كشف مركز بيس " بيجن السادات" عن دراسة تتناول الحرب المتوقعة بين إيران وإسرائيل ووضعت السيناريو المتوقعة لهذه الحرب وماهى نتائجها وأسلوب إدارتها والقوى الفاعلة فيها .. وفيما يلى عرض مختصر وتحليل لهذه الدراسة . تؤكد الدراسة أن العلاقات الإيرانية – الاسرائيلية تتسم بالتوتر الشديد خاصة بسبب الخلفية والأيدلوجية الدينية التى لا يمكنها ان تتوافق مع بعضها البعض فإيران ترى أن إسرائيل دولة غير شرعية بينماترى اسرائيل ان حصول ايران على اسلحة نووية يمثل خطرا وجوديا عليها بالاضافة الى ذلك فإن اسرائيل تشكل حجر العثرة فى طريق ايران للهيمنة على منطقة الشرق الأوسط وعلى ذلك فاذا ما اندلعت حرب بين ايران واسرائيل فإنها ستكون حرب طويلة الاجل يستمر مداها لسنوات ولن تنتهي خلال اسابيع أوشهور . وتشير الدراسة الي الخلفية الاسلامية الخامنئية الخاصة بالفكر الايرانى والتى ترى ان إزالة اسرائيل من الوجود هو النصر الأكبر للأمة الاسلامية فإنه على المسلمين الاستمرار فى الجهاد حتي يسقط الكيان الاسرائيلى أكبر المؤثرات التى تسهل أمد هذه الحرب يطول لسنوات عديدة رغم الثمن الفادح الذى ستدفعه إيران فى هذه الحرب , الشيء الوحيد الذى قد يجبر النظام الإيرانى على الموافقة على وقف هذه الحرب هو الخوف من سقوط النظام الإسلامى فى إيران . وهو الامر الذى يبدو صعبا جدا على اسرائيل. وعلى الجانب الآخر فإن اسرائيل بفناءها بواسطة إيران وفى ظل غياب مخرج مشترك للجانبين من الازمة فإن الحرب سوف تستمر لسنوات عديدة وسوف يطول أمدها . ويقول معدو الدراسة : لا نعرف متى بالضبط سوف تندلع الحرب الإيرانية الإسرائيلية, فهناك من يعتقد أن هذه الحرب لنتحدث خاصة فى ظل عدم وجود تضارب فى المصالح بين إسرائيل وإيران وكل العداء الايرانى الموجه لإسرائيل تمت صياغته للاستهلاك الإعلامى والمحلى :
هناك عدة احتمالات للمواجهة الإيرانية الإسرائيلة على النحو التالى : أولا : حرب قصيرة الأجل .. يكون مداها بصفة أسابيع وستكون عن طريق قيام إيران بضربة استباقية للمواقع الإسرائيلية ثم تقوم إيران بضربة انتقامية ثم وقف إطلاق النار بواسطة الضغوط الدولية وتوصل الطرفان الى تفاهم ثنائى ينهى الازمة. ثانيا : حرب طويلة الاجل على غرار الحرب الإيرانية العراقية والتى استمرت حوالى ثمان سنوات وفيها ستقوم إسرائيل ضربة استبقاية وقائية للمنشآت النووية والعسكرية الإيرانية ثم قيام إيران برد انتقامى ضد اسرائيل ثم تتوالى الهجمات الإيرانية على اسرائيل حتى فى حالة استعداد اسرائيل لوقف اطلاق النار خاصة إذا كان الهدف الايرانى هو إبادة اسرائيل كماحدث خلال الحرب الإيرانيةالاسرائيلية هدفت الى اسقاط نظام صدام حسين . والاجابة على كم الوقت الى سوف تستغرقه الحرب يحدده الكثير من العوامل أهمها الاستعداد الفنى للجمهور الاسرائيلى وقياداته من الناحية المعلوماتية والإعلامية والعسكية والاستعدادات السياسية والاستراتيجية القومية وأهم من ذلك كله هو حجم الاصرار الاسرائيلى والايرانى الدخول فى هذه المواجهة . إن النظريات العسكرية تقول إن الحروب التىتنشب بين دول لا تشترك فيما بينها فى الحدود فإنها بالضرورة ستكون حرب قصيرة الأجل لأنها ستعتمد أساسا على صواريخ أرض جو وسوف يتحكم عدد الصواريخ التى يملكها كل طرف فى طول مدة الحرب ولن يزيد أمدها فى هذه الحالة عن بضعة شهور . وسوف يكون سيناريو الحرب على النحو التالى : ضربة اسرائيلية استباقية للمواقع النووية الإيرانية . عدم قيام ايران بالرد الفورى عسكريا ولكنها نشاطا دبلوماسيا لإظهار نفسها كطرف معتدى عليه ثم تتم إدانة اسرائيل من كافة المستويات الدولية . تقوم ايران بإرسال بعض القوات الى حزب الله وسوريا عن طريق العراق أو تركيا ولكن اسرائيل لن نستطيع ضرب هذه القوات خوفا من الضغوط الدولية وعدم جر سوريا الى هذه الحرب . سيؤدى ذلك الى تركيز القوات الايرانية فى سوريا الى إجبار إيران على وضع قوات احتياطية كبيرة فى هضبة الجولان طول الوقت من أجل الدفاع عن هضبة الجولان ضد ضربة إيرانية سورية خاطفة . عقب قيام إيران ببناء قواتها فى سوريا بالصواريخ والامدادات سيقوم حزب الله وحماس بإطلاق الصواريخ على التجمعات السكانية الإسرائيلية بشكل مستمر وتقوم سوريا بإمداد حزب الله بالصواريخ ولكنها لا تتدخل بشكل مباشر فى الحرب . تفشل اسرئيل فى وقف اطلاق الصواريخ عن طريق القصف الجوى وحينها سوف تضطر الى احتلاف معظم الأراضىاللبنانيةوحينها سوف تواجه بمقاومة شرسة من حزب الله المدعوم بقوات إيرانية, وسوف يتطلب الاحتفاظ بالأراضى التى سوف تحتلها إسرائيل الإبقاء عدد كبير من القوات للصمود فى حرب عصابات فى مواجهة حزب الله بالاضافة الىذلك سوف تضطر اسرائيل الى الابقاء على قدر ليس بالقليل من قواتها فى الجولان لحمايتها من ضربة إيرانية سورية محتملة . بالتوزى مع ما سبق سوف تقوم حماس وحزب الله بالهجوم على أهداف إسرائيلية مثل شركة طيران العال ووسائل الانتقالات البحرية عن طريق العمليات الاستشهادية . تقوم إيران باطلاق صواريخ أرض – أرض علىمراكز التجمعات السكانية فى اسرائيل . فى اثناء ما سبق تقوم ايران باصلاح الأضرار التى لحقت ببرنامجها النووى مرةأخرى خلال القصف الإسرائيلى لهذه المواقع مع الأخذ فى الاعتبار وضع المزيد من الاستعدادات لتلافي ضربة اسرائيلية ثانية , لأن جميع النظريات العسكرية تقول إن العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد البرنامج النووى الإيرانى لن تقضى عليه نهائيا وإنما سوف تعطله لمدة لا تتجاوز الخمس سنوات ..وتقوم إيران ببناءه مرة أخرى. العوامل التى ستؤدى الى قصر الحرب الإيرانية الإسرائيلية : الأنشطة العسكرية التى ستقوم بها إسرائيل : من المعروف أنه وفقا للنظرية الامنية التى يقوم عليها الأمن القومى الإسرائيلى ان اسرائيل لاتتحمل الدخول فى حرب طويلة الأمد وإن قلت ذلك فهذا يعنى انهيار اسرائيل نهائيا وعلى ذلك يجب على اسرائيل تقصير مدة الحرب عن طريق : أ : الهجوم على البنية التحتية وتدمير حقول البترول الإيرانية ومنع تصديره للخارج . ب : العمل على زعزعة نظام الحكم الإيرانى ومحاولة إسقاطه مما يجبره على القبول بوقف إطلاق النار . تدخل القوى الدولية : معظم الحروب التى خاضتها إسرائيل ضد الدول العربية انتهت عن طريق تدخل القوى المحلية , وهوما سيحدث فى الحالة الإيرانية سواء كان هذا التدخل للصالح الإسرائيلى أو ضده ولكن هذا التدخل سوف يقلل من مدة هذه الحرب . استخدام السلاح النووى : سيؤدى استخدام السلاح النووى الى تقصر مدة الحرب بل وحسمها بشكل نهائى وسوف يتوقف هذا على الطرف الذى يمتلك هذا السلاح ويبادر بتنشئته واستعماله وفى غضون ذلك سوف تستمر الحرب كما هىب الأسلحة التقليدية . من المعروف والمؤكد امتلاك اسرائيل لأسلحة نووية باعتراف العالم النووى الاسرائيلى فغونو بالاضافة الى سقطة لسان ايهوباراك بالادارة الأمريكية بشأن امتلاك اسرائيل اسلحة نووية فى حين أن الجانب الإيرانى لم يحصل حتى الآن على هذه الأسلحة وهذا يعنى ان المعركة سوف تنتهى للصالح الإسرائيلى