كتب: عمرو عبد الرحمن أبرزت الصحف العالمية فى صدر صفحاتها المخصصة للشرق الأوسط، أنباء الاعتقالات التى شنتها الحكومة المصرية مؤخرا ضد حركة الإخوان المحظورة سياسيا، فعلقت صحيفة "صنداى تليجراف" على الحملة بأنها كانت متوقعة، إلا أن غير المتوقع أن تطال رموزا بحجم نائب المرشد "محمود عزت"، إلى جانب المسئولين عن الملفات السياسية والإعلامية للجماعة، وهو ما يؤكد أن الضربة محسوبة بدقة وتستهدف إضاءة اللون الأحمر أمام أية محاولة جادة من جانب الجماعة المحظورة للدخول بثقلها الجماهيرى فى العمليات الانتخابية القادمة سواء بالنسبة لمجلس الشورى فى إبريل المقبل أو البرلمانية فى أكتوبر من العام الحالى. صحيفة دويتش فيلله الألمانية بدورها أبرزت تصريحات مسئول رسمى أعلن أن اجتماعا تنظيميا للجماعة كان يهدف للإخلال بالأمن العام فى الشارع المصرى هو السبب فى الاعتقالات الأخيرة، والتى لن تكون الشخصيات التى تضمنتها تلك الحملة هى الوحيدة بل إن هناك آخرون مدرجون على القائمة ذاتها خلال المرحلة القادمة. وأشارت "دويتش فيلله" فى تقريرها إلى أن السلطات المصرية اعتادت توجيه ضربات استباقية للجماعة المعارضة وذلك قبيل الأحداث السياسية الهامة، لإبقائها تحت حالة ضغط دائم بما يمنعها من التمدد فى الشارع المصرى الذى تراهن عليه الجماعة بشكل كبير، فى ظل عجز الحزب الحاكم عن إحداث التفاعل الكافى رغم تمتعه بالأغلبية البرلمانية وسيطرته على مجريات الساحة السياسية فى مصر. جدير بالذكر أن الصحف الإسرائيلية اهتمت بشدة بأنباء إلقاء القبض على مسئولين بالمحظورة، وجاءت بعض التعليقات فى إطار من الترحيب إلى حد تحريض الحكومة على المضى قدما فى إجراءاتها الأخيرة، وهو ما اتضح بشدة فى تصريحات للسفير الإسرائيليى الأسبق بالقاهرة "سافى ماسيل"، الذى أعرب عن تأييده لتلك الإجراءات ضد الجماعة فى مقال نشر بصحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، مشيدا بالإجراءات المماثلة التى اتخذها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ضدها، منتقدا ما وصفه بالمنهج الفكرى العنيف الذى تقوم عليه الجماعة التى زاد عدد أعضائها بشكل كبير في العقود الأخيرة.