يتوجه الدكتور جعفر عبد السلام الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية إلى الرياض للمشاركة في الحلقة العلمية عن القانون الدولي الإنساني والدول العربية في الفترة من 18-20-3-2013 والذي تقيمه المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر . يستفيد من هذه الحلقة العلمية العاملون في وزارة الدفاع والداخلية والعدل والخارجية والتعليم والتربية والصحة والإعلام ، بالإضافة على ممثلين عن هيئات وجمعيات حقوق الإنسان، والمعهد الدبلوماسي والجامعات والدفاع المدني بالإضافة للمعملين في جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر العربية . ويشارك الدكتور جعفر ببحث في هذه الحلقة العلمية بعنوان "التعريف بالقانون الدولي الإنساني في الإسلام " حيث يتولى ملف الفكر والفقه الإسلامي في مجال القانون الدولي الإنساني. يتضمن البحث عدة محاور من بينها: مصطلح القانون الدولي ، وأهمية بحث الموضوع في الشريعة الإسلامية ، مبادئ القانون العامة التي أقرتها الأممالمتحدة ، مركز الفرض في الإسلام. كما يتضمن القسم الأول أهداف الحرب في الإسلام والهداف العام للحرب في الشريعة الإسلامية وقد أشار الدكتور جعفر في بحثه القيم بقوله: نستطيع أن نجمل مبررات الحرب في الشريعة الإسلامية في عدة بواعث من بينها: حماية الحرية الدينية ، الدفاع ضد العدوان. أما القسم الثاني في البحث ، فقد جاء بعنوان وسائل وأساليب القتال وتضمن لمبادئ العامة التي تحكم سلوك المحاربين- وسائل القتال. وعن وسائل القتال يقول الدكتور جعفر عبد السلام في بحثه : يسلم الفقه القانوني والفكر الإسلامي المعاصر بأن الحرب ظاهرة سيئة ، ولذا تحكمها قاعدة أساسية هي أن الدول في العلاقات السلمية يجب أن تفعل أفضل الممكن ، أما في العلاقات الحربية فيجب أن تفعل أقل سوء ممكن! لذلك من المستقر عليه في القانون الدولي الحديث أن المحارب ليس مطلقا في أن يستخدم ما يشاء من الأسلحة ؛ بل عليه أن يقصر استخدامه على ما لا يحقق أذى كبيرا بالأفراد ،مراعاة لإنسانيتهم، كما يجب عليه أن يتخلى عن القتال إذا كفت مقاومة العدو : كذلك من المقرر ضرورة ذروة احترام مبدأ حسن النية في الأعمال الحربية ، فيتم التمييز بين الحيل المشروعة ووسائل الخديعة ، فالأولى مشروعة والأخرى غير مشروعة ، ونحن نعتقد أن هذه المبادئ قد أسهمت في تكوينها الشريعة الإسلامية إلى حد كبير. فالقرآن الكريم يضع المبدأ العام في هذا الخصوص في العديد من الآيات الكريمة من ذلك قوله تعالى" َمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ " " َقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ" . وقد عبر فقهاء المسلمين عن ذلك بأنه يعني ضرورة مراعاة الفضيلة في الحروب، فتقوى الله في الآية الأولى هي الفضيلة ، وتعنى أنه مع دفع الاعتداء بالمثل يجب ملاحظة الفضيلة، فلا تنتهك حرمة ولو انتهكها العدو، فإذا كان العدو منطلقا من كل القيود الخلقية والإنسانية لا تنطلق ، وذا كان العدو يعتدي على الأعراض لا نعتدي ، وإذا كان العدو يجوع الأسرى أو يقتلهم لا نفعل مثله . كما تناول البحث: المقاتلون والفئات التي لا تقاتل ومن بنها : رجال الدين والنساء ، والأطفال ، والعجزة، والتجار والزراع . وأيضا الحالات التي تسقط فيها الحصانة عن غير المقاتلين والأسلحة المحرمة ومعاملة العدو في ميدان القتال. وتجيء أهمية هذا المؤتمر انطلاقاً من الإحساس العميق بأهمية العمل الإنساني بصفة عامة والقانون الدولي الإنساني بصفة خاصة في منطقتنا العربية التي تمر بنزاعات مسلحة دولية وغير دولية, كان لها الأثر السيئ على الإنسان وعلى البيئة. وكذلك تطرح مناقشة موضوع القانون الدولي الإنساني لعدة أسباب ومعطيات منها: أن الدول العربية برمتها ومنذ تقسيم فلسطين الجائر بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ 29نوفمبر 1947م , تكون الدول العربية قد دخلت في نزاعات مباشرة أو بصورة غير مباشرة مع الكيان الصهيوني, ومنذ ذلك التاريخ أصبحت الدول العربية بصورة عامة ودولة فلسطين بصورة خاصة على علاقة جوهرية ووطيدة بالقانون الدولي الإنساني, وكذا حرب الخليج الأولى والثانية وحتى الثالثة وفي دول الربيع العربي وكلها نزاعات من صميم اهتمامات القانون الدولي الإنساني.. الجدير بالذكر أن معالي الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية الدكتور جعفر عبد السلام وعلى هامش حضور هذا المؤتمر سوف يقوم بزيارة جامعات المملكة العربية السعودية في الرياض في الفترة من 18 – 23 مارس الجاري وهي: جامعة الملك سعود وجامعة الإمام محمد بن سعود وجامعة نايف للعلوم الأمنية والندوة العالمية للشباب الإسلامي؛ لبحث أوجه التعاون المشترك بين الرابطة والجامعات السعودية خلال الفترة المقبلة. كما يقوم بزيارة لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة يومي 24 و 25 مارس يلتقي خلالها برئيس الرابطة معالي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي, وذلك لمناقشة كل القضايا والموضوعات التي تهم رابطة الجامعات الإسلامية.