صدر كتاب (صورة المرأة في شعر إبراهيم ناجي للدكتورة عبير أبو زيد عن دار سندباد للنشر والتوزيع بالقاهرة سبتمبر 2013، وجاء الكتاب في 332 صفحة من القطع المتوسط، والغلاف للفنان أحمد طه. وجاء الكتاب في خمسة فصول ومقدمة وخاتمة، وجاءت المقدمة بعنوان: بين يدى ناجي: جدلية الشاعر والشعر والسلطة، ثم جاء عنوان الفصل الأول: حياة ناجي: رومانسية وانكسار حلم، ثم الفصل الثاني بعنوان: تكوينات صورة المرأة في شعر إبراهيم ناجي، بينما جاء عنوان الفصل الثالث: المستويات الدلالية لصورة المرأة، وجاء عنوان الفصل الرابع: التوحد المادي، وأخيرا جاء الفصل الخامس بعنوان: الحٌلول، وتقول الدكتورة عبير أبو زيد في خاتمة الكتاب: دراسة ربما كانت من أولى الدراسات التي تناولت موضوعة المرأة أو صورة المرأة والثقافة تتقاتل على ساحة جسدها انفتاحًا وانغلاقًا وعجزًا في شعر إبراهيم ناجي الذي يسير في السياق الثقافي بكل رضى وقبول، وأقول باطمئنان شديد: إن نص ناجي نص الاستحياء والجرح: نص رومانسي عجز أن يبوح، لأن سلطة الثقافة روضت قلمه وعلمته فن المراوغة اللغوية، ولقد نمَّط الباحثون المرأة عنده في إطار عذري تغلب فيه الروحية على سواها؛ لكن الدراسة تضيف الصورة المخفية تحت ركام الاستخدام اللغوي لناجي، ونعني بها صورة المرأة إذ تراودها حسية ناجي؛ فتأتي ملفعة بالجسدية.
وهذا المتخيل الذهني المؤنث هوسًا متجذرًا في الذهنية العربية في كل العصور الأدبية، وكأنه في رؤية الشعراء جزء يعيد لجسد القصيدة ضلعه المفقود وبعضه المتنائي، واستمر هذا الهوس حتى عصرنا الحديث وفيه ارتدى النص ثوبًا إبداعيًا جديدًا موشى بنقوش متخيلة مبتكرة، فبدت المرأة في النص بوجه جديد يتدانى حينًا من وجهها المتخيل في عصور الأدب الماضية ويتجافى حينًا آخر معه لدواعي أدبية ومقولات ثقافية، ونص إبراهيم ناجي هو نص للمحبة، فمن له قامة ناجي في صرح الرومانسية؟! هذا الرجل الذي تمكن من خصائص الرومانسية فصاغ تجربته الشعورية الذاتية جسدًا أدبيًا هو نصه.
والجدير بالذكر أن د. عبير أبو زيد مواليد مدينة المنيا، تدرجت في مراحل التعليم المختلفة حتى التحقت بكلية دار العلوم جامعة المنيا، ثم نالت درجتي الماجستير والدكتوراه، وعملت بجامعة زايد في دبي بالإمارات العربية، وهي تعمل الآن أستاذ مساعد بجامعة القصيم في السعودية.