علمت "مصر الجديدة" أن خلافًا نشب بين الزعيم الليبي القذافي والرئيس الفلسطيني محمود عباس، طلب عباس بعد إلقاء كلمته بالقمة، إلى المغادرة، ذاكرًا، حسب مصدر دبلوماسي عربي "لمصر الجديدة"، لارتباطه بموعد في مدينة رام الله، لمناقشة الوضع في غزة والتهديدات الإسرائيلية هناك، على الرغم من أن تلك القمة هي قمة بالأساس جل عنايتها للقدس، إلا أن القذافي اتصل بعباس قبل أن يقلع بالطائرة، مطالبًا إياه بالقدوم لأمر عاجل، وهو ما جعل عباس يستجيب ويتراجع عن سفره، وذلك بعد تردد العديد من الأقاويل بأنه غادر القمة. وترجع تلك الأزمة، حسب مصدر مطلع من القمة، إلى أن الرئيس عباس انزعج من عدم استقبال العقيد القذافي للرئيس عباس كما استقبل الرؤساء والملوك والأمراء، وإيفاده البغدادي المحمودي الأمين العام للجنة الشعبية، لاستقبال عباس بمطار القرضابية الدولي بمدينة سرت، كأنه رئيس وفد، وذكر أيضًا المصدر "أن عباس انزعج لتعقيب القذافي على كلمته يوم أمس بقاعة واجادوجو، حيث قال القذافي له: إن شعرك كان أسود يوم ما كنت أتحدث عن فلسطين والآن أصبح أكثر بياضًا". ونفى الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة الأنباء التي ترددت هذا اليوم عن حدوث أزمة بين فلسطين وليبيا هذا اليوم، وأن الرئيس محمود عباس كان يرغب بمغادرة القمة والعودة إلى فلسطين. وأوضح الجانب الرسمي الفلسطيني، في تصريح للصحفيين في مدينة سرت الليبية على هامش الجلسة المسائية للقمة العربية في يومها الأول، أنه بناء على طلب الأشقاء في ليبيا جرى لقاء بعد ظهر اليوم الأول بين الرئيس أبو مازن والعقيد معمر القذافي قائد الثورة الليبية، كما أن الرئيس عباس حضر حفل العشاء الذي دعاه القذافي إليه مساء نفس اليوم. وقال: إن حضور الرئيس أبو مازن هو حضور للقمة العربية، وجرت العادة أن يلتقي الرئيس أبو مازن بنظرائه وزملائه من القادة والملوك والرؤساء العرب، واليوم بعد الظهر طلب الجانب الليبي طلب لقاء بين الرئيس عباس والأخ معمر القذافي ونحن مرتاحون لهذا اللقاء. وردًا على سؤال حول صحة الأنباء التي ترددت عن رغبة الرئيس أبو مازن بمغادرة القمة العربية، أجاب أبو ردينة: نحن مرتاحون للقمة العربية الثانية والعشرين "قمة دعم صمود القدس"، والمقعد الفلسطيني لن يخلو أبدا، والرئيس أبو مازن حضر قمة دمشق التي غاب عنها الكثيرون، وها نحن في قمة ليبيا التي كان يتوقع الناس انسحابنا منها، والرئيس عباس حريص دائما على تعزيز العلاقات العربية، وعلى نجاح القمم العربية لأن نجاحها هو نجاح للقضية الفلسطينية. وأعرب عن أمله بأن تتحول الأقوال والوعود التي صدرت عن القمة العربية إلى أفعال تطبق على الأرض، مشددا على أن عامل الوقت مهم جدا في معركة الحفاظ على المدينة المقدسة.