أشارت صحيفة دايلي تليجراف البريطانية إلى إن دعوة الشيخ يوسف القرضاوى، الزعيم الروحي لتنظيم الإخوان المسلمين، يؤجج التوتر الطائفي في أنحاء الشرق الأوسط من خلال إستغلال الخطاب الديني المشحون. وقالت الصحيفة ان الداعية المصري المتشدد المقيم في قطر، قد دعا جميع المسلمين في كل الدول العربية للتوجه إلى سوريا من أجل الجهاد ضد الشيعة، علي حد قوله. وكان الشيخ يوسف القرضاوي شن في خطبة جمعة سابقة هجوما عنيفاً على الرئيس السوري بشار الأسد، وحزب الله وإيران وروسيا، ودعا كل المسلمين حول العالم إلى التوجه نحو مدينة القصير السورية لمقاتلة حزب الله، كما دعا كل من بوسعه القتال من العرب والمسلمين إلى الذهاب للقصير. واعتبر القرضاوي أن روسيا وإيران وحزب الله هم أعداء للمسلمين” وخص حزب الله قائلا: “هم حزب الطاغوت، حزب الشيطان، آلاف مؤلفة من أتباع من يسمى نصرالله وما هو إلا نصر الشيطان، يقولون نحن نقتل أعداء المقاومة، أي مقاومة؟”. لكن القرضاوي نسي خلال خطبته هذه التطرق الى الجرائم التي يرتكبها المسلحون الوافدون من شتى انحاء العالم للقتال في سوريا والماسي التي كبدوها للشعب السوري فضلا عن الجرائم التي يندى لها الجبين مثل شق الصدور واكل الاكباد والتمثيل بجثث القتلى ونبش القبور وغيرها من الجرائم التي لا يرضى بها اي بشر فكيف بالمسلم . وفي نفس السياق اكد اتحاد علماء بلاد الشام أن فتاوى القرضاوي التكفيرية وتحريضه على سفك الدماء في سورية "خروج عن القواعد الشرعية والنصوص المأثورة وأحاديث وسنة النبي محمد صلَّ الله عليه وسلم". وأشار الاتحاد في بيان اليوم إلى أن "الغلو المستهجن لمن يوصف بأنه رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين القرضاوي يفقد الاتحاد مصداقيته في كونه يمثل علماء من الأمة" مؤكدا أن التكفير الجماعي الذي يوجه إلى فئة من أبناء الأمة "يخالف قواعد الشريعة ونصوص السنة في حين يكون التكفير الشخصي لفرد معين على انكار لضرورة من ضروريات الدين وبقرار من حاكم شرعي وبعد محاكمة يستمع فيها لدفاعه. فلا تكفير من غير دليل. وانما يكفر الشخص بما نطق به ولو احتمل الأمر الذي يعد مكفرا أكثر من وجه فان الحكم بالتكفير يعد جناية خطيرة في شرع الله تعالى". وأشار الاتحاد في بيانه إلى أن "الأمة الإسلامية بأشد الحاجة إلى من يحقن دماء أبنائها ويبحث لها عن مخرج من الفتن التي أدخلت الأمة في نفق مظلم لا ندري أين نهايته" داعيا أبناء الأمة إلى البحث عن "أسباب وحدتهم واجتماع شملهم وعوامل الوفاق والوحدة بينهم وعن سبل إخماد نار الفتنة وحقن الدماء وتوجيه الأسلحة ضد من ينتهكون حرمة المسجد الأقصى ويدنسون حرماته".