كشفت د. هالة بدوى رئيس قسم مكافحة العدوى بمعهد تيودور بلهارس أنه من المتوقع ارتفاع أعداد المصابين بالبلهارسيا خلال الأعوام القليلة القادمة بسبب التلوث الخطير الذى سيطر على جميع مناحى الحياة، مؤكدة أن ديدان البلهارسيا سوف تأخذ أشكالا جديدة من التحور مما يتطلب طرق جديدة للعلاج خاصة بعد فشل طرق العلاج القديمة فى التصدى للمشكلة. وطالبت د. هالة بتفعيل مشروع تقدمت به للجنة التعليم والبحث العلمى فى مجلس الشعب يدعو إلى زيادة الإنفاق على البحث العلمى الخاص بالأمراض المعدية بحيث لا يقل عن 2% من الدخل القومى. وأوضحت أنه بالرغم من انخفاض معدلات المصابين بالبلهارسيا إلا أن الذين لم يعالجوا منها أصيبوا بالأمراض الكبدية والفيروسية وأصبح علاجهم صعبا جدا. أما عن المعدلات الجغرافية للإصابات فقد أوضحت د. هالة أن مناطق الصعيد سجلت أعلى معدلات الإصابة فى الوجه القبلى بسبب عدم تنظيف الترع وتراكم المياه فى المصارف والعديد من السلوكيات التى يمارسها الناس بالتوجه بالصرف الصناعى والمنزلى فى هذه الترع والمصارف. وألقت د. هالة إلى مسألة ثانية فى الأهمية حين قالت إن هناك مصابون بالبلهارسيا تناولوا جرعات العلاج سواء حبوب أو عن طريق الحقن وأجريت لهم بعد ذلك فحوصا وتحاليل أظهرت عدم وجود البلهارسيا. ولكن استطاع عائل البلهارسيا أن ينشط ويتحور من جديد وهو أخطر مراحل تحور البلهارسيا فى جسم الإنسان، حيث إنه باستطاعته أن يصبح كامنا فى جسم الإنسان لسنوات بسبب تكيفه مع الأنواع الجديدة من الأدوية وينشط بعدها مخلفا كوارث منها التليف الكبدى والبروستاتا وتدمير كرات الدم الحمراء. محذرة من خطورة عدم الوصول لجميع المصابين بالبلهارسيا فى مناطق مصر بسبب عدم التوعية الكافية التى توقفت تماما فى جميع وسائل الإعلام وكأن المرض اختفى تماما من مصر، ومن أجل ذلك أعتقد الفلاحون أن البلهارسيا زالت والحقيقة أنها زادت بشكل كبير بالرغم من عدم وجود إحصاء حقيقى ورسمى لها فى السنوات الأخيرة الماضية.