أكد د.مجدى بدران استشارى الأطفال، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة أن الحب يحمي من الأمراض ويوفر الملايين التى تنفق فى العلاج، وقد طرح رؤية جديدة لإعادة الحب المفقود في المجتمع، مشيرا إلى أن هناك بعض الأكلات البسيطة التي التي من الممكن أن تجلب السعادة والبشاشة لنا مثل الفول وعصير القصب. جاء ذلك في محاضرة ألقاها الدكتور مجدي بدران بساقية الصاوي أمس بعنوان " "الحب يروى المناعة""، حيث أكد أن أنيميا الحب أكثر انتشاراً من فقر الدم، لأن الإنسان بدون حب لا يحيا حياة سوية، وأن معظم المجرمين في العالم هم في الأصل مفتقدون للحب. واضاف: إن الحب لابد أن يكون لله ولخلقه ولأنفسنا، ولكوكبنا الذى تلوث بأيدى أعداء الحب وعبدة الأنانية والمنفعة على حساب عذاب الآخرين. واشار بدران إلى أن لدينا 16 مليون أسرة يجب أن يتدفق الحب بين الزوجين والأبناء حتى ننعم بالاستقرار المجتمعي وحتى ينتشر الحب بيننا, ولكن أضعاف هذا الرقم هم السواد الأعظم من الشعب الذين خرجوا في شوارع القاهرة احتفالا بفوز منتخب مصر وانتشر الحب بينهم الحب بمعناه الرحب الواسع دون أي شكوى من التحرشات الجنسية أو غيرها, وقال: إن الحب العفيف اللاجنسى يدوم ولا جرم فيه بل نثاب عليه نحن مطالبون به من الله عزوجل. وأضاف : إن الكسول لا يحب نفسه ولا عمله ولا أسرته ولا وطنه، وكذلك المدمن، لأن حب النفس يحافظ عليها وعلى من يحبها أيضا. وقال : إن الحب أسوأ من الأنيميا وبإمكاننا أن نعيد ظواهر كانت موجودة نتمنى أن نعيدها بمنظار الحب الضائع ، وعندما يتم ذلك فإننا سنزيد معدلات الإنتاج معدلات الإبداع والاكتشافات وقال: إن الدراسات أثبتت أن الحب يزيد الذكاء ويمنح الإنسان قوة على تحمل المشاق معدلات الإنجاز وأشار بدران إلى أن معدلات الجرائم طوال أوقات مباريات مصر فى بطولة كرة القدم الأفريقيه2010 بغانا قلت معدلات الجرائم, مع أن تجمهر المصريين فى الشوارع احتفالاً بالفوز المصرى لم تحدث حالة تحرش واحدة ، ولم نظهر أى تفرقة بين الناس على أساس الدين، فالمسيحي كان يحمل المسلم على كتفيه والمسلم كان يحمل العلم, والمسلمة يده فى يد أختها المسيحية, وقال: إن هذا أبلغ رد على خفافيش الظلام أعداء مصر، ولم نسمع وسط هذا الاحتفال عن انفلونزا الخنازير، ومع أنها حقيقة موجودة لكن مناعة الفرحين التى ارتفعت كانت تصدها صداً أقوى من التطعيم الذى لا يعمل إلا بعد أسابيع! وطالب القيادات السياسية بالنزول إلى الشارع حتى يعرفوا الناس ويشعروا بحبهم ومعاناتهم، مؤكدا أننا نستطيع عن طريق توحيد الناس على حب الله والوطن أن نمنع الأمراض ونمنع الجرائم، وعلاوة على ذلك نزيد العزم على التحدى والتفوق لو أردنا. وأشار بدران إلى أننا عندما هزمنا فى 1967 كنا نعانى من أنيميا الحب, وعندما شحنت القيادة السياسية أبناءها بإكسير حب مصر كان النصر على صيحات الله أكبر ردده محمد أفندى الذى رفع العلم وبطرس أفندى، مؤكدا أن الذى يخون وطنه لا يحب نفسه ولا أسرته ولن تثق فيه زوجة ولا ابنة ولا ابن! وأكد بدران أن الاعتراف بغريزه الحب ضرورة ملحة من أجل استمرار الحب الود الأسري، وقال : إن الحب نظرا لأهميته فقد نعتبره قبل الخبز لأنه نعمة كبيرة للإنسان، فهو الذى حافظ على استمرار البشرية. واستنكر الدكتور مجدي النظرة الجنسية للإنسان ناحية الحب والتي انتشرت هذه الأيام ، مؤكدا أن 75 % الحيوانات تكتفي بأنثى واحدة، وقال: عيب نشبه واحد بصباص ونقول : ده حيوان، وعلق ساخرا: الحيوان أشرف منه. وفي حديثه عن الحب وعيد الحب نصح بدران المتزوجات بوجود اللبن والبقوليات مثل الفول والعدس مع الليمون ، وقال كان هذا تقليدا قديما عندنا نحن المصريين وقد تناسيناه مع أن الدراسات أثبتت أن الفول والسوداني هما سر السعادة التي يحياها الشعب المصري. وأضاف : ينفق الأميركيون 2.6 مليار دولار على شراء الهدايا في عيد الحب، في الوقت الذي يتم فيه تداول أكثر من مليار بطاقة عيد في كل أنحاء العالم كل عام، مشيرا إلى أن عيد الحب يأتي في المرتبة الثانية بعد عيد الميلاد من حيث كثرة عدد بطاقات المعايدة التي يتم إرسالها، لافتا إلى أن الرجال ينفقون في المتوسط ضعف ما تنفقه النساء على هذه البطاقات في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأضاف أن عيد الحب يرمز للقديس فالنتين الذي عارض قرار الإمبراطور الروماني كلايديس الثاني الذى منع جنوده من الزواج!, فزوجهم القديس فالنتين سرا وأعدم لهذا السبب . وأوضح د مجدي أن الأبحاث العلمية أثبتت أن الأجنة تتذوق الحب لذلك نصح الحامل أن تستمع إلى الموسيقى قبل الوضع، مشيرا إلى أن أعضاء الجنين تتوقف عن النمو عند لحظات غضب الأم. وقال: إن الفراعنة هم أول من كتبوا قصائد حب في المرأة وأقدم نص وصل إلينا منذ 1500 سنه قبل الميلاد عنوانها: "حبها يمنحنى القوة" وتقول: "إن النهر الذى يجرى بين جسدي العاشقين لن يحول أبدا بينهما.. وأن ضربات قلب الشاعر جعلت التماسيح المفترسة ترتعد كالفئران.. وأن قلب الشاعر قفز إلى شباك الصيد المنصوبة فى صدر محبوبته التى أصبحت من يومها مليكته" مشيرا إلى أن أسطوره الحب سهم كيوبيد اشتهر بأنه يصيب القلوب بالحب وكيوبيد اسطوره الحب عند الأغريق وتعنى فى اللغه الرغبه فى الطرف الآخر الذي كان يرسم سهم الحب في قلوب النساء أصيب هو به. أسماء الحب فى اللغه العربيه عديده وتشمل : § الهوى وهو ميْل النفس , وقالك إن الجنين في بطن أمه يشعر بالحب فينمو ويكبر أما الجنين المحروم من الحب تغمره كيمياء الغضب من الأم مثل جنين السفاح فيقل نموه ولربما مات فى المهد، وإن الرضاعه الطبيعيه أسمى أنواع الحب الذى يوهب الحياه، لأنه يلعب دورا عظيما في تغذيه نفس ووجدان الانسان و يجب اشباع الحاجه للحب في مرحلة الطفولة لينشأ الأطفال أسوياء . وأكد بدران أن كيمياء الحب تجعلنا في هذه الأيام الكشف عن أي شخص لمعرفة مدى حبه من خلال دراسات معملية، حيث إن الحب ينتج عن كيمياء يفرزها المخ نتيجه استقبال معلومات من الطرف الأخر عن طريق الحواس , مؤكدا أن جمال الجسد وحده لايكفى بل يلعب جمال السلوك العام وجمال العقل وعلو الثقافه دورا كبيرا فى بدء عمليه الاعجاب. وأوضح أن الاعجاب يحدث نتيجه إفراز موصلات عصبيه كالنورأدرينالين تجعل قلبك يزداد طربا فيزداد عدد ضربات القلب وتطير من الفرح وتنسى طعم النوم ، لا نشعر بالانجذاب الا عندما يفرز المخ كيمياء الحب. ويفرز المخ الدوبامين وهو موصل عصبى له علاقه بالنشوه والسعاده والحب والسهر، والأوكسيتوسين هو هورمون العناق وهو الذى يدفع الانسان ليحتضن من يحب , والأوكسيتوسين يساعد فى إدرار اللبن من ثدى الأم المرضع ولكنه يجعل الجنسين أكثر رقه ووداعه معا . الأوكسيتوسين يساعد الناس علي تنمية المشاعر الودية والحب والعطف على الآخرين. وقال: أما كيمياء الارتباط فتنشأ من إفراز المخ لمجموعه من المواد شبيهه بالمورفين التى تسبب الاحساس بالسعادة فى الارتباط بشخص ما، هذه المواد تجعل الزواج يدوم وتحول الزوجين الى مرحله إدمان يدمن كل منهما الأخر ولا يقدر على فراقه، واذا حرم منه سواء بالموت او الانفصال يفقد الرغبة فى الحياة و ربما يفقد القدرة على العمل و تتعرض حياته للهلاك ! . لهذا نحن نحب الحب ونموت فى الحب . وأضاف: إن الحب يرفع المناعة حيث إن مناعة السعداء أفضل من التعساء , ومناعة المتزوجون السعداء أفضل من الغير متزوجين، وأن الحب والدعم الذي يقدمه شريك أو شريكة الحياة ضروري لمقاومة الأمراضخاصة الأمراض المزمنة, وأكد أن المتزوجين فرصهم افضل في تجاوز فترة السنوات الخمس الحرجة بعد الاصابة بالسرطانات بنسبة 63% مقارنة بنسبة 45% للمطلقين. وأشار إلى أنه في حال الحرمان من الحب فإن طوفان من الأمراض يهاجم الجسم. وأضاف: كما تبين أن16% من المراهقين المصابين بحساسية الشعب الهوائية يعانون من التوتر أو الاكتئاب، مقارنة مع 9 % فى المراهقين الطبيعيين ينجح الحب في هدوء أعصابهم وفي علاجهم وراحتهم. ووصف الدكتور مجدي بعض الأغذية التي تجلب الحب والسعادة كالمكسرات التي تتمثل في اللوز وعين الجمل والبندق والفول السودانى، حيث يزيد من تدفق الدم فى المخ والأعضاء التناسلية ويخفض الضغط والتوتر كما أنها تستخدم فى علاج ضعف الانتصاب. علاوة على المأكولات البحرية كثعبان البحر والكابوريا والجمبرى والسبيط مشيرا إلى أن عصير قصب السكر يحسن المزاج ويعطي الإنسان طاقة وحيوية فورية، كما أنه يساهم فى إنتاج هرمون الاوكسيتوسين الذى يؤجج المشاعر العاطفيه ويدفع للعناق "الحضن" حتى من اللمس او الهمس، وكذلك يعالج الاكتئاب. وأكد بدران أن الشوكولاتة تحتوى على مواد تفيد العشاق وتشعرهم بالسعاده والبهجه والراحه والهدوء النفسى وتزيد تدفق الدم فى مناطق المخ الخاصة بالسعادة ونشاط الحواس والمتعة. وفي النهاية أكد بدران أن الحب يستلزم التضحية والصفح والغفران والتخلص من روح الثأر والانتقام، وقال: لو كان هناك حب حقيقى عند شبابنا لما كان هناك 17 ألف قضية بين الأزواج و 14 ألف قضية إثبات نسب حاليا. وطالب الشباب بالزواج والآباء بتيسير متطلباته، وأن نروج لزواج المطلقات والمطلقين والأرامل لأن العنوسة تؤدى إلى الاكتئاب والاكتئاب عدو الحياة، مشيرا إلى أنه حسب تقرير الجهاز المركزي للإحصاء تقع240 حالة طلاق يوميا بمعدل حالة كل 6 دقائق, كما وصل عدد المطلقات إلى 1.5 مليون مطلقة! , و13 مليون من الجنسين تخطوا السن المتعارف عليه للزواج، وأكد أن هذا يقتل طاقات كامنة في الإنسان الذي يجب أن يتزوج كي يرتفع عنده الذكاء والطاقة الإنتاجية ويقلل الأمراض.وختم بقوله: الحب دواء ناجع لكل مرض..