استعادت جماعة الإخوان المغول في مصر بعضًا من تكتيكاتها السابقة للتعامل مع حملة مستعرة تواجهها منذ عزل الشعب والجيش للرئيس المعزول محمد مرسي، المتهم بالتخابر ضد المصريين في الثالث من يوليو. ومنذ فض اعتصامي رابعة العدوية ونهضة مصر لمؤيدي الرئيس المتهم بالتخابر في 14 أغسطس والادعاء امام وسائل الاعلان فى مصر وخارجيا مقتل عدد من الأشخاص معظمهم من الطبقة الفقيرة جدا وعقولهم محدودة كما شن الأمن المصري حملات مكبرة واسعة ضد قيادات الصف الأول والثاني وأعضاء آخرين في جماعة الإخوان باوامر قضائية لانهم مطلوبين على ذمنة العديد من القضايا لم تستثن مرشدها العام محمد بديع لانه مطلوب قضائيا . وأثرت حملات الضبط والاحضار بشكل مباشر، وفق وكالة الأنباء الفرنسية، على ترابط وتنظيم الجماعة على الأرض بحسب ما قال بعض أعضائها، مجبرة الجماعة مجددا على اتباع تكتيكات العمل السري نفسها التي اعتادت عليها خلال فترات التضييق عليها قبل ثورة 25 يناير 2011. وبالرغم من تشكيل لجان بديلة داخل الجماعة لتعوض دور القيادات التى تم حبسها في التنسيق والتواصل مع الأعضاء وحشدهم، إلا أن ضعفا بائنا بدأ يعتري صفوفها. وكحال جميع قادة الجماعة استعادت أسرة عائشة القيادية الإخوانية أساليب العمل السري التي أتقنتها لعقود، ليتوارى الأب القيادي عن الأنظار، بينما أصبحت الابنة أسيرة حالة من الشعور بالمطاردة. وتقول عائشة 25 عاما -وهو اسم مستعار لقيادية شابة في حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان، وابنة أحد قادة الجماعة في محافظة الإسكندرية إن التواصل أصبح مباشرا دون استخدام الهاتف أو الإنترنت خوفا من تحديد أماكننا. وأكدت أنها أصبحت أكثر حرصا على المعلومة التي بيدها وعلى أمنها الشخصي لأننا نستعيد قمع الأمن الذي تعودنا عليه طيلة سنين بشكل عادي حسب كلامها. واقترنت جماعة الإخوان بصفة المحظورة في الإعلام الرسمي خلال عهد الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، لكنها باتت اليوم تواجه حظرا شعبيا متزايدا في الشارع بعد اعمال العنف والقتل والترويع والتعذيب والحرق والتخريب والتدمير التى خلفتها تصرفات الاخوان مع المصريين العزل وكذلك مجزرة كرداسة واعمال الوحشية بمديرية امن اسوان وتقطيع جثة مأمور قسم مطاى لاشلاء وضرب ضابط بالفيوم بالشوم بالاضافة الى زرعى العبوات الناسفة فى اماكن عديدة جعلت من المصريين تضع عليهم حاجز وحذر منما يزيد من وطأة ملاحقة الأمن لقيادتها. وتقول عائشة إن التضييق الآن أصبح أصعب منه في عهد مبارك لأن هناك تضييقا شعبيا أيضا مشيرة إلى معاملة بعض المواطنين لأفراد الجماعة بشكل سيئ، بل كثيرون يريدون التخلص من جيرانهم الإخوان، مع وجود متعاطفين معنا بالطبع. ورغم عدم اتخاذ السلطات المصرية قرارا بحل الجماعة استجابة لمقترح رئيس الوزراء حازم الببلاوي، يعتقد البعض أن حملات الضبط والاحضار حسب الاوامر القضائية واختفاء القيادات وتواريهم عن الأنظار أربكت صفوف الجماعة التي فشلت بشكل واضح في حشد أنصارها في الشارع خلال الأسبوع الماضي. لكن القيادي في حزب الحرية والعدالة في طنطا دلتا النيل أحمد يقول إن أعضاء الجماعة لم يعودوا يتواصلون بشكل مكثف عبر المكالمات الهاتفية لأننا نعرف أنها مراقبة. وكشفت مصادر أمنية لوكالة الأنباء الفرنسية أن عدد المقبوض عليهم من جماعة الإخوان المسلمين يتجاوز ألفي معتقل عبر البلاد منذ فض الاعتصامات، مشيرة إلى عدم وجود قائمة كاملة بالمقبوض عليهم حتى اللحظة. بينما أكد المحامي إسماعيل الوشاحي من أنصار الجماعة إحصاء ثمانية آلاف حالة اعتقال واختفاء قسري للمنتمين للجماعة حتى الآن، لافتا إلى أن المعتقلين يواجهون 16 تهمة، منها القتل والشروع في القتل وحيازة أسلحة وحرق منشآت. ويقول أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في القاهرة أشرف الشريف للفرنسية إن الجماعة تعاني حالة ارتباك، لكن أموالها لا تزال بيدها إلى حد كبير وإن معظم أعضائها غير معتقلين. ويؤكد أن الحملات الأمنية وجهت ضربة قاسية للجماعة لكنها غير قاصمة مما يجعل للأمر أبعادا رمزية أكثر منها حقيقية. وبحسب قيادي إخواني فإن الجماعة توقفت عن حشد أنصارها من خارج العاصمة للتظاهر في القاهرة بسبب اعتقال عدد كبير من المسؤولين عن الأمر من رؤساء المكاتب الإدارية في المحافظات المختلفة.
المزيد يكشفه راط الفيديو المرفق: https://www.facebook.com/photo.php?v=10201729679985071