قد تمر بنا اللحظات , قد تمر بنا الساعات قد يمر العمر و يتفلت من بين أيدينا , قد أعيش ساعة و قد أعيش سنوات قد أموت الآن , و قد أموت غدا قد نلتقي اليوم , أو لا نلتقي لكن تظل أمانينا , أحلامنا , هي أعمارنا الحقيقية تظل مبادئنا و عقيدتنا هي اغلي ما نملك ليس عربي و لا تجري في شرايينه دماء عربية , من استطاع النوم اليوم ليس عربي و لا يعيش علي ارض العرب من لم يبكي اليوم ليس مسلما عربيا أو مسيحيا عربيا من استطاع أن يمنع دموعه اليوم قد كنت انتظر يوما أن أموت قبل أن أري الأقصى يهدم اليوم تأكدت ( في سرت ) أن أحجار الأقصى تتهاوي فوق رأسي رباه أني بشر , فوق احتمالي أن يباع القدس بثمن بخس رباه فوق احتمالي أن أري ارض الإسلام تباع علي طاولة المفاوضات بين عدو شرس مؤمن بعقيدته و بنو قومي عقيدتهم في ضعف و موات رباه رحمتك أصحاب العروش باعوا بلدي و عقيدتي من أجل الكراسي لقد رأيت نتنياهو , و اوباما و بروان وهيلاري وجيتس هم المجتمعون في سرت لم أر حاكماً عربياً حراً هناك. لقد شاهدت بن جوريون, بيجين و شامير و رابين و بيريز و شارون و باراك و اولمرت, رأيتهم في سرت . أنا لا أهذِ, لم أرَ عربياً مسلماً في سرت, يغار علي عرضه و أرضه، ولم تخطأ عيني , صدقوني من أتي بهذه العصابات لكي تتكلم باسمي, أنا لم أبع كرامتي، أنا لم انتخب الشيطان ليكون رئيسا, و لم أرضَ بصاحب العقال أن يكون ملكاً. "سرت" ليست في ليبيا, إنها دار الندوة أعرفها جيدا فقد قرأت كل كتب السيرة النبوية, هي نفس الدار التي اجتمع كفار فريش فيها لكي يتآمروا علي قتل النبي, أمية بن خلف هناك كان حاضراً أعرفه بملابسه الغريبة طاغية باع بلده من أجل الحكم , أفكاره الحمقاء جماهيرية الشعب , أم استعباد الشعب, من هنا دخل أبو لهب اعرفه تماما بعداوته لأحكام السماء ,رغم أنه يعيش في ثوب خلفاء الإسلام , لقد رأيت عبد الله بن أبي سلول أكبر منافق عرفه تاريخ المسلمين , هو نعم هو أصدقاؤه كلهم من اليهود هو صديق اولمرت و عاشق لباراك, فقد لبي طلبه بأن يضرب غزة , و هو يكره حمزة و خالد و عمرو لأنهم يحبون الجهاد , أم هو فهو يحب تقبيل الأحذية لكي يظل رئيساً لسلطة لا تملك من أمر نفسها شيئاً , و من هذا إنه مبعوث أبي جهل ( لكل أمة فرعوناً و فرعون هذه الأمة أبو جهل ) أعرفه قد رأيته تحت سفح الأهرامات يساعد في سرقة بلد بأكمله , و ينشر فيه الفساد و العهر و يحكم فيه بالحديد و النار , أنه ما جاء إلي هنا إلا لأمر عظيم , تعرفونه مثل كل الاجتماعات التي تمت في دار الندوة منذ أن أنشاها الإنجليز , فهم ممثل عن هرقل عظيم الروم، وكأني أرى قريشا تتآمر في سرت, رأيت الوليد بن المغيرة , والعاص بن وائل منكر البعث, لم يجتمع العرب في سرت, لم يذهب أحد منهم إلي هناك, أنا أعرف العرب منهم حمزة وخالد وعمرو وسعد وعقبة و موسي بن نصير وصلاح الدين وقطز, هؤلاء لم يكونوا في سرت , أنا أعرف العرب منهم البنا و قطب و النبهاني و القسام , و ياسين و الرنتيسي و الشقاقي , لم يكن هناك عربياً في سرت, كل من ذهب إلي سرت هم تجار باعوا الآخرة واشتروا الدنيا, باعوا القدس وبغداد و السودان و الصومال و العراق , باعوا الأقصى و عرضوا الأزهر في المزاد, كيف يحضر في القمة من باع الزيتونة و من دنس الأرض الحرام بالمرتزقة من كل جنس. كيف يحضر في قمة العرب من يشرب الخمر مع أعداء العرب و يعطي الهدايا لحاكم الروم كي يظل أميراً أو ملك , كيف يحضر القمة من خاطب الصهاينة بكلمات الود و الوفاء و عادي شعبه. لقد كانت إنجازات القمة هي التأكيد علي أن حل الجامعة العربية هو العمل المثمر الآن, وعلى الفلسطينيين أن يحسموا أمرهم ويتركوا العرب لكراسيهم وعروشهم, فليس عندهم متسع من الوقت للقدس وللأقصى. إن العرب اليوم في شغل عن هذا, فمنهم من هو مشغول بتوريث الحكم لأبنه ومن هو مشغول بالانتخابات المزورة, ومنهم من هو مشغول بالحرب علي الإرهاب رغم أن بلاده تئن تحت وطأة الاستبداد , و منهم من هو مشغول بتجارته مع الشرق و الغرب. لقد انتهى عصر زعماء العرب، الكلمة الآن للشعوب هي المحرك الآن, يجب علينا الانتفاضة, إنها انتفاضة الشعب العربي للتصدي لكل مخططات الأعداء و أول أعدائه حكامه, إنها انتفاضة تعيد الحق المسلوب منذ سقوط الخلافة لكي يكون السلطان للأمة , تختار حكامها و تتبني قضاياها, و تزحف نحو القدس لتحريرها وتقطف الثمار من علي أشجار الجولان.