اليوم.. مجلس النواب يستأنف عقد جلسته العامة    بعد تخطي عيار 21 قيمة 3150 جنيه.. سعر الذهب اليوم 20 مايو 2024 ببداية التعاملات    الاثنين 20 مايو 2024.. البنك المركزي يطرح سندات خزانة ب4 مليارات جنيه    الأمم المتحدة تحتفي باليوم العالمي للنحل لإذكاء الوعي    مصر تنعى رئيس إيران إبراهيم رئيسي (نص البيان)    بدأت بسبب مؤتمر صحفي واستمرت إلى ملف الأسرى.. أبرز الخلافات بين جانتس ونتنياهو؟    السوداني يؤكد تضامن العراق مع إيران بوفاة رئيسها    السيسي: مصر تتضامن مع القيادة والشعب الإيراني في مصابهم الجلل    تداول امتحان العلوم للشهادة الإعدادية في القاهرة.. والتعليم ترد    اليوم.. محاكمة طبيب نساء بتهمة إجراء عمليات إجهاض داخل عيادته    اليوم.. الذكرى الثالثة على رحيل صانع البهجة سمير غانم    دعاء النبي للتخفيف من الحرارة المرتفعة    الرعاية الصحية تعلن حصول مستشفى الرمد ببورسعيد على الاعتراف الدولي من شبكة المستشفيات العالمية الخضراء    زد يسعى لمواصلة صحوته أمام الاتحاد السكندري بالدوري اليوم    باكستان تعلن يوما للحداد على الرئيس الإيرانى ووزير خارجيته عقب تحطم المروحية    التأخيرات المتوقعة اليوم فى حركة قطارات السكة الحديد    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 20-5-2024    مجلس الوزراء الإيرانى: سيتم إدارة شئون البلاد بالشكل الأمثل دون أدنى خلل عقب مصرع إبراهيم رئيسي    تفاصيل الحالة المرورية اليوم الإثنين 20 مايو 2024    الشعباني يلوم الحظ والتحكيم على خسارة الكونفيدرالية    استقرار سعر الدولار مقابل الجنيه المصري قبل اجتماع البنك المركزي    استقرار أسعار الفراخ عند 82 جنيها فى المزرعة .. اعرف التفاصيل    السيطرة على حريق بمنفذ لبيع اللحوم فى الدقهلية    اليوم.. أولى جلسات استئناف المتسبب في وفاة الفنان أشرف عبدالغفور    اليوم.. محاكمة 13 متهمًا بتهمة قتل شقيقين واستعراض القوة ببولاق الدكرور    جوميز: هذا هو سر الفوز بالكونفدرالية.. ومباراة الأهلي والترجي لا تشغلني    رحل مع رئيسي.. من هو عبداللهيان عميد الدبلوماسية الإيرانية؟    نجمات العالم في حفل غداء Kering Women in Motion بمهرجان كان (فيديو)    عمر كمال الشناوي: مقارنتي بجدي «ظالمة»    تسنيم: قرارات جديدة لتسريع البحث عن مروحية رئيسي بعد بيانات وصور وفيديوهات الطائرة التركية    أول صورة لحطام مروحية الرئيس الإيراني    ما حكم سرقة الأفكار والإبداع؟.. «الإفتاء» تجيب    فلسطين.. شهداء وحرجى في سلسلة غارات إسرائيلية على قطاع غزة    فاروق جعفر: نثق في فوز الأهلي بدوري أبطال إفريقيا    معوض: نتيجة الذهاب سبب تتويج الزمالك بالكونفدرالية    خلال أيام.. موعد إعلان نتيجة الصف السادس الابتدائي الترم الثاني (الرابط والخطوات)    محمد عادل إمام يروج لفيلم «اللعب مع العيال»    سمير صبري ل قصواء الخلالي: مصر أنفقت 10 تريليونات جنيه على البنية التحتية منذ 2014    الأميرة رشا يسري ل«بين السطور»: دور مصر بشأن السلام في المنطقة يثمنه العالم    دعاء الرياح مستحب ومستجاب.. «اللهم إني أسألك خيرها»    اتحاد الصناعات: وثيقة سياسة الملكية ستحول الدولة من مشغل ومنافس إلى منظم ومراقب للاقتصاد    استعدادات عيد الأضحى في قطر 2024: تواريخ الإجازة وتقاليد الاحتفال    مصدر أمني يكشف حقيقة حدوث سرقات بالمطارات المصرية    الإعلامية ريهام عياد تعلن طلاقها    قبل إغلاقها.. منح دراسية في الخارج للطلاب المصريين في اليابان وألمانيا 2024    ملف يلا كورة.. الكونفدرالية زملكاوية    الشماريخ تعرض 6 لاعبين بالزمالك للمساءلة القانونية عقب نهائي الكونفدرالية    أول رد رسمي من الزمالك على التهنئة المقدمة من الأهلي    استشهاد رائد الحوسبة العربية الحاج "صادق الشرقاوي "بمعتقله نتيجة القتل الطبي    تعرف على أهمية تناول الكالسيوم وفوائدة للصحة العامة    كلية التربية النوعية بطنطا تختتم فعاليات مشروعات التخرج للطلاب    الصحة: طبيب الأسرة ركيزة أساسية في نظام الرعاية الصحية الأولية    نقيب الأطباء: قانون إدارة المنشآت الصحية يتيح الاستغناء عن 75% من العاملين    حتى يكون لها ظهير صناعي.. "تعليم النواب" توصي بعدم إنشاء أي جامعات تكنولوجية جديدة    عالم بالأوقاف يكشف فضل صيام التسع الأوائل من ذي الحجة    أيمن محسب: قانون إدارة المنشآت الصحية لن يمس حقوق منتفعى التأمين الصحى الشامل    تقديم الخدمات الطبية ل1528مواطناً بقافلة مجانية بقلين فى كفر الشيخ    «المريض هيشحت السرير».. نائب ينتقد «مشاركة القطاع الخاص في إدارة المستشفيات»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كاريتا أو الملكة المقاتلة (حتشبسوت) أول من أبدعت تصنيف مزدوج من حيث النوع والإسم فى العالم
نشر في مصر الجديدة يوم 30 - 04 - 2013

قبل حوالى ثلاث آلاف عام وخمسمائة إذا إعتمدنا قراءة شمبليون الخاطئة للأعداد المصرية ومنذ
حوالى خمسة آلاف عام لو اتبعنا ما تدعيه المخابرات المصرية من أن قرائة شمبليون أخطئت وقرأت المائة على أنها ألف والألف على أنه مائة.
حدث أن أبدعت كاريتا (ومعنى الاسم الكاملة تماما) وكانت مازالت طفلة عمرها تسع سنوات وقد ولدت بقرية تسمى المعبد البعيد (بالفرعونية معبد تاها وكانت تقع فى موقع قرية طماى الزهايرة حاليا وقرية طماى الزهايرة هى مسقط رأس السيدة أم كلثوم كوكب الشرق) أبدعت أول تصنيف مزدوجا فى العالم تبعا للنوع والأسم وكانت كاريتا قد ولدت فى قرية معبد تاها الملاصقة لقرية بركة يام.
وقرية بركة يام الزهايرة حاليا كانت هى القرية التى يتم فيها نحت تماثيل المعابد بيد النساء من نحاتات القرية وكانت حجارة النحت تقطع بواسطة رجال القرية الذين كانوا مشغولين تماما فى تقطيع الحجارة والفلاحة ولذا فقد كان أطفال القرية يعتبرون عمال منذ سن الثالثة وكان معظمهم يعملون فى مصنع للأطعمة الجاهزة والشيكولاتة والحلويات يوجد فى قرية بركة يام وقد أنشأه رجل يسمى كريم لكى يساعد نساء بركة يام المنشغلات فى النحت ليل نهار على أن يحصلن ويقدمن لأسرهن وجبات جاهزة ومجففة مفيدة تحتوى كل ما يجب أن يتناوله المرء ليحظى بصحة جيدة.
نساء طماى الزهايرة إبتكرن مهنة المربية ومشرفة المنزل
وقمت بتربية أبناء ملوك مصر
ولم تكن بركة يام وحدها هى القرية التى تعمل ليل نهار ولا ينام أهلها سوى ست ساعات ولكن أيضا كل القرى المحيطة بها كانت تعمل ليل نهار ولا ينام أهلها إلا ست ساعات ذلك أن وجود منحت معظم تماثيل معابد وميادين مصر وكذلك المصنع الذى ينتج الشيكولاتة والحلويات الجافة لكل مصر بجوارهم كان يفرض عليهم حياة يسودها الإجتهاد والعمل ولذا فقد كانت نساء قرية معبد تاها التى ولدت فيها كاريتا تشاركن فى ساحة العمل التى لا تهدأ فى بركة يام فكن تقمن بالنحت والعمل كمساعدات للنحاتات والعمل كربات بيوت مساعدات فى بيوت النحاتات (وكن بذلك أول من إبتكر مهنة الهاوسكيبر والبيبى سيتر وقد إبتكرنها إشفاقا على النحتات اللائى كن تعانين الأمرين بين عملهن فى النحت وإصرارهن على أن يرتدى ويعيش ويتعلم ويتناول أطفالهن وأزواجهن الملابس والطعام المنمق وأن يحصلوا على بيوت نظيفة وإلى آخر ذلك من الأشياء التى أعتبرت واجب على كل زوجة وزوج تجاه أسرتهم، ولما كان هذا مستحيل مع كم عمل النحاتات فى صناعة التماثيل والذى كان يتزايد بإستمرار فقد إبتكرت نساء معبد تاها جارات النحاتات فى القرية المجاورة هذه المهن التكميلية حيث تقمن بعمل كل ما تحتاجه بيوت النحاتات كمساعدة منهن وكذلك تقمن برعاية وتعليم الأطفال فى مدرسة قريتهن على أن يقوم أزواج النحاتات بإعداد وجبات أسر هؤلاء النسوة فى مصنع الطعام وأن يقدموا لهن خزين منوع من الوجبهات الجاهزة والمجففة فائقة الجودة) ولم تكن مهنة البيبى سيتر والمعلمة والهاوسكيبر هى فقط ما تشتغل به نساء معبد تاها (واللائى إشتهرن بها وتم إستأجار المئات منهن للعم كمشرفات على بيت الملك توجهن الخادمات وتنمقت البيت وتزينه بذوقهن الراقى) لكنهن أيضا كن تقمن بتزيد حلوى مصنع الحلوى من نوعيات حلوى عيد الإله كاسى تبعا لذوقهن الراقى (كالتى تباع فى المولد واسمها الفرعونى كراميلا).
عرائس المولد إبتكرتها نساء طماى الزهايرة
كن تأخذن الحلوى الساخنة من عمال المصنع وتقمن بصبها فى قوالب وتشكيلها وتجميلها لتنتجن بذلك حلوى من العرائس على شكل بط وأوز وفراشات وبيوت وحيوانات وبشر، وقد إشتهرن بأنهن صانعات حلوى عيد كاسى الأكثر جودة وجمالا حيث كانت على أشكال كالبيوت والبشر والحيوانات والأشجار وكل جزء منها مصنوع من مادة ما فمثلا كن يشكلن فى عيد الإله كاسى قالب حلوى طوله عشرون مترا على شكل الإله كاسى وكان مكون من عدة أنواع حيث تتكون ملابس فى الجزء السفلى منها (الجيبا كما كان يطلق عليه فى مصر القديمة) من الحلوى البيضاء المجملة بالفزدق الأخضر والبندق والفراولة وتبدو كأنها منسوجة من قماش التيل وتحتوى رسوم منوعة وكان الجزء العلوى منها مثلا (المريلا كما كان يسمى) يتكون من حلوى الملبن الأحمر مزينة بالفزدق والبندق وقطع جوز الهند وتبدو كأنها مصنوعة من قماش الأشولة المعلق فيه قطع من الحجارة الكريمة الملونة وتصنعن الجسم مثلا من العسلية الصلبة وتزينه بقطع من الملبن الأبيض والأحمر والبرتقالى والكراميل البنى والمصاصة الملونة والنداغة وحلوى الجيلى بالعرقسوس واليانسون لتحديد الشفة والحاجبين والعينين والأنف والحلى التى يرتديها الإله وغير ذلك.
وهكذا فقد صنعن أيضا حلوى على شكل فراشات ملونة من حلوى السكر وكانت مبهرة فى شكلها الممتلئ بألوان الباستيل المستخرجة من النباتات والأعشاب بعد غليها وتركيزها وإضافتها للسكر وكذلك فقد إبتكرن حلوى غزل البنات وسمينها غزا بن بمعنى الرقيقة جدا وبسبب مهارتهن فى التزين والتجميل وخاصة لعرائس عيد كاسى فقد كن ولمدة حوالى ألفى عام العامل الأهم الذى تتوقف عليه فرحة كل الأطفال فى عيد الإله كاسى (حورس) ذلك أنهن تبتكن وتصنعن الحلوى بعدة أشكال مبهرة تأخذ بألباب الأطفال الذين يحصلون عليها فى كل مصر بعد أن يقوم الملك بشرائها وبعدد كل سكان مصر مضاعفا ثلاث مرات (تحسبا لأن بعضها قد يتكسر أثناء النقل) ويرسلها لكل عمدة فى كل بلدة لكى يوزع منها واحدة على كل شخص وللأم الحامل إثنتين ويمكنها الحصول على ثالثة لتحتفظ بها للمولود عندما يولد حتى تضعها أمامه بألوانها الجميلة لتسعده ثم تتناولها بعد ذلك، وكانت كل واحدة من عرائس العيد هذه تزن ستة كيلو جرامات وكان يحتفظ بها لفترة بسبب شكلها الجميل كزينة من الحلوى فى البيت وتحاول النساء تقليد شكلها ورسمها كنقش جميل على السجاد والملابس وتطريز البياضات والمفارش بها ثم يتم تناولها بعد فترة، ولم يكن من حق الأباء إختيار عرائس العيد لأبنائهم فلابد لكل أسرة أن تزعن لرغبة أطفالها لأن هذه العرائس المصنوعة من الحلوى هى هدية من الملك لكل كبير وصغير ويرسلها الملك بوفرة حتى يحصل كل منهم على العروسة التى يرغب فيها ومن هذه العادة التى بدأت عام 3469 قبل الميلاد ورثنا عادة عرائس المولد وأحصنة المولد وسمك المولد وسفن المولد المصنوعة من حلوى السكر.
فراشة لولينا
ويحكى أن طفلة من دير مواس كانت ترغب فى فراشة فلم تجد فراشة كما تحب لأن الفراشات كانت قد نفدت وبكت عندما أعطاها العمده بطة فطلب العمدة من كل القرية أن يتنازل كبير قد حصل على فراشة لها عن فراشته تنفيذا لأوامر الملك بإرضاء الأطفال وسوف يعطيه ثلاث عرائس أخرى بدلا منها لكن الكبار كلهم كانوا قد تركوا الفراشات الملونة بستة ألوان والتى تحتوى عشرين صنفا من الحلوى للأطفال لأنها مبهجة الشكل ولذا فقد تنازلت لها طفلة تكبرها بعام وكان اسمها لولينا (بمعنى الصغيرة الأنيقة) حيث كان قد سبق لها فى ثلاث أعوام الحصول على فراشة مماثلة وأعطتها لها ورفضت الحصول على الثلاث عرائس وقالت أن عروسة الفراشة هدية منها للطفلة الأخرى بمناسبة العيد لكن العمدة تقديرا لها أعطاها عروسة العيد الكبيرة المصنوعة للمعبد كله (حيث تتشارك القرى المحيطة كلها فى الحصول على أجزاء منها) وكانت على شكل الإله كاسى وطولها عشرون مترا وعرضها ثلاث أمتار وسمكها مترين ومصنوعة من خمسة عشر نوعا من الحلوى وقد بقيت فى بيتهم يتناولون منها لمدة عشر سنوات، بينما حصل كل زائر للمعبد فى العيد على رطلين من عسل النحل بدلا عن نصيبة من عروسة كاسى.
إبتكار كاريتا للتصنيف
أما عن كيف إبتكرت الطفلة كاريتا ذات التسع أعوام أول تصنيف مركب فى العالم (وهو ما إقتبسه ديوى لتصنيف المكتبات وسمى بإسمه بينما كان من الأصح أن يسمى باسم التصنيف المصرى لأنه كان شائع الإستخدام فى مصر وحتى قبل أن يعلم أى شخص بقصة إبتكار كاريتا له، وهى القصة التى ذكرت على حائط بمعبد الإله كاسى المطمور على بعد عدة كيلومترات تحت الأرض فى قرية ميت غريطة الحالية والذى صور بالأشعة وتحتفظ مخابرات عدة دول بصور له تبعا لإدعاء المخابرات المصرية، وقد ساهمت بجهد فى فك طلاسم الكتابة المصرية القديمة وكيفية قرائتها قد ساعد أخير فى فهم كتابة هذا الحائط وتفسير قصة كارتيا وإعادة الفضل لأصحابه) وقد تم الإبتكار كما يلى:
كانت كاريتا تعمل منذ كانت فى الثالثة فى مصنع كريم للحلوى والوجبات المجففة فى قرية بركة يام المجاورة وكانت تعمل كملاحظ للعمال حيث تتابع كل من لم يقم بغسل يده أو من لمس الملاعق وبيده حلوى أومن لمس ورق التغليف وبيده عسل وغير ذلك وكل من يخطئ تضربه على زراعه وكانت تتحرك على منضدة يمشى عليها ملاحظو العمال من الأطفال والذين كانت أوامرهم نهائية لغيرهم من العمال الرجال الكبار وكانت كاريتا هى أصغر ملاحظ عمال بين غيرها من الملاحظين الأطفال وقد ظلت تعمل كملاحظ عمال (وهو أسهل عمل وأكثره تسلية فى المصنع) حتى سن التاسعة ثم تحولت للعمل فى ترتيب المخازن وكان عملا ظريفا أيضا يترك للأطفال لأنه يتيح لهم الحركة والشقاوة واللعب بين صفائح وأناجر الأشياء وهم يطلبون من عمال المصنع الكبار نقل الأوانى الضخمة التى تضم مواد متشابهة بجوار بعضها بعضا بينما يقوم الأطفال من ملاحظى وعمال المخزن بنقل الأشياء الخفيفة بأنفسهم، لكن هذا العمل الهين إعتبرته كاريتا ساذج وأقل من عملها السابق كملاحظ متيقظ للعمال، لذا فقد ذهبت للنحاتات وجلست بجوارهن وطلبت منهن تعلم مهنتهن الشاقة لكن النحاتة الكبيرة وهى عمدة القرية صرفتها وقالت لها تعالى بعد خمس سنوات فأنت ضعيفة جدا ولا يمكنك تكسير الرخام ونحته، لم يعجب هذا الكلام كاريتا التى بدأت على الفور فى الإمساك بالأزميل محاولة النحت لكنها وجدت النحت شاق فعلا ويحتاج لقوة لذا عادت لمخزن المصنع وقامت بمطالبة كل رجال المصنع بالتفرغ لتنفيذ طلباتها لساعة وإذا وجدوا أنها قد أضاعت وقتهم وجدهم بلا جدوى فسوف تدفع لهم أجرهم مما كانت قد حوشته من مرتبها خلال ست أعوام وبالفعل جاء كل رجال المصنع وهم ضاحكون ويؤكدون لها سوف نحصل على كل ما قمت بتحويشه وكذلك على بيت والديك وكل جيرانكم.
تخوفت كاريتا من النتيجة وأن يفقد جيرانهم كل بيوتهم (كما قال لها الرجال ساخرين) لكنها كانت مصرة على القيام بما ترغب وقد أمرتهم بحمل قطع من الخشب ورصها على قطع حجارة متساوية فأعجبت فكرة صناعة الرفوف هذه الرجال وطلبوا منها أن تقول فكرتها كلها أولا وسوف ينفذوها كلها مرة واحدة (موضحين لها بأنها لم تعد ملاحظ عمال) وقد شرحت لهم ما ترغب فيه وهو ترتيب المخزن تبعا لإسم كل مادة موجودة فيه بحيث يوضع كل ما هو مسمى بحرف باء أولا ثم ياء ثم ثاء وهكذا .... وتبعا لترتيب الحروف المصرية القديمة.
لكن كريم طلب منها تعديل تصنيفها ليتم تبعا للأنواع فرفضت وأصرت أن تصنف الخزين تبعا لأول حرف يبدأ بها اسم المادة وظلت تناقش كريم صاحب المصنع والمخزن بينها كان باقى الرجال يصنعون الأرفف وبعد صناعتهم للأرفف التى يمكن تعليقها (وليست المحمولة على حجارة كما طلبت) شكرتهم وصرفتهم وأصرت على القيام بتصنيف المخزن هى وباقى عمال المخزن (من الأطفال) وحدهم وقد غاد العمال جميعا ليكملوا عملهم عدى كريم الذى وقف ليرى ماذا ستفعل ولكى يساعد فى حمل الأشولة الضخمة لكنه فوجئ بأنها لا تحملها بل تجرها وحدها ثم تكومها فى مكان على الأرض مكتوب فوقه دقيق ذلك أنها قد أمرت باقى الأطفال من زملائها فى المدرسة بكتابة أسماء المواد على قطع من ورق البردى (وقد كانت المدرسة تبدأ بعد الفجر وتستمر حتى ما يقرب من السابعة صباحا ثم يذهب الأطفال منها للعمل فى المصنع) وقد صنفت الدقيق تبعا لنوع كل دقيق ورصت الأشولة تبعا للحرف الأول من اسم كل نوع فكان دقيق القمح موضوع أولا يليه دقيق الذرة ثم دقيق الشعير ثم دقيق الشوفان ثم دقيق البطاطا (النشا المسكر أو الكورن فليكس) وهكذا....
وكانت كل هذه الأشولة موضوعة على الأرض نظرا لحجمها الضخم وحتى يسهل الحصول على الدقيق منها وقد طلبت من باقى الأطفال القيام بدق المسامير فى الحائط (كانت المسامير تصنع من النحاس) لكن كريم (وكان فضلا عن أنه صاحب المصنع والمخزن قد وصل عمره للستين وهو زوج عمدة البلد وكبيرة النحاتات) أصر أن ترك له هذه المهمة حتى يمكن له التأكد من قوة المسامير وبالطبع رفضت، وقامت بنفسها بالتأكد منها مما دعى كريم لتعليمها كيفية تثبيت الأرفف بالخيط مع المسامير وضرورة ربط الرف جيدا بالخيوط من كل جانب ليكون ثابت ومتين، ثم ترك لها الأرفف لترص عليها ما تشاء وقد فاجئته بطلب المزيد من الأشولة صغيرة الحجم (وهو نوع لم يكن يصنع وقتها ) فطلب من خياط القرية تقطيع أشولة كبيرة وتحويلها لأشولة صغيرة.
وقبل حلول المساء كانت كريتا قد قامت بتنظيم المخزن التوابل فى الرفوف العليا مرتبة تبعا للإسم وكل نوع مكتوب على الشوال الذى يوجد فيه.
والخضروات الجافة والبقوليات أسفلها ومرتبة بنفس النظام.
واللحوم الجافة أسفلها،... وهكذا.
وقد تركت نوعين هما العسل والمربى بلا تصنيف وعندها ساعدها كريم فوضع العسل والمربى فى برطمنات من الفخار وكتب عليها بالريشة نوع ما تحتويه ووضعها فى الرف العلوى بدلا من البهارات وحتى لا تقترب منها حشرات النمل وأعاد وضع التوابل وتعبئتها فى كراتين مكتوب على كل كرتونة اسم التابل الذى تحتويه وحتى لا تفقد رائحتها بسبب وضعها فى أشولة ثم وضعها كلها على رفوف جانبية كما أمرته كاريتا وحتى لا تؤثر برائحتها على باقى المخزونات وبذلك أكمل كريم تصنيف كاريتا لمحال البقال (أو المخزن كما يسمى فى اللغات الغربية التى نقلته عن مصر) وقد ظل هذا التصنيف يستخدم فى مصر لترتيب حجرات الخزين فى البيوت ومخازن البيع الكبيرة ومخازن الدولة وكل أنواع المخازن والمعارض ومنها مخازن ومعارض الكتب وطوال ما يقرب من خمسة آلاف عام ومنه تم نقل وإبتكار كل التصنيفات الموجودة فى العالم، وقد نقله ديوى حرفيا ولم يضف له شيئا أو على الأصح إقترحه لتصنيف المكتبات وقام بنشر إقتراحه باسم تصنيف ديوى مغيرا الإسم الواجب تسمية التصنيف به وناسبا التصنيف لنفسه بلا سبب واضح.
وقد صارت كاريتا بعد هذه الأحداث بسبع سنين فقط فنانة زائعة الصيت تقوم بتنسيق كل مخازن الدولة وتقوم بحسابات الدولة للملك ذلك أنها كانت قد تزوجت إبنه الأصغر وإنتقلت للحياة فى عاصمة مصر وقد صار زوجها فيما بعد ملك مصر وهى ملكة مصر المسماة كاريتا الملكة العظيمة أم الرجال الشداد أو حتشبسوت. (تدعى المخابرات المصرية أنه قد تم مراجعة الكثير من المعلومات وتصحيح ملايين المعلومات الخاطئة فى تاريخ مصر الفرعونى والتى نتجت عن قلة المتوفر من المعلومات لعلماء الآثار والتاريخ من جهة وعن أخطاء شمبليون فى فك رموز المصرية القديمة من جهة أخرى والعهدة هنا تعود على المخابرات المصرية)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.