علوى أو أكثر لربط مناطق شرق العريش بغربها .. الى جانب دراسة عدد آخر من المشروعات التنموية فى مختلف المجالات . ومن جانبه أكد المهندس محمد مرسى سعد مدير عام الزراعة أنه تم زراعة نحو 26 ألف و 700 فدانا بالقمح على مياه السيول بمناطق وسط سيناء وجنوبى الشيخ زويد ورفح .. كما استفادت باقى الزراعات الشتوية والمحاصيل القائمة من مياه السيول . و أدت السيول الى حجز كميات كبيرة من المياه بمنطقة وسط سيناء .. حيث يوجد سد الروافعة ، والذى يحتجز خلفه أكثر من 5 ملايين مترا مكعبا من المياه .. ويمكن استخدامها فى الرى والزراعة فضلا عن تربية الأسماك لتوفير الأسماك لأبناء المنطقة . وأعلن حسام شاهين عضو مجلس الشعب عن دائرة العريش أنه تقدم بمقترح بناء على رغبة أبناء البادية بوضع مليون زريعة أسماك داخل خزان سد الروافعة لاستغلال المياه اقتصاديا فى تربية الأسماك .. خاصة وأن دورة تربية الأسماك تستمر لمدة 6 شهور فقط .. وأن المحافظ وعد بدراسة هذا المقترح ووضعه موضع التنفيذ بالتنسيق مع الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية ووزارة الموارد المائية والرى . كما أدت السيول الى حجز كميات كبيرة من المياه بمجرى وادى العريش حتى أصبح شبيها بكورنيش النيل .. مما جعل العديد من المواطنين يتخذونه متنفسل لهم ويقضون فترات طويلة من وقتهم على جانبى الوادى للاستمتاع بمجرى وشكل المياه الذى أضفى على المكان سحرا وجمالا بدلا من طابعه الصحراوى .. ويطالب المواطنون بجعله ككورنيش سياحى يستمتعون به ، وهو لن يؤثر على حركة السيول فى حالة حدوثها . ويقول عبد العزيز الغالى الخبير السياحى بالعريش أنه يمكن استغلال هذا المجرى بملئه من مياة البحر من خلال مواسير أرضية ومضخات رفع ، وأن تقام على جانبيه كافتريات بسيطة سهلة الحمل والتركيب .. ففى حالة حدوث سيول يمكن فكها وحملها ببساطة ، وهكذا يمكن استغلال المنطقة سياحيا بصفة مستمرة .. وخاصة فى فصل الصيف . أما الدكتور حسام رفاعى عضو المجلس الشعبى المحلى بالمحافظة فيقول أن العريش تفتقد للعديد من الأماكن الترفيهية .. باستثناء البحر المتوسط ، وأنه لو تم استغلال هذا لمكان بشكل جديد من خلال دفع كميات كبيرة من المياة .. فمن الممكن أن ينعش الحركة السياحية بالمدينة . ومن جهة أخرى قام الباحث السيد ثابت غيث برصد ودراسة آثار السيول بشمال سيناء .. حيث حدد أسبابها وكيفية الوقاية منها .. وأكد أنه تم اهدار نحو 100 مليون مترا مكعبا من مياه السيول الأولى التى وقعت بمحافظة شمال سيناء خلال الفترة الماضية ، ولم يتم الاستفادة إلا من كميات قليلة منها فى تغذية الآبار وملء الخزانات بمناطق وسط سيناء .. علاوة على ما تم حجزه خلف سد الروافعة والتى تقدر بنحو 5 ملايين مترا مكعبا من المياه . ويرى الباحث أنه لمجابهة السيول فى الفترة القادمة يجب ضرورة اتخاذ عدة اجراءات وقائية .. منها : - عمل سدود ركامية على روافد وادى العريش .. وخاصة الروافد الجنوبية الشرقية بوادى عقابة ووادى جربة .. وذلك للسماح للمياه بالتسرب لتغذية الخزان الجوفى . - اقامة عدد 100 هرابة على طول مجرى وادى العريش لتصيد المياه والانتفاع بها فى الزراعة .. حيث تم اهدار 100 مليون مترا مكعبا من مياه السيول الأخيرة فى البحر المتوسط دون الاستفادة منها . - تشجير منطقة سد الروافعة .. وبخاصة الجانب الغربى من السد .. لوقف زحف الرمال على جسم السد . - انشاء كوبرى علوى على الطريق الدولى قبل المصب لربط مناطق شرق مدينة العريش بغربها وقت السيول ، وحتى لا تتأثر تلك المناطق بالسيل مثلما حدث مؤخرا . - أن تتخذ جميع الطرق المتعامدة على مجرى الوادى نفس منسوب المجرى ، حتى لا تتعرض للتكسير أثناء السيل مثلما حدث أيضا . - اقامة سدود تعويقية على وادى الأزارق .. والذى يرفد وادى العريش من الشمال الشرقى عند منطقة لحفن .. والذى أدى الى زيادة كمية المياه على وادى العريش . - تفعيل دور محطات الأرصاد المناخية الموجودة فى سيناء فى مناطق منابع السيول للتنبؤ بالسيل قبل وقوعه .. حيث تؤكد معظم الدراسات المناخية أنه اذا زادت كمية مياه الأمطار الساقطة عن 10 مليمترات فى اليوم الواحد تجرى سيلا . - الاستفادة من الطمى المتراكم فى شوارع مدينة العريش على جانبى المجرى .. والذى بلغ سمكه نحو المتر .. فى تجديد التربة بالمناطق الزراعية . وعلى جانب آخر يقول المحاسب أحمد حسن العزب مدير عام الشئون المالية والادارية بالتنظيم والادارة بشمال سيناء أنه برغم الأضرار الجسيمة التى خلفتها السيول على مدينة العريش العاصمة .. الا أنها جلبت لنا كميات هائلة من الطمى الذى يعتبر مادة خصبة جداً للزراعة .. ويقترح على المسئولين بالاستعداد من الآن وصاعداً لمثل هذه السيول بتعميق الوادى ( مجرى السيل ) بمسافة رأسية لا تقل عن مترين ابتداءً من مدخل المجرى بمدينة العريش وحتى البحر ، وهى مسافة لا تقل عن 10 كيلو مترات وبعرض 200 مترا .. مع ضرورة تبطين جانبى الوادى والقاع للاستفادة منها فى تخزين المياه والطمى القادم .. على أن الاستفادة من المياه فى الرى على مدار السنة ، وكذا الاستفادة من الكميات الكبيرة المترسبة من الطمى فى تخصيب مساحات كبيرة من الأراضى الصحراوية .