أعلن حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان، تسلمه إخطاراً رسمياً من واشنطن بتجميد الزيارة المرتقبة لمساعد الرئيس، د. نافع علي نافع، إلى الولاياتالمتحدة. وسلَّم القائم بالأعمال الأمريكي بالخرطوم إخطارً بذلك للجهات المختصة في الحزب. وانتقد نائب أمين الإعلام في الحزب، المهندس قبيس أحمد مصطفى بشدة الأسباب التي صاغتها واستندت عليها الإدارة الأمريكية في إلغائها لتلك الزيارة. وأوضح قبيس في تصريحات صحفية أن الإخطار ذكر أن الإلغاء بسبب تجميد الحكومة لاتفاقيات التعاون مع دولة الجنوب والذي وصفه بالسبب غير الصحيح وأنه مجرّد شماعة لتبرير الخطوة. وأضاف قائلاً: "واضح أن الإدارة الأمريكية حتى الآن عرضة للابتزاز من مجموعات داخل الكونجرس الأمريكي، مما جعل آراءها فيها شيء من الابتزاز وعدم الموضوعية بصورة مطلقة". وقال كان الأجدى تنبيه الدولة التي تعمل على دعم الحركات المتمردة ضد السودان، الأمر الذي أدى تلقائياً لوقف اتفاقيات التعاون بين الدولتين. وقلل قبيس من خطوة واشنطن من إلغاء الزيارة، وقال الوطني لا يهمه هذا الموضوع ولم يسع إلى زيارة واشنطن وإنما كان الأمر بناءً على رغبة ودعوة أمريكية لإدارة حوار مع الحزب لمناقشة قضايا الراهن السياسي. ونوه إلى أنه لم يتم أصلاً الاتفاق على الزمن أو على الموضوعات التي كان من المرجَّح مناقشتها خلال الحوار. من جهته أكد رئيس جمهورية جنوب السودان سلفا كير ميارديت، مجددا أن بلاده لا تنوي خوض حرب مرة أخرى ضد السودان. جاء ذلك خلال لقاء بين رئيس جنوب السودان ووزير خارجية اريتريا عثمان صالح محمد. وقال نيال دينج نيال وزير خارجية جنوب السودان، في تصريحات صحفية عقب اللقاء، إن "الرئيس سلفا كير أكد خلال اللقاء أن جوبا لا نية لديها لخوض اي حرب جديدة ضد الخرطوم". وأشار إلى أن "الرئيس سلفا كير أعلن بوضوح أن موقف جنوب السودان هو الالتزام الكامل بتنفيذ اتفاقيات التعاون في مجالات النفط والتجارة والمواطنة وتأمين الحدود وغيرها من الأمور التي شملتها الاتفاقية الموقعة في سبتمبر الماضي مع السودان". وأوضح نيال أن رئيس جنوب السودان شدد مجددا على أن حكومة جوبا لا تقدم أي دعم إلى الجبهة الثورية السودانية التي تضم الحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال في مناطق جنوب كردفان والنيل الأزرق. وأكد أن "جنوب السودان لا يدعم الحركات المتمردة التي تحمل السلاح ضد الخرطوم ، وليس لديها أي مصلحة في زعزعة استقرار حكومة السودان لأن من مصلحتنا أن نعيش في سلام مع الخرطوم". من جهته أكد وزير خارجية اريتريا عثمان صالح محمد أن اسمرا تدعم جهود التوصل لحل المشكلات العالقة بين الخرطوموجوبا منذ استقلال جنوب السودان في 2011 بما فيها مشكلات تصدير النفط وترسيم الحدود . وأوضح محمد أن المحادثات مع الرئيس سلفاكير بشأن الوضوع السياسي الحالي مع السودان كانت بناءة. وأشار إلى أنه يحمل رسالة سلام من الرئيس الاريتري اسياس افورقي للجانبين مفادها أن بلاده على استعداد لدعم البلدين في حل خلافتهما سلميا. وأضاف " لقد أبلغتهم رغبة اريتريا المساعدة في حل الخلاف بين الأشقاء في السودان وجنوب السودان لأننا نتطلع أن يعيش الجانبين في سلام". في سياق آخر تمكنت السلطات بولاية شمال دارفور ، من احتواء النزاع والتوتر الذي نشب مجددا خلال الأيام الماضية بين قبيلتي "الرزيقات والبني حسين" ، مؤكدة عودة الحياة لمسارها الطبيعي . وقال هارون حسين جامع معتمد محلية السريف بني حسين في تصريح صحفي ، إن وفدا من حكومة الولاية برئاسة الوالي عثمان يوسف كبر سيصل المحلية ؛ للوقوف على مجمل الأوضاع بعد الصراع الذي تجدد بين الطرفين بمنطقة "الحجير" وخلف 17 قتيلا و20 جريحا. واتهم حسين أطرافا خارجية بتأجيج الصراع بين قبائل دارفور لتنفيذ أجندة، موضحا أن سلطات المحلية أحكمت سيطرتها على كافة المنافذ والمداخل منعا لتجدد القتال . وأضاف أن آليات رأب الصدع تعمل بصورة جيدة بالتعاون مع الإدارة الأهلية للقبيلتين؛ لتهدئة الخواطر وتهيئة الأطراف للدخول في مصالحة تستأصل جذور المشكلة.