البابا شنودة تباينت ردود الأفعال فى مصر حول تصريحات البابا شنودة بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بأنه اذا لم ينصلح حال الأقباط فى مصر سنتعرض لانتقادات دولية واسعة، وأن هناك مناخًا للحرية فى الخارج لا يتوافر فى مصر، مؤكدًا علي أن من يسبون مصر ويسبون الدين الإسلامى إنهم معذورون لأن هناك مسلمين متطرفين يهاجمون المسيحيين موضحًا أنه لا يستطيع أن يمنع أحدًا من هؤلاء المتطرفين الأقباط طالما أن هناك متطرفين مسلمين يمارسون نفس السلوك ضد الأقباط وردًا على ذلك قال جمال أسعد المفكر القبطى أن البابا من هواة مسك العصا من المنتصف وأنه يكيف التصريحات على حسب ما يريد وحسب اللحظة التى يتكلم فيها فمصر الآن بدأت الدخول فى حالة حراك سياسى وحديث عن انتخابات الرئاسة والتوريث والكلام عن التدخل الخارجى فى الإصلاح . وأوضح أسعد أنه إذا نظرنا لكلام البابا سنجد أنه كلام سياسى لا يليق أن يصدر من رجل دين من المفروض منه أن يتكلم عن التواصل والتراحم ونبذ الخلافات كما وصف أسعد البابا بأنه رجل "برجماتى" نفعى يظهر أشياء ويغمر أشياء أخرى كما أن تصريحاته هذه تأتى فى أطار سياق جديد وتصعيد أمني ضد النظام وتعطى ضوءًا أخضر لأقباط المهجر للهجوم والتصعيد ضد مصر و استنكر جورج إسحاق - عضو حركة كفاية والناشط السياسى القبطى هذا الكلام وقال ما علاقة أن هناك تمييزًا يمارس ضد الأقباط فى مصر وبين أن هناك جماعة لها أجندة تطبق من الخارج ضد مصر فكل ما يمارسه أقباط المهجر مرفوضًا، وإذا أراد أحد إصلاح أحوال مصر بشكل عام والأقباط بشكل خاص فليأتى من أمريكا ويناضل من داخل بلاده ولكنه استنكر ما تمارسه الفضائيات الدينية سواءً مسلمة أو مسيحية من سجال دينى وقال إن هذا لا يخلق إلا حالة من الكراهية والعنف بين الطرفين والديانات فى جوهرها تدعو إلى التسامح ونبذ العنف ومحبة الآخرين،واستبعد إسحاق أن يكون هناك تبادل أدوار بين أقباط المهجر وبين البابا أو أن يكون كلام البابا ضوءًا أخضر لأقباط المهجر ضد مصر فى هذه اللحظة، أما عصام العريان - عضو المكتب السياسى وعضو مكتب الإرشاد فى جماعة الإخوان المسلمين فيرى أن البابا شنودة وإن كان زعيمًا دينيًا يمثل مجموعة من الشعب المصرى وهى الأقباط إلا أنه فى النهاية مصريًا فلماذا لم يتكلم عن معاناة المصريين بشكل عام فاذا كان الأقباط يعانون من مشاكل فالمسلمون عندهم مشكلات أكثر ، وقال العريان كنت أتمنى أن لا يحمل كلام البابا هذه النبرة التى تحتوى على تهديد للنظام بالاستقواء بالخارج لأن هذه اللهجة ضد الإصلاح بشكل عام0 ثانيا، هذا الكلام يجعل فريق من المصريين يستعدى على الآخر مما يثير العديد من الفتن الطائفية وأعمال العنف التى أصبحت كثيرة هذه الأيام، كما أن المسيحية الحقة التى نعرفها عن المسيح لا تدعو إلى عداء الآخر ولكنها تدعو للمحبة والسماحة مع الآخرين فاذا كان هناك قلة من المتطرفين المسلمين تهاجم المسيحية فلا يعنى ذلك أن يمارس الأقباط الشىء نفسه لأن المسيحية لا تدعو لذلك، وأضاف العريان أن هذا الجو المشحون لا فائدة ولا مصلحة فيه لمصر فما فائدة حملات التنصير والاستفزازات التى يمارسها بعض الأقباط تجاه الدولة إلا أنها تخلق جوًا من التوتر والكراهية بين المصريين وتستعدى النظام والدولة فى نفس الوقت. لكنه عاد وقال لا أستطيع أن اتهم نوايا البابا وأتمنى أن يكون هذا الكلام غير مقصود، ويرى الدكتور نبيل عبدالفتاح - مدير مركز الأهرام للدراسات ومقرر الحالة الدينية بالمركز أن الهجوم على الإسلام أو هجوم بعض المتطرفين المسلمين على المسيحية هو أمر مرفوض فى مجمله ولا يجوز أن يستخدم فى معاملة المصريين بينهم البعض فلابد أن يكون هناك حالة من الحوار الموضوعى بين الطرفين وأن ننحى الخلافات الدينية جانبًا، وليتعامل الناس بإنسانية وحبٍ كبشر لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات وليمارس كل طرف ديانته فى مكان عبادته وفى ضميره ، أما الاعتماد على إعادة إنتاج أفكار دينية قديمة فلا يؤدى إلا إلى توترات عظيمة نحن فى غنى عنها لأن لنا أولويات أخرى نحتاج إليها جميعا فى حياتنا اليومية ولذلك لابد أن نرفع القيود عن حرية التدين ولننصرف إلى ما هو أهم ولنبدأ ذلك من التعليم وخاصة التعليم الدينى الإسلامى أو المسيحى الذى لابد أن تدخل عليه إصلاحات عديدة حتى لا ينشغل النشء بقضايا طائفية لن تخلق فى المستقبل إلا جيلا متطرفا يضر بنفسه قبل أن يضر بغيره ، أما عن كلام البابا فيرى عبد الفتاح أنه ليس جديدًا عليه وقد قاله قبل ذلك بأساليب مختلفة وقاله غيره من الكثيرين ولا نستطيع أن نقول أنه يستعدى الخارج على مصر.