هدد الرئيس السوداني عمر البشير بإلغاء كافة الاتفاقات الموقعة مع الجنوب اذا لم توقف جوبا دعمها لمتمردي الجبهة الثورية، وأعلن عدم اعترافهم ووقف التفاوض مع من وصفهم بالخونة والمرتزقة والإرهابيين بقطاع الشمال والعدل والمساواة وحركة تحرير السودان. وتعهد البشير امام حشد جماهيري جاء للقيادة العامة احتفالا بتحريرمدينة ابو كرشولا بولاية شمال كردفان من ايدي متمردي الجبهة الثورية مساء امس،باستعادة كل شبر من ارض الوطن دنسها الخونة والمارقون والإرهابيون الذين باعو الوطن بدراهم لأعداء السودان . وقال إن من سموا أنفسهم "زوراً وبهتاناً بالجبهة الثورية ذبحوا العُزل والابرياء وشردوا النساء والرجال من مدنهم ومنازلهم" . وأضاف البشير "أعلنها بوضوح وبصورة نهائية ..لن نتفاوض مرة أخرى مع أي خائن أو عميل او مرتزقة،ولن نعترف بقطاع الشمال ". وشدد البشير على التزام السودان بكل الاتفاقات الموقعة مع دولة الجنوب،لكنه عاد وقال "أوجهها رسالة واضحة لأخوانا في الجنوب كل الاتفاقات ستكون ملغية اذا لم يلتزموا بتنفيذ كل الاتفاقات..وإذا لم يوقفوا دعمهم للمتمردين ، بترولهم ده يشربوه" . وكان وزير الدفاع السوداني المهندس عبد الرحيم محمد حسين، قد أعلن تحرير مدينة أبوكرشولا . وحيا فى بيان له مساء امس الذين صنعوا هذا النصر، مؤكدا ان المسيرة ستتواصل حتى يعم السلام البلاد. وقال ان تحرير ابو كرشولا كان تتويجا لملحمة عظيمة توحدت فيها القوات المسلحة بمختلف قواتها وصنوفها مع قوات الدفاع الشعبى والشرطة والامن ليهدى السودان هذا الانتصار الكبير، مؤكداً ان القوات المسلحة ستظل حامية حمى الوطن ودرعا واقيا وستواصل مسيرتها لتحقيق الامن والاستقرار وتقاتل لتسحق قوى البغى والعدوان والارتزاق وتقطع دابر الاعداء. وعمّت مسيرات الفرح، معظم المدن السودانية عقب إعلان الرئيس عمر البشير تحرير الجيش لأبوكرشولا بولاية شمال كردفان من الجبهة الثورية. وجابت المسيرات طرق المدن حتى المناطق العسكرية، معبرة عن فرحتها بالانتصار. وأكد المواطنون على الدور البطولي للقوات النظامية في المعركة. و خرج المواطنون في مدينة كادقلي بجنوب كردفان في مسيرة عفوية تعبيراً عن فرحتهم بالانتصار . وهنأ معتمد محلية هبيلا بولاية جنوب كردفان حسن نواي فضل الله القيادة العليا للدولة ممثلة في رئاسة الجمهورية وقيادة القوات المسلحة والمواطنين بالبلاد بمناسبة تحرير أبوكرشولا من دنس العملاء والمرتزقة. كما شهدت مدينة الأبيض بشمال كردفان، خروج مسيرات عفوية نظمتها جماهير وفعاليات المجتمع المختلفة، تعبيراً عن فرحتهم بتحرير منطقة أبو كرشولا الاستراتيجية. وأدى المواطنون بمدينة سنجة عاصمة ولاية سنار ، صلاة الشكر والتضرع لله تعالى بمناسبة تحرير أبوكرشولا. وعقب الصلاة طافت المسيرة أنحاء المدينة حتى قيادة الفرقة السابعة مشاة سنجة. وهنّأ والي سنار بالإنابة أحمد محمد عبدالله، القوات المسلحة بالنصر الذي يعد انتصاراً للشعب السوداني، وقال إن سنار قد قدمت نموذجاً فريداً بفتح معسكرات التدريب في كل محلياتها بالإضافة لتسيير عدد من القوافل للمتضررين، وقيام عدد من النفرات لدعم المجهود الحربي، وقامت بتفويج كتائب المجاهدين الى منطقة أبوكرشولا. وفي شمال دارفور خرج مواطنو مدينة الفاشر في مسيرة عفوية إلى قيادة الفرقة السادسة مشاة؛ تعبيراً عن فرحتهم باسترداد أبوكرشولا، مؤكدين مساندتهم للقوات المسلحة في الدفاع عن حمى الوطن. من جهته دعا حزب (المؤتمر الوطني) الحاكم بالسودان إلى الابتعاد عن إرهاصات وتكهنات أحزاب المعارضة غير الموفقة في المجالات الوطنية والسياسية المختلفة بالبلاد، والتركيز حول الخطط والبرامج السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي وضعتها الحكومة. وقال عضو المكتب القيادي بالحزب الحاكم الدكتور قطبي المهدي ، إنه يجب التركيز بشكل جدي حول توجهات الحكومة والمؤتمر الوطني والالتفاف حول برامجهما والتقليل من الاهتمام بما تطلقه أحزاب المعارضة من إرهاصات وأفكار لا تتماشى مع الواقع السياسي بالبلاد. وأوضح قطبي أن حزبه والحكومة لديهما حشد هائل من الجمهور والأعضاء والمنتسبين على قناعة قوية بدعم موقف الجانب الحكومي والحزبي بصورة كاملة ، مضيفا أن أعضاء الحكومة والمؤتمر الوطني قادرة على تجاوز الأزمة الحالية التي تمر بها البلاد. كانت القوى السياسية المعارضة في السودان قد أعلنت مؤخرا عن مبادرة لجمع الصف الوطني وحل الأزمة السياسية ، تتلخص في الإعلان عن وضع انتقالي ووقف إطلاق النار في كل الجبهات ، ومناقشة قضايا المناطق المأزومة ، والعلاقة مع دولة الجنوب، والجلوس على طاولة حوار تجمع كافة قيادات الأحزاب داخل وخارج الحكومة لرسم خارطة طريق تفضي لإصلاح سياسي واقتصادي.