رئيس جامعة القاهرة يشهد تحية العلم الوطني أول أيام العام الدراسي الجديد (فيديو)    قالوا ايه علينا دول، كورال جامعة القاهرة يقدم الأغاني الوطنية (فيديو)    وزير التعليم العالي يطمئن على انتظام الدراسة بجامعة حلوان    20 جنيها لكيلو البطاطس.. أسعار الخضروات والفاكهة في سوق العبور اليوم السبت    ارتفاع أسعار اللحوم والجبن وزيت عباد الشمس اليوم السبت في الأسواق (موقع رسمي)    وزير الاستثمار: تنفيذ إجراءات اقتصادية لتحقيق النمو الشامل برؤية مصر 2030    زعيم المعارضة الإسرائيلية بعد أنباء مقتل حسن نصر الله: من يهاجمنا سيموت    بصمة دائمة للملك، أرقام محمد صلاح أمام وولفرهامبتون قبل لقاء اليوم    "عمر كمال ورامي ربيعة الأعلى".. تقييمات لاعبي الأهلي بالأرقام خلال مباراة الزمالك في السوبر الأفريق    مهربة جمركيًا.. الداخلية تضبط 3 أشخاص بحوزتهم 676 هاتفًا محمولاً في مطروح    "الثقافة" تكرم فريدة فهمي وعبد المنعم عمارة بمهرجان الإسماعيلية للفنون الشعبية    زوار يقبلون ضريح عبد الناصر فى ذكرى رحيله    رانيا فريد شوقي وحورية فرغلي تهنئان الزمالك بحصد السوبر الإفريقي    عمرو سلامة يوجه الشكر ل هشام جمال لهذا السبب    رئيس هيئة الدواء: أزمة النقص الدوائي تنتهي خلال أسابيع ونتبنى استراتيجية للتسعيرة العادلة    إصابة 3 أشخاص في حادث على طريق العريش الدولي بالإسماعيلية    رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بعد الإعلان عن مقتل نصر الله: هذا ليس آخر ما في جعبتنا    عرض فيلم الطير المسافر" بليغ عاشق النغم" بنقابة الصحفيين    خطة المدن الجديدة لاستقبال فصل الشتاء.. غرف عمليات وإجراءات استباقية    أبرزهم بكرى.. حشود تتوافد على ضريح ناصر إحياء لذكرى وفاته.. صور    وزير الخارجية والهجرة يلتقي مع وزيرة خارجية جمهورية الكونغو الديموقراطية    30 يومًا.. خريطة التحويلات المرورية والمسارات البديلة بعد غلق الطريق الدائري    بأوتبيس نهري.. تحرك عاجل من محافظ أسيوط بعد فيديوهات تلاميذ المراكب    إيران تتعهد بملاحقة إسرائيل في المحافل الدولية    الهند تحذر:استمرار باكستان في الإرهاب سيؤدي إلى عواقب وخيمة    أسعار الدواجن ترتفع اليوم السبت بالأسواق (موقع رسمي)    4 نوفمبر المقبل .. وزارة الإسكان تشرح للمواطنين مزايا التصالح على المباني المخالفة    جمهور الزمالك يهاجم إمام عاشور واللاعب يرد (صور)    في اليوم العالمي للمُسنِّين.. الإفتاء: رعاية كبار السن واجب ديني واجتماعي يجب الالتزام به    تداول 47 ألف طن بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر    وزارة الصحة: إرسال قافلة طبية لدولة الصومال لتقديم الخدمات الطبية    رئيس الرعاية الصحية يلتقي عددًا من رؤساء الشركات لبحث سبل التعاون    شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية متواصلة تستهدف بعلبك والمناطق الجنوبية اللبنانية    أستاذ علوم سياسية: إسرائيل دولة مارقة لا تكترث للقرارات الدولية    إنفوجراف| حالة الطقس المتوقعة غدًا 29 سبتمبر    مجسمات لأحصنة جامحة.. محافظ الشرقية يكرم الفائزين في مسابقة أدب الخيل    مقتل شخص في مشاجرة بسبب خلافات سابقة بالغربية    قرار جديد من المحكمة ضد المتهم بقتل عشيق شقيقته بأوسيم    الباذنجان 3.5 جنيه، ننشر أسعار الخضراوات اليوم السبت بسوق العبور    "القاهرة الإخبارية":الاحتلال الإسرائيلي مستمر في تحقيق أهدافه بلبنان    4 شهداء في قصف للاحتلال وسط قطاع غزة    عقوبات الخطيب على لاعبي الأهلي بعد خسارة السوبر؟.. عادل عبدالرحمن يجيب    أمين الفتوى: حصن نفسك بهذا الأمر ولا تذهب إلى السحرة    45 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط» 28 سبتمبر 2024    مواقف مؤثرة بين إسماعيل فرغلي وزوجته الراحلة.. أبكته على الهواء    اليوم.. جامعة الأزهر تستقبل طلابها بالعام الدراسي الجديد    جوميز: الزمالك ناد كبير ونسعى دائمًا للفوز    مع تغيرات الفصول.. إجراءات تجنب الصغار «نزلات البرد»    حسام موافي: لا يوجد علاج لتنميل القدمين حتى الآن    وزير الخارجية يتفقد القنصلية المصرية في نيويورك ويلتقي بعض ممثلي الجالية    عبد المجيد: التتويج بالسوبر سيمنحنا دفعة معنوية لتحقيق الدوري والكونفدرالية    ستوري نجوم كرة القدم.. احتفال لاعبي الزمالك بالسوبر.. بيلينجهام وزيدان.. تحية الونش للجماهير    فتوح أحمد: الزمالك استحق اللقب.. والروح القتالية سبب الفوز    برج القوس.. حظك اليوم السبت 28 سبتمبر 2024: لديك استعداد للتخلي عن حبك    الوكيل: بدء تركيب وعاء الاحتواء الداخلي للمفاعل الثاني بمحطة الضبعة (صور)    تزامنا مع مباراة الأهلي والزمالك.. «الأزهر للفتوى» يحذر من التعصب الرياضي    أذكار الصباح والمساء في يوم الجمعة..دليلك لحماية النفس وتحقيق راحة البال    علي جمعة: من المستحب الدعاء بكثرة للميت يوم الجمعة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الصوفية ... بيت العنكبوت (5)
نشر في مصر الجديدة يوم 19 - 06 - 2013

"مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا و إن أوهن البيوت لبيت العنكبوت" - (العنكبوت - 41)
الحمد لله الذى هدانا لهذا وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله، الذى أنزل رسوله بدين الحق ليظهره على الدين كله و لو كره المشركون.
والحق الذى لا مراء فيه انه لولا حفظ الله لكتابه و لسنة نبيه صلَّ الله عليه وسلم ، لضاع هذا الدين كما ضاع من قبل على أيدى الذين فرقوا دينهم شيعا واختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات .
وفيما حذرنا النبى صلَّ الله عليه و سلم أن نحذوا حذوهم ، فقد تنبأ لأمته أنها ستفترق بدورها إلى 72 فرقة ، كلهم مسلمون وكلهم يظنون أنهم على الحق ، وفيهم المصلون والمؤدون الزكاة و الصائمون ، وهم جميعا يشهدون بأن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، إلا أنهم فى النار جميعا إلا فرقة واحدة ، وصفها النبى صلَّ الله عليه وسلم ، بأنها المتبعة للكتاب والسنة ، العاضة عليهما بالنواجذ .
من هنا لم يكن من حق أى فرد أن يخرج عن حدود الكتاب والسنة ، بل الجميع ... شاءوا أم أبوا ، هم واجتهاداتهم الفقهية خاضعون لهذه الحدود بلا تأويل أو تعطيل ولا تكييف أو تحريف .
كتاب و احد إذن و سنة واحدة ، وطريقة واحدة وفرقة واحدة هى الناجية، وليس من وراء ذلك سوى الخروج عن صحيح الدين بدرجات متفاوتة، وهذا ما يعد تحديدا المفهوم الذى يمكن من خلاله دحض جميع الثوابت الراسخة التى تميز الفكر الصوفى ، وهو الفكر الذى سارت على نهجه إحدى أهم الفرق الإسلامية على مر التاريخ ، والتى تعد - بجدارة - ضمن الفرق الضالة المبدلة لدين الله ، المحدثة فيه ما ليس منه ... كما سنرى .
أصل وليس فرع
إن الخلاف بين أهل السنة والجماعة وبين أهل الصوفية، لم يكن أبدا خلافا اجتهاديا حول فرع من فروع الدين ، بل هو خلاف أصولى يقف فيه كل طرف على النقيض من الآخر ... وتعد أهم مظاهر هذا الخلاف هو رفض الصوفية إخضاع منهجهم – بصورة مطلقة – للمبدأ الشرعى الهام وهو الإحتكام إلى مرجعين لا ثالث لهما، هما الكتاب و السنة ( الصحيحة ) ... بل كان دائما قبولهم منقوصا ، و تسليمهم حذرا، متبعين فى ذلك أساليب التقية التى تلجأ إليها فرق الشيعة، التى تعد الأشد ضلالا والأعم إفسادا فى الدين .
ومما لا يحتمل الجدل أن البدع الشركية التى فشت فى الأمة والتى كان الفكرين الصوفى و الشيعى أهم مصادرها ، كانت ( إلى جانب الحكم بغير ما أنزل الله و التعامل بالربا و ترك الأمروالنهى والتخلى عن الجهاد فى سبيل الله ) هى أهم أسباب انحطاط الأمة إلى أدنى منازلها بين الأمم .
ويذكر أن الإشارات الواردة بالسنة حول ذلك الإنحطاط الذى تنساق إليه الأمة يوما بعد يوم ، كثيرة للغاية و منها ؛
- ورد بالصحيحين : خير أمتى قرنى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ..... الحديث .
- ورد بالصحيحين : قال حذيفة لرسول الله صلى الله عليه و سلم إنا كنا فى جاهلية فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير شر؟ قال نعم ، قلت وهل من بعد ذلك الشر خير ؟ قال نعم و فيه دخن ، قلت و ما دخنه ؟ قال قوم يهدون بهديى يعرف فيهم و ينكر ، قلت فهل بعد هذا الخير شر ؟ قال نعم، دعاة على أبواب جهنم من أجابهم قذفوه فيها ، قلت صفهم لنا، قال هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا، قلت فما تأمرنى إن أدركنى ذلك ، قال : تلزم جماعة المسلمين و إمامهم، قلت فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام، قال فاعتزل تلك الفرق كلها، و لو أن تعض باصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك .
- روى الترمذى : تنقض عرى الإسلام عروة عروة، فأولها نقضا الحكم وآخرها نقضا الصلاة .
- روى ابن ماجة : إن الإسلام بدأ غريبا و سيعود غريبا ، فطوبى للغرباء ... الحديث.
( ومما لا شك فيه أن غربة الإسلام لا يمكن تفسيرها فى عصرنا هذا الذى بلغ فيه عدد من يطلق عليهم مسلمون نحو المليار،إلا بأن أكثر هؤلاء ليسوا بمسلمين حقا ).
- وروى مسلم : عن سالم بن عبد الله بن عمر أنه قال، يا أهل العراق ما أسألكم عن الصغيرة و ما أركبكم للكبيرة ؟؟؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أن الفتنة تجيئ من ههنا، وأومأ بيده نحو المشرق من حيث يطلع قرنى الشيطان ، و أنتم يضرب بعضكم رقاب بعض ... إلى آخر الحديث الذى يتطابق بصورة مذهلة مع حال الأمة فى اللحظة الراهنة ، وقد طرقت الفتنة أبوابها فلم تدخلها إلا من حيث أشار رسول الله صلَّ الله عليه وسلم، من جهة أرض العراق إلى المشرق الجغرافى من أمة الإسلام ، وها هم أهلها يتقاتلون فيما بينهم حتى لا يدرى المقتول فيم قتل ، فيما حذرنا حديث آخر من أنه إذا وضع السيف فى الأمة ، لم يرفع عنها إلى قيام الساعة ... وها قد وضع سيف الغزاة فينا ، فليس إلا العودة إلى كتاب الله وسنة رسوله صلَّ الله عليه و سلم ، والجهاد عليهما من أمامنا ، والساعة من ورائنا .
جماعات مشبوهة
ويرى د. مصطفى إمام -الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف- أن هذه الجماعات المسماة بالصوفية ذات خطورة رهيبة على العقيدة الإسلامية، حيث تعتمد على الخزعبلات والبدع التي تخالف صحيح الإسلام جملة وتفصيلا، وتعيد المسلمين إلى المربع صفر، منبها إلى أن اليهود وأصحاب الأديان الأخرى الذين اعتنقوا الإسلام ظاهريا هم الذين وقفوا خلف إطلاق هذه الجماعات للقضاء على الإسلام من الداخل.
وأشار إمام إلى وجود مؤامرة غربية وراء عودة هذه الطرق إلى الساحة العربية والإسلامية، فهم يسعون من وراء ذلك إلى إيجاد إسلام رومانسي خال من قيم التمسك بصحيح الدين والتراث السلفي العظيم لهذه الأمة ويفتقد إلى قيم المقاومة والجهاد بهدف تركيع هذه الأمة وإضعافها والنيل منها معتبرا تنامي نفوذ هذه الجماعات واستقواء الأنظمة السياسية العربية بها بمثابة قنابل موقوتة تهدد الهوية الإسلامية لهذه الأمة.
ولفت "إمام" الانتباه إلى ضرورة وجود انتفاضة عربية وإسلامية ضد هذه التنظيمات التي تكرس البدع وتقدس الأضرحة والقبور وتعلي من شأن الخرافات لصالح القوى الإسلامية الحقيقية التي ضحت كثيرا من أجل نصرة ديننا بدلا من هذا الطابور الخامس الذي يستعد الغرب لاستخدامه للانقضاض علينا.
وأشار د. إبراهيم الخولي - الكاتب الإسلامي المعروف - أن الغرب هو من يقف وراء اختراق هذه الجماعات المشبوهة للمجتمعات العربية والإسلامية، حيث يدعم الأمريكان والأوروبيون هذه القوى لإضعاف عالمنا الإسلامي دينيا وسياسيا واقتصاديا وتوجيه ضربات إلى العقيدة الإسلامية الصحيحة.
ورفض الخولي بشدة تأكيدات مفتي مصر السابق – الشيخ علي جمعة - الذي يرى أن التصوف هو الحل لمشكلات العالم الإسلامي بالتأكيد على أن التصوف، لا يزيد عن كونه حفرة عميقة يريدون رمي العالم الإسلامي بها كي يستطيعوا تنفيذ مخططاتهم.. مطالبا بضرورة وجود حملات إعلامية وتعليمية للتحذير من هذا الخطر الداهم.
وأضاف.. من يطلق عليهم المتصوفة لم يكونوا تاريخيا إلا رأس حربة للقوى الاستعمارية المعادية للإسلام.
ويعتقد الخولي أن "إسرائيل" قد نجحت في الفترة الأخيرة في زرع العديد من الجماعات الصوفية المشبوهة في المسجد الأقصى لإعطاء الإسلام هناك بعدا مترهلا بعيدا عن الإسلام السلفي المقاوم لمؤامرات الصهاينة حتى يدربوا الشباب المقدسي على قيم الدعة والراحة وتغييب العقل ليسهل لهم ابتلاع القدسي وكل المقدسات والحرمات الإسلامية.
العبادات
يعد شق العبادات من أهم المناطق الفاضحة لمدى ضدية المنهج الصوفى لما (أجمع عليه ) علماء الإسلام من كتاب وصحيح سنة ، وكان الله قد أنزل هذا الشق من الدين فى صورة أوامر ونواه ، ورد بعضها مفصلا فى القرآن والآخر كإشارات ...
من هنا جاء دور النبى صلَّ الله عليه و سلم ، فى تقديم التطبيق النموذجى للناس ، ( قولا وإقرارا وعملا ) فى إطار ما أطلق عليه السنة ، الجامعة لكل ما يتعلق بالعبادات ، من حيث الأحكام ومواقيت و كيفيات أدائها على وجه التفصيل ، دون ترك شاردة لإعمال عقل أو إبداء رأى ، سواء باستحسان شيئ إضافى أو بالتغاض عن آخر .
ويذكر عن على بن أبى طالب رضى الله عنه ، قوله الشهير( لو كان الأمر بالرأى لكان الأولى مسح باطن الخف عند الوضوء و ليس ظاهره )، بل الأمر إذن اتباع أعمى هو فى حد ذاته قمة البصر والبصيرة ، وذلك على أساس قاعدة اجتمع عليها الفقهاء ، وهى أن الأصل فى جميع أمور الدين هو ( التحريم ) إلا ما جاء بشأنه نص صريح من كتاب أو سنة، وهى القاعدة التى اختلف بسببها الأئمة الأربعة حول كثير من التفصيلات الخاصة بأمور العبادات و المعاملات ، و ذلك طبقا لما توصل إليه كل واحد منهم على اساس ما حصل عليه من أحاديث ، وما يدل على حرصهم الشديد فى تناول امور العبادات فى أدق تفاصيلها دون ترك شيئ منها لاستحسان أحدهم أو للقول فيها برأيه و لو بنية سليمة ...
وفى ذلك قال الصحابى الكبير عبد الله بن أبى مسعود : لا يصح القول إلا بعمل ولا يصح قول و عمل إلا بنية و لا يصح قول وعمل و نية إلا بالسنة.
وهو ما يتسق مع ما ورد بصحيح الحديث ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو عليه رد ) ، ومن قبله ما جاء بالكتاب ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ) ...
وعن تلك الآية يقول ابن كثير : هى حاكمة على كل من ادعى محبة الله وهو ليس على الطريقة المحمدية ، بأنه كاذب فى دعواه، و ذلك حتى يتبع الشرع المحمدى فى جميع أقواله وأفعاله .
وفى حديثه الذى رواه أحمد والترمذى ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ... فإنه من يعش بعدى فسيرى اختلافا كثيرا ، فعليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدى ، عضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة .
* وقد حدث الإختلاف بالفعل بعد انتهاء عصر الخلافة ، الذى تمسك فيه المسلمون بالسنة بحذافيرها ، ثم خلف من بعدهم خلف أضاعوا السنن واتبعوا الأهواء واختلقوا البدع فى الدين برغم تحذيره صلى الله عليه وسلم.
وقد بدأ الإختلاف بنقض سنة الله و رسوله فى الحكم ، الذى تحول من الخلافة والشورى إلى الحكم الملكى العضوض ، كما تنبأ النبى فى أحاديث الفتن التى ستلم بأمته ، حيث ورد فى حديثه الصحيح قوله ( تنقض عرى الإسلام عروة عروة ، فأولها نقضا الحكم ، وآخرها الصلاة ) .
منهج "نسخ" السنة !!
ورد لفظ البدعة مطلق المعنى فى صحيح السنة ، بحيث لم يكن هناك فرق بين بدعة حسنة وأخرى سيئة ، ولم يأت أحد من الصحابة بشئ محدث من الدين تحت عنوان البدعة الحسنة أبدا ، إلا فى حال المصالح المرسلة للمسلمين ، كنسخ القرآن و الحديث و جمعهما ، حفظا لهما من الضياع ، ومثل إحداث عثمان بن عفان رضى الله عنه ، للأذان الثانى قبل صلاة الجمعة ، و لم يكن ذلك إلا عندما رأى الناس قد كثروا فى المدينة و شغلوا بالأسواق و وجد أن آذانا واحدا لا يحقق الغرض منه بجمع الناس للصلاه، فأمر بإقامة أذان ثان بشرط أن يكون محله السوق ، وأن يسبق الأذان الأصلى وأن يكون المؤذن واحدا سواء فى السوق أو المسجد.
وهى بدعة ، فرضتها مصلحة مرسلة لا تنقضى الفريضة بغيرها ، و ينتهى العمل بها بمجرد زوال الداع إليها ... وهو بلا شك قد زال منذ زمن بعيد بعد أن كثرت المساجد و ارتفعت المآذن ، بل و استحدثت المايكروفونات ، بالتالى فلابد إذن من العودة إلى السنة الأصلية وهى الأذان الواحد ، كما فعلت عديد من المساجد فى السعودية و مصر و غيرهما .
عباءة فضفاضة
لقد اعتمد منهج الرسالة الإلهة للبشر دوما على الأمر بافعل ولا تفعل ، ولم يكن هناك أبدا حق لبشر أن يفعل كذا أو لا يفعل كذا من الدين ، هكذا من تلقاء نفسه، مهما حسنت نيته، بل و جاءت السنة لتلزمنا ليس فقط بتفاصيل تلك الأوامر والنواه ، بل أيضا بكيفيات أدائها و مواقيتها، كما ورد فى أمر الصلاه ، التى أمرنا بتأديتها تفصيليا كما أداها النموذج الحى للمنهج الإلهى وهو رسول الله صلى الله عليه و سلم ، بما يعنى إغلاق الباب أمام كل من استحسن بالإضافة أو الترك فيما يتعلق بأى شيئ من الدين ولو كان هينا ، وليكون كل ما وراء هذا الباب محض بدعة مضلة.
أما ما يدعيه بعضهم من وجود ما يسمى بالبدعة الحسنة ، وأسسوا عليها كثير من دفاعهم عن ما أضافوه إلى الدين من غير سند من كتاب ولا سنة، فمردود عليه وببساطة من خلال العودة إلى نص الحديث الخاص بالسنة الحسنة وسببه ، فقد أثنى فيه النبى – صلَّ الله عليه وسلم - على من بادر بالتصدق على وفد للمسلمين من أهل الصفة وأطلق على تصرفه هذا سنة حسنة لأن الرجل قد سبق الناس بعمل شيئ من الخير المنصوص عليه فى السنة وهو الصدقة ، فيما تباطئ آخرون ، مما أدى لأن تبعه الناس واستنوا بسنته .
والصحابى الجليل لم يشرع لهم شيئا من الدين ، بل سبقهم إلى شيئ من الدين واقتدى به المسلمون ، وفى ذلك حث على فتح ابواب من الخير قد لا ينتبه لها الآخرون أو يسهون عنها أو حتى يتقاعسون عن فتحها .
كذلك يستند المقاتلون دفاعا عن بدعهم ، إلى قول عمر بن الخطاب عن صلاة التراويح عندما رأى المسلمون يؤدونها فى المسجد فى جماعة، (نعمت البدعة هذه) ، وهو - رضى الله عنه - ما قصد البدعة بمعناها الشرعى ولكن معناها اللفظى ، لأن أداء صلاة التراويح فى جماعة بالمسجد ليس ببدعة أصلا ، فقد أداها الناس على زمن النبى صلى الله عليه وسلم معه يومين ، ثم خشى أن تتحول من سنة إلى فرض ، فتوقف ، بالتالى فهى لها أصل من الشرع على أساس أنها سنة وليست فرضا ، و كذلك ليست ببدعة لا حسنة ولا سيئة !
وحتى ( بدعة ) جمع الأحاديث والقرآن ، فقد بدأت فى العهد النبوى على نطاق ضيق و بحذر شديد ، خشية اختلاطهما ، فلما اكتمل القرآن بنهاية الوحى ، زال المانع و تم جمهما ، كل على حدة .
كذلك فإنه من حق أى مسلم أن يؤدى ما شاء من عبادات لله ، بشرط ألا (يسن) لهذه العبادة وقتا أو مكانا محددا أو طريقة ثابتة، و إلا يكون بذلك قد تعدى حدوده، وضاهئ السنة المشروعة ، التى من صفاتها ؛ الإلتزام بتكرار معين ( زمنى أو مكانى ) منصوص عليه شرعا فى صحيح الحديث، كأداء سنن و فروض الوضوء على الترتيب أو السنن الراتبة للصلاة ، أو كسنن الحج أو كسنن المسجد ، كدخوله بالقدم اليمنى و أداء ركعتين تحية له .
كذلك ومن أعجب البدع ( الفقهية ) وفقا للمنهج الصوفى ، تقديم جهاد النفس على الجهاد بكلمة الحق عند سلطان جائر و كذا على الجهاد فى سبيل الله وبالتبعية قيام كثير من شيوخ الصوفية باعتزال الحياة ، وكأنهم يحادون الله الذى أحل للناس زينة الحياة الدنيا و طيبات الرزق للمؤمنين ، ويحادون رسوله - خير العباد عبادة لله - الذى قال أنه يقوم و ينام و يصوم و يفطر ويتزوج النساء ، فمن رغب عن سنته فليس منه ، تماما كحكم الغاش فى سلعته ، وغير المهتم بشئون أمته .
* عباءة الدين فضفاضة إذن ، تسمح بفعل ما يشاء الإنسان من عبادات، إلا أن ذلك لا يعنى اختراعه شيئا - صغر أم كبر - من الدين ، بحجة التقرب إلى الله، فذلك حق لله رب العاملين وحده ، وكل من ابتدع شيئ من الدين ملتزما بأدائه على نحو زمانى أو مكانى أو كيفيى متكرر من تلقاء نفسه ، فهو مضاهئ لشرع الله ، مرتكب لجرم حذرنا منه رسوله صلى الله عليه وسلم ، مؤكدا أن للبدع عقاب من الله ، يتمثل فى أن كل بدعة تظهر بين الناس ، ينزع الله ما يقابلها من سنة صحيحة ، والأدلة على ذلك لا تعد، فمنها - على سبيل المثال - بدعة تبادل التحية بين المصلين عقب التسليم من صلاة الجماعة ، التى تحولت إلى سنة مرتبطة بوقت معين ، من دون تخصيص من الله ولا رسوله ، فكان العقاب من الله أن نزع من بين المسلمين سنة أخرى صحيحة ، هى إلقاء السلام من المسلم على من يعرف ومن لا يعرف ، فأصبح لا يسلم الآن إلا على من يعرف ، و هذه من علامات الساعة بنص الحديث الصحيح أيضا !!!
مزيد من التناقض
مما سبق يتضح مدى التناقض بين العبادة على الطريقة (الصوفية) وبينها على الطريقة المحمدية ، التى أساسها القاعدة الفقهية الشهيرة بأن جميع العبادات توقيفية ، بحيث لايشرع منها شيئ إلا بنص .
واسترسالا فى عرض صور ذلك التناقض ، فهناك أمثلة كثيرة منها ، المداومة على قصد القبر النبوى بالزيارة - رغم النهى الصريح بالحديث الصحيح " اللهم لا تجعل قبرى عيدا " ... وكذا الطواف بالأضرحة ، تمثلا فى ذلك بالطواف حول الكعبة ، وهناك أيضا إقامة المساجد على قبور الصالحين رغم النهى المشدد غير المنسوخ ، الوارد فى صحاح الحديث بالبخارى ومسلم ، فى قوله - صلى الله عليه و سلم- قبل وفاته مباشرة " لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد " يحذر مما صنعوا كما قالت زوجه عائشة رضى الله عنها .
كذا فهناك إقامة الموالد سواء للنبى - صلَّ الله عليه و سلم – أو للصالحين بحجة التعظيم والتكريم لذكراهم ، مع أن الأعياد عموما تعد من صميم أمور الدين ، الذى شرع لنا فقط الإحتفال بيومى الفطر و الأضحى ، بدليل أن النبى - صلَّ الله عليه و سلم - لما رأى أهل المدينة يحتفلون بيومى عيد، سأل عنهما فقال أهلها أنهما يومان كانوا يحتفلون بهما فى الجاهلية ، فقال فإن الله قد أبدلكم عنهما بيومى الفطر والأضحى ، والإبدال هنا يفيد إقامة شيئ مقابل إلغاء آخر ، و من ذلك أيضا يتضح أن الأعياد ليست خارجة عن أمور التشريع ولا يصح بالتالى إختراع شيئ منها ، ولا تخصيص أى يوم إضافى بالإحتفال فيه بصورة دورية ، تضاهئ السنة ، كما أن الموالد عموما لم يقمها الصحابة ولا التابعون و هم أفقه أهل الأمة وخير أهل الأرض بعد الأنبياء والرسل ، وهم أيضا أكثر الناس اتباعا للرسول و للرسالة وأقواهم حبا للنبى - صلَّ الله عليه و سلم - وحتى لو كانت تلك الأعياد المبتدعة خيرا ما سبقناهم إليها بل كانوا هم إليها أسبق ، كما أنهم هم السابقون الأولون يوم القيامة على الأمة بأكملها .
وهناك بدع أخرى شهيرة مثل الإحتفال بما تسمى ليلة النصف من شعبان ونظيرتها ليلة السابع و العشرين من رجب ، و ذلك بتخصيص يوميهما بصوم أو بعبادات معينة كإقامة حلقات الذكر ، ومثلهما ليلتى الإسراء والمعراج ، والهجرة ، وكذا ابتداء شعائر صلاة الجمعة بقراءة القرآن قبل الآذان ، واختتام قراءة القرآن بقراءة الفاتحة .
كذلك هناك بدعة أداء عبادة الذكر بغير الكيفية التى أداها بها النبى – صلى الله عليه و سلم – وذلك بقيام المبتدعه من الصوفية بذكر لفظ الجلالة وأسماء الله الحسنى بتكرارات تصل للمئات بل والآلاف ، و ذلك بصورة مجردة دون أن يسبقها أو يتلوها حمد أو تسبيح أو تكبير أو تهليل ، أو حتى دعاء أو توسل بها ، وذلك من خلال إقامة حلقات ذكر أو ما يطلق عليها حلقات السماع ، التى لم يفعلها النبى و لا صحابته ولم يقرها أحد من كبار الأئمة بما فيهم "الأربعة" ، بل رفضوها إجماعا .
ولمن لا يعرف ما هى عبادة "السماع" فإنها وسيلة صوفية شهيرة لذكر الله ( !! ) مصحوبا بالتصفيق والتمايل على دقات الدفوف وعزف الناى ثم الرقص الصريح حتى الغياب عن الوعى بهدف الوصول إلى الله بزعمهم!!!
وتعد عبادة "الذكر"من أهم مناطق الخلاف الجذرى بين أهل السنة والجماعة وبين الصوفية، فهو عند أهل السنة والجماعة قراءة القرآن أثناء الليل وأطراف النهار ومجالس العلم لدراسة القرآن وتفاسيره وعلوم الحديث.. وكذا من صلوات النوافل والأذكار الواردة عن رسول الله في الكتب الصحاح والاستغفار من الذنوب والمعاصي وغير ذلك مما هو معروف من الذكر الصحيح وفق هدي رسول الله.
بينما الصوفية يوافقون على ما سبق ويزيدون عليه ما يعرف باسم الذكر المجرد أو الذكر المفرد وهو الذكر الذي تقوم عليه الحضرات حيث يذكرون الله قياما أو قعودا مع التمايل بحركات تناسب كل اسم من الأسماء التي يذكر بها الشيخ ربه.
والغريب أن كل طريقة اختار شيخها مجموعة من أسماء الله الحسنى ليتميز بها عن بقية الطرق. فالطريقة الخلوتية مثلا لهم سبعة أسماء وهي:
1 لا إله إلا الله. 2 الله. 3 هو. 4 حق. 5 حي. 6 قيوم. 7 قهار.
وقد بحث المتخصصون من علماء الفقه الإسلامي وآداب الدعاء والذكر عن أدلة وجود مثل هذا النوع من الحضرات منسوبا لرسول الله صلَّ الله عليه وسلم ، فلم يجدوا غير حديث واحد منسوب للنبي ذكره الإمام أحمد في مسنده وثبت ضعفه بشدة وأنكره أهل علم الحديث.

وأخطر ما في عبادة الذكر على الطريقة الصوفية، هو اعتماده على علم الجفر وهو علم يرجع في أصله إلى سحرة بني إسرائيل وكهنتهم وقد استخدمه اليهود المعاصرون لظهور الإسلام ليحسبوا مدة مُلك الإسلام ومتى سيزول وهو علم يقوم على أن كل حرف عربي يقابله رقم حسابي بطريقة "أبجد هوز حطي كلمن" فالألف يعادلها رقم 1 والباء رقم وهكذا.. وعن طريق هذا العلم وهو من أشهر علوم الباطنية عند الشيعة وقد انتقل بدوره ( لأخوانهم ) الصوفية.
وقد انخرط أهل التصوف في الذكر بالعدد والحساب ليخرج الذكر عن معناه إلى عملية حسابية وضع أساسها اليهود واتبعتها الشيعة وروج لها الصوفية ومشايخهم، وأخطر ما في هذه الطريقة أنها أدخلت بعض الأسماء الغريبة واعتبرتها من أسماء الله الحسنى مثل: ثابت أو ظهير، وزكى.. وهي أسماء يرددها الصوفيون بتكرار يتراوح ما بين 37 - 903 مرة عند الذكر ليتحصل على مراتب الزهد والتصوف، واشتهر أيضا عن مشيخهم استعمال هذه العلوم في فك المربوط ومعالجة السحر وهو ما يؤكد علاقتهم بعالم الجن والسحرة.
ولذلك لا تتعجب أن تجد أحد مشايخهم يكتب بعض الحروف والأرقام على طبق ثم يغسله بالماء ويسقي المريض أو المسحور هذا الماء ويوهمون الناس ببركته وقدرته على الشفاء!!
ولا يخفى على أحد كيف أن الطرق الصوفية ابتدعت أذكارا بذاتها وأورادا خاصة تخالف ما كان يذكر به رسول الله ربه عز وجل.
بل ويخالفه مخالفة صريحة بزعم أنها أقرب السبل للترقي نحو الوصول إلى السر الأعظم.
ونأتى مجددا إلأى عبادة الذكر بطريقة ( السماع ) الى يذكرون الله فيها على أنغام المزامير ودقات الدفوف، لنجد أنها مستقاه عن بدعة يهودية قديمة فى عبادة الذكر أيضا، وكما ورد فى نصوص التوراه التى تم تحريفها بكثافة على أيدى علماء بنى صهيون، ففى العهد القديم"سفر المزامير" – وتحديدا المزمور التاسع والاربعين بعد المائة ص641 – ما نصه الآتى :
((( ليبتهج بنو صهيون كلهم ليسبحوا اسمه برقص , بدف , وعود, ليرنموا ....... هاللويا, سبحوا الله في قدسه, سبحوه برباب وعود , سبحوه بدف ورقص سبحوه بأوتار ومزمار سبحوه بصنوج الهتاف))) !!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.