اللواء حسام سويلم : "مافيا الانفاق" تتربح من تهريب الاسلحة والمخدرات اللواء سامح سيف الليزل : أوفياء لبلدهم ومن حق الأمن مطاردة الفاسدين اللواء فؤاد علام : الترويج لوجود صراع بين الامن والبدو مخطط اسرائيلي
بين الحين والآخر يشكو بدو سيناء من الاتهامات التي يكيلها البعض لهم من أنهم لا ينتمون للوطن، وأن ولاؤهم للقبيلة هو الأهم، وأنهم يعانون ضعفاً فى الروح القومية ويكشف هؤلاء عن غضبهم من الملاحقات الامنية التي تقوم بها وزارة الداخلية نظراً لقيام بعض الخارجين عن القانون منهم بالمشاركة في تهريب أشخاص ومخدرات وبضائع عبر الحدود بين مصر واسرائيل نظراً للعلاقة التي أقامها "متطرفين" مع اسرائيليين بعد أن كثرت عمليات التهريب. وترجع أصول البدو في مصر الى قبائل نجد والحجاز مثل "بني عقبة" و"بني هلال" و"بني سليم". وتضم سيناء أكبر تجمع للبدو في مصر حيث يقدر عددهم بنصف مليون نسمة. وتعيش في وسط سيناء قبائل التياهة والاحيوات والعزازمة والسواركة. ويقيم معظمهم في عرائش مصنوعة من جريد النخيل وخيام ويشربون من مياه الابار. ويمثل بدو سيناء اهمية بالغة فهم يعيشون على أغلى بقعة جغرافية رواها المصريون بدمائهم .. في السطور التالية نحاول الاجابة علي أسباب التوتر بين البدو و الامن المصرى.. وهل هناك توتراً فعلياً كما تصوره وسائل الإعلام أم أن الأمر ينطوي علي مبالغات عدة ؟ يقول اللواء حسام سويلم الخبير الاستراتيجى انه ليس كل بدو سيناء مطاردون من قبل الامن المصرى ، لكن مع ظهور مشكلة الانفاق اصبحت بعض قبائل البدو يتربحون وراء تجارة الانفاق حيث يحصل حارس النفق الواحد على 1000 دولار فى اليوم الامر الذى دفع الكثير من هذة القبائل الى الاقبال على التجارة الغير مشروعة والتى تهدد الامن المصرى فيتم من خلالها تهريب الاسلحة والمخدرات ، فتكون ما يعرف ب"مافيا الانفاق " كما يعمل بعض قبائل البدو على تخزين السلع وبيعها بأضعاف اثمانها . واشار سويلم الى ان تنظيم القاعدة الذى يعد من اخطر التنظيمات الارهابية فى العالم تمكن من اختراق عقول ابناء القبائل للقيام بأعمال ارهابية الامر الذى هدد الامن المصرى خلال فترة من الفترات . هذة التحديات دفعت بطبيعة الحال الى تكثيف مجهودات الجهات الأمنية من خلال زيادة دوريات الشرطة ونقاط التفتيش لاْرساء الامن فى المنطقة وملاحقة اى تنظيم ارهابى ، بالاضافة الى وضع حد لعمليات تهريب السلاح و المخدرات . وقال سويلم ان السبب فى المواجهات بين بدو سيناء والشرطة هو عندما تلاحق الشرطة أحد من ابناء هذة القبائل لتورطه فى تجارة غير مشروعة فان القبيلة بأثرها تحارب قوات الامن على اساس الاخذ بالثأر دون النظر الى انه اخطأ من هنا اندلعت المواجهات بين البدو ورجال الامن . واستشهد سويلم بقيام مجموعة من البدو بمهاجمة مركزا للشرطة بقرية " نجع شبانة " انتقاما من الشرطة بعد ان قامت قوات الامن بضبط مجموعة من البدوو يهربون الاسلحة والبضائع الى قطاع غزة . واوضح سويلم ان البدو هم الوحيدون المستفيدون من شق الانفاق اما من خلال الحراسة او العمل على تهريب الافارقة الى اسرائيل وهى تجارة مربحة للغاية ، لكن اسرائيل هى المستفيد الاكبر من ناحيتين اولاهما انها تتمكن من تهجير الافارقة اليها للعمل فى الاعمال الشاقة او تجنيدهم بالجيش ، ومن ناحية اخرى تلوح بين الحين والاخر بأن الحدود مع مصر غير امنة وانها تعانى من مشكلة التسلل اليها . اما اللواء سامح سيف الليزل الخبير الاستراتيجى فيوضح انه قضى فترة ليست بالقليلة فى سيناء خلال حرب الاستنزاف ولم يجد من هؤلاء البدو سوى كل معروف وخير، وأنهم مواطنون شرفاء وأوفياء لبلدهم مصر ومن يشك فى ذلك ولو لحظة واحدة فعليه بأن يأتى بدليل قاطع . وينفي مطاردة الامن المصرى لبدو سيناء ، مشيراً إلي انه من حق الجهات الأمنية أن تطارد العناصر الشريرة فى اى مجتمع وفى اى مكان فلماذا نتهم الامن بذلك؟ وقال الليزل انه لا توجد علاقة بين بدو سيناء من قريب او من بعيد باسرائيل بل انهم اكثر المجتمعات كرها لهم لما تعرضوا له من مذابح خلال حرب 5 يونيو ، ويعلم جيداً من حارب فى اكتوبر الدور الذى لعبه هؤلاء البدو فى مساعدة الجنود المصريين . ومن جانبه قال اللواء فؤاد علام الخبير الأمني وكيل جهاز مباحث أمن الدولة الأسبق، ان بدو سيناء منقسمون بين بدو يعيشون فى رفح المصرية واخرين يعيشون فى رفح الفلسطينية ومن الطبيعى ان تكون لديهم حالة من الاحتقان اذا ما تعرض اقاربهم فى رفح الفلسطينية لأى اعتداء من قبل اسرائيل ، لكن ليس معنى هذا ان نشك فى ولاءهم لمصر فحالة الغضب يشعر بها اى مصرى تجاه الاشقاء الفلسطينين . واشار الى ان اسرائيل تسعى من خلال وسائل اعلامها نشر مخططا بوجود صراع بين الامن المصرى وبين بدو سيناء الذين هم جزء من وجدان مصر، مشددا على ان اسرائيل نجحت فى نقل الصراع الاسرائيلى – الفلسطينى الى صراع فلسطينى – فلسطينى ومنه الى فلسطينى – مصرى بسبب عدم قدرة الاعلام فى توضيح الصورة كاملة الى الناس وان مصر قدمت الى القضية الفلسطينية اكثر مما قدمه اى شخص اخر . و اقترح علام انشاء منطقة حرة فى رفح الفلسطينية لتلبية رغبات الفلسطينين فى الغذاء وما يحتاجون اليه من سبل العيش للقضاء علي أي توتر على الحدود المصرية مع قطاع غزة .