وعدت هيلاري كلينتون وزيرة خارجية الولاياتالمتحدة، بالنظر في اقتراح قدمه احد اعضاء مجلس الشيوخ بتوجيه دعوة الى كل من الرئيس السوري بشار الاسد ورئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو لزيارة واشنطن، تمهيدا لاعادة اطلاق المحادثات بين الطرفين حول هضبة الجولان السورية التي تحتلها اسرائيل منذ 1967. وقالت كلينتون ردا على السناتور الديموقراطي ارلن سبكتر "انني على استعداد لطرح اي شيء يمكن ان يضع حدا لهذا الجمود" مضيفة "لكنني لا اعرف ما اذا كان ذلك سيكون مقبولا وقابلا للتحقيق من قبل جميع الطرفين". واعلنت وزيرة الخارجية الاميركية ان الولاياتالمتحدة، التي تشهد علاقاتها تحسنا مع سوريا، طلبت من السلطات السورية "البدء بالابتعاد عن ايران".
وقالت كلينتون في كلمة القتها امام لجنة الموازنة في مجلس الشيوخ في اطار دفاعها عن ميزانية وزارتها ان واشنطن ترغب بان "تبدأ دمشق بالابتعاد في علاقتها عن ايران التي تتسبب في اضطرابات للمنطقة وللولايات المتحدة". وتابعت الوزيرة الامريكية "اكدنا للسوريين الحاجة الى المزيد من التعاون حول العراق، ووقف التدخلات في لبنان ونقل او تسليم سلاح الى حزب الله، واستئناف المحادثات الاسرائيلية السورية". وكان المدير السياسي لوزارة الخارجية الاميركية وليام بيرنز زار العاصمة السورية الاسبوع الماضي. والتقى الرئيس السوري بشار الاسد غداة تعيين سفير اميركي جديد في دمشق هو الاول منذ اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الاسبق رفيق الحريري في فبراير 2005 بسبب توجيه اصابع اتهام الى سوريا بالتورط في هذه الجريمة، الامر الذي تنفيه سوريا على الدوام. وتعتبر سوريا حليفة قوية لايران. ورغم مطالبة الولاياتالمتحدة لسوريا بشأن العلاقة مع ايران والوضع في لبنان والعراق، فان ادارة اوباما تعتبر ان النظام السوري الحالي لاعب مهم لدفع عملية السلام في الشرق الاوسط قدما..
وقالت كلينتون، انها تأمل في استئناف محادثات السلام الفلسطينية الاسرائيلية قريبا مستخدمة لهجة أكثر تفاؤلا من تلك التي يتحدث بها المسؤولون الأميركيون عادة. وقالت كلينتون "نأمل أن يبدأ هذا قريبا... نحن نعتقد ان من الضروري للغاية ان يبدأ الجانبان المحادثات بشأن قضايا الوضع النهائي التي يختلفان عليها... لكننا ندرك جيدا الصعوبات التي تواجهنا." وتوقفت المفاوضات التي تهدف الى انهاء الصراع المستمر منذ ستة عقود قبل مدة تزيد على العام بعد العملية العسكرية الاسرائيلية في قطاع غزة وفشلت حتى الان جهود المبعوث الامريكي الخاص للشرق الاوسط جورج ميتشل لاستئنافها. وتخلت ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما العام الماضي على ما يبدو عن المطالبة بأن توقف اسرائيل كل اعمال البناء في المستوطنات الاسرائيلية قبل بدء المحادثات وهو شيء طالب به الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وقاوم عباس ضغوطا امريكية وغربية لاستئناف المفاوضات لكن ظهرت في الآونة الأخيرة علامات على جهود دبلوماسية أكثر نشاطا لمحاولة استئناف المحادثات. وأمر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يقول انه مستعد لاجراء محادثات دون شروط مسبقة بتجميد مدته عشرة اشهر لبعض مشروعات الاستيطان في الضفة الغربية. لكنه رفض تماشيا مع قرار اسرائيل المنفرد ضم القدسالشرقية وضواحيها اضافة البناء هناك لاى أي تجميد للاستيطان.