القلم يصرخ ويستغيث: هل من مجيب؟! صراخ قلمي على حال بلدى بعدما طغى الانهيارعلى كل شىء بدءًا من الحكومة والنظام إلى رجل الشارع العادي.. صراخ يعقبه جرح ينزف دماً وألماً وحسرة: من فعل بنا هذا؟! ولماذا؟! وأين نحن مما يحدث؟! الجميع أصبح مغيبا، وكلنا نقول: طالما أن الموضوع بعيد عني فلا حاجة لي في الدخول في مشاكل مع أحد من أجل شخص آخر، مثل "جحا" الذى قال: النار بعيدة عن بيتي فلا يعنيني، حتي وصلت النار إلى بيته، فقال: طالما أنها بعيدة عني فلا يعنيني، وفي النهاية لم يجد مفرا عندما أمسكت به النار إلا أن يقاومها، ولو أنه ذهب لإخمادها منذ بدايتها، ما كانت وصلت إليه، نعم نحن "كلنا جحا"، كلنا نقول: "وأنا مالي"، لا نريد أن نقحم أنفسنا في مشاكل الوطن ونبحث عن حلول. نرى الخطأ ولا نراه، وكأننا مأجورون على أنفسنا، ثم نلوم الآخرين، ونحن الذين أعطيناهم هذه الفرصة. دخل بيتي وعرف كل أسراري وفي النهاية يهددني، هذا هو بالضبط ما يحدث الآن. هجوم "قذر" يشن ضد مصر شعبًا وحكومة ونظامًا، وحينما ندافع عن مصر جاءت إليك التهمة الجاهزة: "أنت تنافق النظام.. أنت تخدع نفسك.. لابد من كشف ادعائهم، صدقًا أو كذبًا لا يهم، المهم أن تمتلك حنجرة وتصرخ: إحنا شعب متخلف.. وشعب لا يفهم شيئا.. لا في السياسة- كما قال نظيف- ولا في غيرها، وفي النهاية أطالب الآخرين بأن يتعاملوا معي بأنني متحضر وراقٍ ومحترم، كيف بالله عليكم؟!.. كيف وأخي عندما يراني في مكان يقلل من شأني ويحتقرني أمام الناس.. فهل أطالب هؤلاء الناس أن يحترمونني بعد ذلك..!! بالله عليكم كفى صراخا وإهانة لهذا الوطن، وإذا كان لا يعجبك ارحل وانظر كيف تُعامل خارج وطنك!.. سترى أنك تُعامل بأنك وافد "حقير" لا سعر لك، لأنك ساهمت أنت بنفسك أن يُعاملك الآخرون هذه المعاملة ، حينها فقط تعرف أنك أنت الجاني، وحينما يذهب ابنك أو ابنتك في بعثة خارجية ويتم معاملتهم معاملة سيئة لا تلُمْ الآخر ولكن لُمْ نفسك، فمصر التي "علَّمت وكبَّرت" لا تستحق منا كل هذا التجريح. لا أطالب أحدا بأن يكف عن النقد، ولكن نريد نقدا موضوعيا، حتى يسود بيننا الاحترام، ولكي يحترمنا الآخرون في كل مكان. فهناك قلوب مليئة بالحقد والغل ضد مصر وضد كل ما هو مصري، وأيضاً ما نراه من فضائيات كل برامجها هدفها توجيه النقد إلى مصر ونظامها وشعبها ولا نعلم من أعطاهم الفرصة ومن قوّى شوكتهم.. نعم نحن من خلال وسائل إعلامنا مقروء ومسموع ومرئي ننشر غسيلنا القذر ونتشدق بالألفاظ الرنانة ونقول نحن أحرار، ننهش الأعراض ونرمي الناس بالباطل ونقول: مزيداً من الحرية، وهل من مزيد؟! أي حرية هذه التي تهدم بها وطنك وتعطي بها الفرصة للأعداء؟! نعم الأعداء الذين يسيئون كل يوم إلى مصر وشعبها، وقلوبهم مليئة بالحقد، تري المذيع عيناه مليئة بحقد دفين، ولِمَ لا وهو يقبض ليهاجم مصر، وكلما هاجم أكثر قبض أكثر.