لا تزال قضية شلح القس بولا فؤاد نخلة الكاهن بمطرانية البلينا وراعى كنيسة بنى منصور تثير العديد من ردود فعل واسعة وتخلق حالة من الجدل والغموض حيث انقسم أقباط سوهاج إلى فريقين، الأول يؤيد القس بولا ويدافع عنه والفريق الثانى يؤيد قرار البابا شنودة بشلحه وتجريده من الكهنوت وإعادته لاسمه الحقيقى ميخائيل والتحذير من التعامل معه كما انقسم المسلمون مثلما انقسم الأقباط فى البلينا تجاه شخص القس بولا. ولكن فى قرية الصوامعة غرب طهطا مسقط رأس القس بولا الصورة مختلفة تماما والآراء كلها فى صف ذلك القس المغضوب عليه من رأس الكنيسة وفى كل الأحوال مازالت الشائعات تتزايد هنا وهناك. روزاليوسف ذهبت إلى مطرانية البلينا على بعد 70كم جنوب مدينة سوهاج، كما ذهبت أيضا إلى منزل القس بولا بقرية الصوامعة لتنسج القصة الكاملة وراء شلحه واستبعاده من الكهنوت والنفوذ الروحى والدنيوى والقس بولا الذى ينتمى لعائلة تسمى عائلة الفرارجية بالصوامعة غرب شقيق لثلاثة اشقاء يكبره اثنان ويصغره واحد وهم بالترتيب فايد وجورج وشنودة والثلاثة يعملون فى تجارة الحديد والأسمنت ووالدهم المقدس فؤاد نخلة من أثرياء القرية، حيث يمتلك معملا للألبان وأراضى زراعية وعلى دراية بوسائل العلاج الروحى، وكان يكتب (الأحجبة) لعلاج المرضى مجانا وبعد وفاته عرف أنه كان يعول حوالى 400 أسرة من الفقراء فى بلدته.. ومن هنا فقد حظيت أسرته باحترام الجميع والسيرة الحسنة، وتخرج ميخائيل فى كلية اللاهوت وعين راعيا لكنيسة بنى منصور بالقرب من عرابة ابيدوس بالبلينا وتدرج فى علاقته بالأنبا ويصا مطران . البداية فى فبراير الماضى صدر قرار الكنيسة بإيقاف القس بولا لستة أشهر بعد التحقيق معه فى الكارتدرائية بالعباسية بعد شكاوى تقدم بها بعض الأقباط ولم يعلن عن الأسباب المتضمنة تلك الشكاوى ثم فوجئ القس واقباط البلينا بقرار شلحه وتجريده من الكهنوت وعودته إلى اسمه الأصلى. وتردد أن هناك شكاوى جديدة أدت لاستصدار قرار البابا شنودة بشلحه، كان ذلك فى نهاية يونيو الماضى. وأعلن القرار فى الصحف القومية أول يوليو وبعد ثلاثة أيام نظم المسئولين بالمطرانية رحلة للتظاهر فى الكارتدائية بالعباسية صباح الجمعة التالى للقرار ضمت الرحلة 500 شخص من مختلف فئات أهالى البلينا، وهناك رفعوا لافتات الاحتجاج على قرار الشلح"من حق الشعب أن يختار راعيه"وكان البابا شنودة فى ذلك اليوم متوجها إلى الولاياتالمتحدة فى رحلة علاج سريعة وقام الأنبا يؤانس بتهدئة مسيحى البلينا ووعدهم بالتدخل فى الأمر وأمرهم بانتظار عيد السيدة العذراء يوم 22 أغسطس المقبل للمحاولة فى تخفيف القرار أو إلغائه لصالح القس بولا. أزمة حساسة جدا! وفى صباح اليوم التالى توجهنا إلى مطرانية البلينا تلك التى كانت يوما ما محط أنظار العالم كله فقد زارها العديد من الوزراء وكبار الشخصيات لتهدئة الأمور وقتها وكان مكتب السكرتارية مغلقا وبسؤال أحد الموظفين نصحنى بالعودة بعد الساعة الثانية ظهرا لمقابلة سكرتير المطران وقال إن الأنبا ويصا سيخرج فى قداس ولن يتمكن من مقابلتك نهائيا فى ذلك اليوم وعند خروجى من المطرانية سألت أحد العاملين فيها عن القس بولا فقال إنه موجود وويرتدى ملابسه الكهنوتية حتى الآن لكنه لا يقابل أحدا وعليك أن تسأل عنه السكرتارية وعدنا مرة أخرى وسألنا عن القس بولا ففوجئنا بموظفى المطرانية يقولون إنه فى القاهرة! خرجنا وقمنا بجولة واسعة فى "البلينا"لاستطلاع الأمر وفوجئنا بأن معظم المسيحيين يمتنعون عن الحديث فى الأزمة وبعضهم تركنا مسرعا مذعورا لحساسية الموضوع! عدنا مرة أخرى فى الرابعة عصرا لنلحق بالأنبا ويصا قبل صعوده إلى غرفته استقبلتنا إحدى الراهباتوقالت لى من المستحيل مقابلة الأنبا ويصا فى ذلك اليوم لأنه توجه إلى مكان آخر وبالاتصال بسكرتير المطرانية القس بيشوى وكان مسافرا إلى القاهرة بالقطارة وعدنى بالاتصال بالأنبا ويصا والرد على جميع تساؤلاتنا فى حالة عدم مقابلته وسط غموض يزيد الأزمة إثارة وخطورة خاصة أنها ستطول لبعض الوقت!