يستنكر المركز الدولي للحوار ما تعرضت له الرموز والمقدسات الدينية في مصر من اعتداءات في الآونة الأخيرة، والتي كان آخرها اقتحام مشيخة الأزهر الشريف ثم الهجوم على الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، معتبراً تلك التجاوزات التي قام بها البعض بحق الرمزين الدينيين الكبيرين، ناقوس خطر يهدد أمن وسلامة المجتمع المصري. ويرى المركز أن ما تعرض له الأزهر الشريف ومن بعده الكاتدرائية من هجوم، هو محاولة لإقحام هاتين المؤسستين الكبيرتين في الصراعات السياسية، بعكس ما يسعى لها رجال الدين في الأزهر والكنيسة لتحييد المؤسستين وإبعادهما عن أية صراعات. ويشيد المركز بدور فضيلة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب، وقداسة البابا تواضروس الثاني في التعامل الحكيم مع الأزمة التي تواجه المؤسستين.. داعياً النظام الحاكم والقوى السياسية والشباب للبعد بصراعاتهم السياسية عن المؤسسات الدينية، وعدم محاولة إقحامها في النزاع القائم على الحكم بين النظام الحاكم والمعارضة. ومن جانبه.. قال فرحات جنيدي، مدير المركز، إن المؤسسات الدينية المصرية تسعى منذ قيام ثورة 25 يناير إلى البعد عن الصراعات السياسية، بالرغم من دورها المهم في دعم عدد من القضايا الوطنية، خاصة القضايا التي تهتم بأمن وسلامة المجتمع ووحدته، لكن هناك من يريد إقحامها في الصراعات السياسية، للحصول على مكاسب سياسية، أو للقضاء على الدور الوطني لتلك المؤسسات بزرع الهواجس بين العامة تجاه رجال الدين الإسلامي والمسيحي. ودعا جنيدي جميع القوى السياسية والوطنية لإبعاد المؤسسات الدينية برموزها ورجالها عن الخلافات السياسية، للحفاظ عليها وعلى مكانتها الروحية في المجتمع المصري، مؤكداً أن هذه المؤسسات وحدها القادرة على حماية السلم الاجتماعي في مصر، وكذلك الوحدة الوطنية التي يسعى بعض أعداء مصر للنيل منها.