شركات دواء عالمية وراء إطلاق زريعة هذا السمك السام فى البحرين الأحمر والمتوسط
سمكة القراض أو الارنب أو سمك النفيخة كما يسمونها في مصر من الأسماك السامة وهى من الاسماك المجرم صيدها أو بيعها أو تداولها في الاسواق نظرا لسميتها وخطورتها على صحة المواطنين والصحة العام. وهى تعيش في قاع البحر وتتغذى على فضلات الأسماك وعلى الرغم من خطورة هذه السمكة وسمعتها السيئة فإن تاريخ استهلاكها في اليابان كطعام شهي يرجع إلى 2300 عام حيث وجدت كتابات ورسومات لها في المخطوطات اليابانية القديمة ومنذ قرون وهي تعتبر من أشهى الأغذية المعروفة في اليابان حيث ان طهاة مهرة مدربين تدريباً خاصاً، ينظفون ويحضرون السمك بعناية فائقة ويخلصونها من الأعضاء الداخلية السامة. وقد تعلم اليابانيون إستهلاكها من قدماء المصريين الذين علموهم نقعها فى الخل والملح والليمون وتناولها نيئة ومالحة بعد يوم من نقعها وقد استخدمها قدماء المصريون كدواء (مضاد حيوى) شديد الفاعلية للقضاء على البكتريا والفطريات شديدة الخطورة وكانوا يتناولونها عند الإصابة بالبرد والإسهال وضيق التنفس ومرض السكر ومعظم الأمراض المؤلمة والفيروسية والمزمنة والبكترية وغير ذلك وعبر تناول القراض المملح تمكن المصريون القدماء من القضاء على فيروسات الربو وجراثيم الجذام والبهاق وكل الفيروسات والجراثيم السامة التى فتكت بسكان البلدان الأخرى. وقد وجدت برديات فرعونية من نحو مائتى عام تشرح بالتفصيل إعداد دواء لما يقرب من ستمائة مرض من سمك القراض المخلل. وسمك القراض موجود بكثرة في خليج السويس ويطلع منها الكثير في شباك الصيادين وسناراتهم وكل رويسة المراكب في البحر الأحمر يعرفون كيف يتعاملون مع هذه السمكة بسلخ الجلد والتخلص من الرأس والأحشاء واستخلاص لحمها فقط بطريقة أفضل وأكثر أمانا بكثير من طريقة الطباخين اليابانيين. نوع سمكة القراض الموجود في البحر الأحمر أقل خطورة من الموجود في اليابان. ومنذ سنوات عدة لم تكن سمكة القراض موجودة بهذه الأعداد الكبيرة في البحر الأحمر والبحر المتوسط وإنما زادت أعدادها في السنوات القليلة الماضية بشكل كبير وهي لم تكن موجودة في البحر المتوسط ولم يكن الصيادين يعرفونها في ويقال أن زيادة أعداد سمك القراض فى البحرين الأحمر والمتوسط ورائه حملة من شركات أدوية مصرية وعالمية تقوم بإطلاق زريعة صغيرة منه فى البحرين ليمكن لها صيده بأعداد كبيرة وصناعة مضاد حيوى من لحومه ونوعيات من السموم من فضلاته وأحشائه الداخلية، ذلك أن هذا السمك لا يمكن تربيته بأعداد كبيرة فى المزارع لأنه يفضل الحياة فى الأعماق السحيقة من البحار. وتتواجد السموم المركزة في الكبد والأمعاء والجلد والمناسل والخياشيم و توجد في اللحم بكميات ضئيلة. وتحتوى هذه الأسماك على غدد سامة تتواجد في ثلاث أماكن مختلفة من الجسم حيث تتواجد تحت الجلد وقرب الأحشاء وبجانب النخاع كما أن كبد هذه الأسماك سام جدا وتمثل الاجزاء السامة تقريبا 12 - 13 % من اللحم ويعيش منها 39 نوع في المياة المالحة و28 نوع في المياة العزبة وهى تمزق شباك الصيد باسنانها الحادة عند صيدها. وسبب كونها سامة لنها تتغذى على الطحالب السامة والسم في هذه الأسماك يسمى tetrodotoxin ويتم إنتاجه في السمكة ببكتيريا خاصة تدعى ALTEROMONUS SPEC وهو موجود في الجلد والأحشاء (المبايض والكبد والمعدة والأمعاء)، وتصل نسبة الجرعة السامة للبشر من هذا السم أقل من واحد ميلليجرام؛ ولذا يعتبر هذا السم من أشد أنواع السموم فتكا، كما أنه لا يتأثر بالطبخ. وتختلف أعراض التسمم من شخص إلى اخر على حسب الكمية التي يتناولها الشخص وأعراض التسمم تبدأ بالرغبة في النوم العميق الذي قد يصل إلى أكثر من 6 ساعات أو بحدوث تنميل بالوجة واللسان والشفتين بالإضافة إلى حالات الإسهال والقئ والدوخة وتصل في أحيان كثيرة إلى حد توقف الجهاز التنفسى وحدوث الوفاة . والأعراض الأولى تظهر على شكل الشعور بالدوخة، والتعرق، والتنميل والحكة والقيء، ولابد عندها من تناول كميات ماء ضخمة جدا طوال الوقت أو تركيب محاليل ملحية مع تناول ماء بالفم للتخلص من السم. والأعراض الأكثر حدة تظهر على شكل: آلام عضلية، مشاكل تنفسية، هبوط في ضغط الدم والشلل الذي يؤدي إلى الوفاة بسبب توقف الجهاز التنفسي، وعند زيادة الأعراض لابد من تركيب المحاليل من نوعين محاليل ملحية ماء مقطر وعمل غسيل للمعدة والأمعاء عاجل ونقل دم فى الحالات الشديدة ومع ككل هذا يمكن تناول منشطات للتبول. وتحدث الوفاة بعد تناول الأجزاء السامة أو اللحم لو لم ينقع فى الخل والملح والبصل والليمون والزيت والثوم قبل نحو 6 إلى 8 ساعات من تناوله. وأهم علاج وقائى لابد من تناوله مع لحوم هذه الأسماك بعد تنظيفها جيدا من المناطق السامة ونقعها لساعات طويلة فى الخل والليمون والبصل والثوم والملح (يفضل لأيام وحتى تتحول لسمك مخلل) هو تناول كم ضخم من الماء معها وعادة كان يتناول قدماء المصريين أقل من سمكة أى حوالى مائة جرام فقط يوميا للتخلص من الأمراض، وهذا العلاج هو الذى أشاع كل النصائح الشعبية حول تناول الفسيخ عند الإصابة بالأمراض الجرثومية وذلك لأن سمك البورى المتحول لفسيخ أى المجفف فى الشمس ثم المملح بعد تحلله ببكتريا خاصة يحوى الكثير جدا من البكتريا التى يحويها القراض المملح وهى تفرز التوكسينات نفسها التى تفيد كمضاد حيوى والفسيخ يحتوى عشر ما يحتويه لحم القراض المخلل من مضادات حيوية وهذا وحده يظهر خطورة القراض وفائدته كدواء لابد من تناول القليل جدا منه وليس الإفراط فى تناوله ذلك أننا جميعا نعلم أن تناول الفسيخ بكثرة يؤدى للتسمم.