لم يكن الانسان في حاجه الي النقود طوال فتره العصور التي عاش فيها معتمدا علي القنص وجمع الفاكهه نتيجه لانه لم يكن يربطه مع الاخرين علاقه احتياج لان كل اجتياجاته كان يحققها بنفسه،ولكن مع معرفه الانسان الاستقرار نتيجه لمعرفه الزراعه بدا يربطه بالاخرين علاقه تبادل سلع ومنتجات ونظرا لان المنتجات في البدايه كانت محدوده فقد كانت عمليه المبادله تتم بصوره مباشره،ولكن هذا الاسلوب واجهه العديد من الصعوبات والمشاكل جعلت الانسان يفكر في اسلوب ايسر في المبادله والتعامل. الوسيط التجاري ولذلك بدا الانسان في التفكير في استخدام وسيط تجاري في عمليه المقايضه ولم يكن من السهل ايجاد هذا الوسيط حيث كان لابد من توافر عده شروط به منها ان جميع الاطراف تقبل التعامل به ،بالاضافه الي ان يكون قابل للتقسيم او التجزئه ولقد اختلفت السلع التي استخدمت كوسائط في عمليه المبادله باختلاف البلاد. ففي المناطق الزراعيه لعبت الحبوب دور الوسيط التجاري ،وفي مجتمعات الرعي استخدمت الحيوانات كوسيط في عمليه التبادل،وفي اليونان مثلا استخدم الثور كوسيط في عمليه التبادل،وفي بعض الحالات كان يتم اختيار الوسيط التجاري من بين اكثر السلع ندره. ولكن بمرور الوقت بدات العديد من المشاكل تواجه هذا النظام التبادلي منها قابليه بعد السلع للتلف مثل الفاكهه والخضروات،وكذلك ان بعض السلع لا تقبل النجزئه مثل الحيوانات وبذلك فانها لا تصلح لاجراء عمليه تجاريه بسيطه ،بالاضافه الي صعوبه نقل بعض السلع من مكان لاخر ،كما ان اختلاف السلع يؤدي الي تداولها في البلد نفسها دون غيرها من البلاد. المعادن كوسيط تجاري وقد حاول الانسان ايجاد حلول لكافه هذه المشكله.وقد كان توافر سلعه بها كل هذه الشروط امر صعب للغايه حتي تمكن الانسان من ايجاد حل وهو استخدام المعادن كوسيط في عمليه التبادل لانها تتوافر بها كافه الشروط السابقه،وقد كان اول ظهور للعملات في مملكه ليديا الواقعه في اسيا .واخذت كل دوله تتفنن في سك نقودها وتضع عليه صور معبوداتها ،وتقدمت صناعه سك النقود بتقدم الفن الاغريقي ووصلت الي قمه ازدهارها وتقدمها. النقود وبلاد الشرق وقد عرفت بلاد الشرق النقود مع مجئ الاسكندر الاكبر اليها غازيا،وقد تمكن الاسكندر من فرض سيطرته علي معظم العالم القديم وقد ادي هذا ان عرف الشرق النقود المعدنيه علي نطاق واسع، وقد شهد العصر اليوناني نقطه تحول هامه فيما يتعلق بالنقود ففي البدايه كان الافراد هم من يقومون بضرب هذه العملات ( **ضرب العملات بمعنى صك العملات او صناعة العملات ) مع نقش اسمائهم عليها منعا لعمليه تزيف العمله ولقد كانت هذه العمليه تجلب لهم ارباح كبيره ،ولكن خوفا من عمليات التزييف والغش بدا الدوله في التدخل لتنظيم ضرب العملات وصارت هي من تقوم بضرب العملات وتاكيدا علي سلامه العمله وعدم تزيفها كان يوضع عليها شعار الدوله وعندما شعرت الدوله بمدي الربح العائد عليها من ضرب العمله قامت بمنع الافراد من ضرب العملات واحتكرت هي هذا الحق الذي اعتبر فيما بعد من علامات السياده الخاصه. وتعد عملات اي دوله مراه تعكس احوال الدوله كافه سواء كانت احوال اقتصاديه او فكريه او عقائديه ،فوزن وعيار العمله يحدد تدهور او ازدها اقتصاد الدوله ففي حاله ازدهار الدوله اقتصاديا فانها تضرب عمله خالصه العيار اما اذا كان الاقتصاد متدهور فانها تلجا الي تخفيض عيار العمله سواء كانت من الذهب او الفضه،كما ان الكتابات التي تسجل علي العمله تحدد عقيده الدوله وديانتها وكذلك تحدد افكار الدوله . وبذلك فان النقود تعد مراه صادقه لاي دوله يمكن من خلالها معرفه كافه شئون الدوله وبذلك فان النقود تلعب دورا هاما في التاريخ ودورا هاما في حضاره اي شعب.