يرصد عدد من المحللين السياسيين الاهتمام الذي يبديه الاتحاد الأوروبي تجاه التطورات العربية، خاصة على مستوى علاقاتهم المشتركة، وذلك قبيل بدء القمة العربية المقرر انعقادها في "سرت" الليبية أواخر مارس الجاري. زيارتان متتاليتان خلال يومين، أولها على مستوى ممثل عن رئيسة الاتحاد الأوروبي السابقة، السويد، والذي صرح نائب وزير خارجيتها "فرانك بيلفراج" عقب مقابلته عمرو موسى الأمين العام للجامعة، ل"مصر الجديدة" بأنه سأل عن موضوع القمة العربية، وناقش مع موسى التوتر العام في المنطقة، والشد والجذب العربي قبيل لقاء القمة العربية بليبيا. في اليوم التالي صباح اليوم "الاثنين" استقبلت جامعة الدول العربية 27 من ممثلي دول الاتحاد الأوروبي، لمناقشة سير تحضيرات القمة العربية، والموضوعات المطروحة على القمة. ووفقًا لتصريحات السفير هشام يوسف مدير مكتب الأمين العام، عقب اجتماع الوفد معه، فإن الجامعة لم توجه الدعوة إلى الاتحاد الأوروبي، مؤكدا أن اللقاء جاء بناءً على طلب من سفراء الإتحاد الأوروبي، وليس بدعوة من الأمانة العامة، بداعي اهتمامهم بالقمة العربية، والعلاقات العربية الأوروبية التي تم توطيدها بشكل لافت في الآونة الأخيرة. ولم تجد الجامعة العربية بالطبع غضاضة في الاجتماع معهم، بل قامت عبر السفير هشام يوسف بعرض التصورات التي ستخرج بها القمة، بجانب الأفكار المطروحة لتطوير عمل الجامعة العربية سواء السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية. كما استغل الجانبين، حسب تصريحات يوسف، مناقشة الصراع العربي الإسرائيلي، والوضع في السودان بصفةً خاصة، والمنطقة بصفة عامة.. وذلك في ضوء ما تشهده الأراضي الفلسطينية المحتلة، وما تقوم به إسرائيل من إجراءات استيطانية، وعمليات تهويد، ونسف لعملية السلام، آخرها نسف مبادرة لجنة متابعة السلام العربية 2 مارس الحالي، ببدء المفاوضات الغير مباشرة، وهو ما تراجعت عنه الجامعة العربية بعد تأكدها من عدم جدية الجانب الإسرائيلي. ويأتي ذلك الاهتمام الأوروبي بعد أيام من زيارة "كاثرين آشتون" الممثل الأعلى للعلاقات الخارجية والسياسية والأمنية الأوروبية التي ركزت خلال جولتها في منطقة الشرق الأوسط من بينها مصر، واجتماعها مع مجلس الجامعة العربية- على دور الإتحاد الأوروبي في المنطقة، مؤكدا على أن الاتحاد الأوروبي سيضاعف جهوده، والانتقال من مرحلة "إدارة النزاع" إلى حسم النزاع عبر آلية "حل النزاع"، على حد تعبيرها، والعمل مع جميع الأطراف في المنطقة بغية إحراز تقدم في عملية السلام، وصولا إلى سلام إقليمي شامل لما في ذلك من مصلحة الأمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع. ويتابع الاتحاد الأوروبي عن كثب القضية الفلسطينية وتهويد القدس وغيرها من القضايا العربية المصيرية الملحة، تطلب منقذًا وداعمًا خاصة مع وأن القمة العربية تطرق الأبوا. لكن السؤال المطروح الآن: هل فعلاً يريد الاتحاد الأوروبي كما يدعي تعزيز التعاون مع العالم العربي دعمًا للسلام والاستقرار في المنطقة، أم أنه مجرد اهتمام وترقب للفشل العربي.. لتبقى الغلبة لهم والحاجة بعد ذلك إليهم؟!