مسيرة تذكرنا بثورة 19 اندلعت مظاهرات عارمة فى شتى أنحاء البلاد، فيما وصفه مراقبون بأنها إرهاصات الثورة الثانية، بعد أن تحولت ثورة 25 يناير 2011، إلى مجرد ذكري، في ظل انقضاض تيارات السياسة المتأسلمة على مسارها والاستفراد بإنجازاتها، ثم الفشل في إدارة شئون البلاد، وقيادتها نحو هاوية سياسية واقتصادية واجتماعية، بل والأخطر التهديد بجر الدولة إلى آتون فتنة طائفية حقيقية. والبداية من ميدان التحرير، قلب الثورة الذي عاد إليه النبض بعد إعلان وفاته إكلينيكيا، حيث هتف شباب الأولتراس: "الإخوان كذابين ضحكوا علينا بإسم الدين". حيث وصل منذ قليل الآلاف من المتظاهرين، بتجمع مسيرات "الحسين، والأزهر، والسيدة زينب" إلى ميدان التحرير. وردد المتظاهرون هتافات" انزل واسترجل متخفشي، انزل وقول للمرشد يمشي، الحقونا الحقونا الإخوان هيقسمونا، ويالي واقف واقف ليه باعوا بلدنا وفاضل إيه". فيما حمل المتظاهرون علما كبيرا مكتوب عليه "من أهالي الجمالية قاهرة المعز .. هنفضل ثورجية لحد ما نوصل للحرية.. قريبا وطن بلا إخوان وطن للجميع .. ماعدش كلام يتقال بعد الدم ما سال.. قالوا حرية وقالوا عادلة شفناه ندالة.. مرسي عليه الدور". فيما حمل أحد المتظاهرين صورا للرئيس الراحل أنور السادات مكتوب عليها "السادات حرر سيناء والإخوان باعوها"، وحمل أحدهم صورا للزعيم الراحل عبد الناصر مكتوب عليها "ناصر في قلوب الملايين، والشعب هو القائد والمعلم". وذلك في الوقت الذي لازالت الاشتباكات جارية منذ مساء الأمس بشوارع مجلس الوزراء والشيخ ريحان ومحمد محمود، بقذائف الطوب من جانب شباب الثورة، يقابله رصاص الخرطوش وقنابل مسيلة للدموع من جانب قوات الأمن المركزي، وسط تحذيرات منتشرة في صفوف الشباب بعد الاستجابة لمندسين (من شباب الإخوان – كما تردد) سيحاولون سحب الاشتباكات إلى محيط وزارة الداخلية، التى يربض بالقرب منها نحو خمسين سيارة مدرعة ومئات من ضباط وجنود الأمن المركزي، لحمايتها من أي اعتداء. في سياق الغضب الشعبي، قام منذ قليل أكثر من 2000 متظاهر بقطع طريق كورنيش ماسبيرو، حيث منعوا مرور السيارات وقاموا بإيقاف الحركة المرورية. وتدخل رئيس مباحث قسم شرطة بولاق ابو العلا المقدم علي فيصل بمحاولة اقناع المتظاهرين بفتح الطريق والتعبير عن رأيهم دون تعطيل للمصالح الا ان المتظاهرين رفضوا نداءات الأمن واستمروا في قطع الطريق. من جانبها قامت قوات الامن المركزي بفرض كردون أمني علي مبني ماسبيرو خشية اقتحامه بينما يواصل رجال المرور جهودهم لايجاد مسارات بديلة للسيارات والسيطرة علي حالة الارتباك المروري الذي يشهده كورنيش النيل حالياً. غرابة الاسكندرية في الإسكندرية، قطع المئات من أهالي منطقة بحري طريق كورنيش البحر بعد استشهاد اثنين من المواطنين، وإصابة آخر، واتهم الأهالي أحد ضباط الشرطة بقتل الشابين بالرصاص، قبل ساعات مضت. وخرج المئات من أهالي بحري أمام قهوة فاروق وقاموا بقطع الطريق ومنعوا السيارات من المرور، مؤكدين أنهم سوف يستمرون في قطع الطريق حتى فتح تحقيق في الواقعة، ومحاسبة المتسبب في ذلك. ومن جانبه قال اللواء خالد غرابة - مدير أمن الإسكندرية - في تصريحات إعلامية إن ما وصفه ب"الحادثة" تعود إلى فجر السبت الماضي أثناء مرور دورية شرطة بمنطقة بحري حينما فوجئ قائد الدورية بطلق ناري يصيب سائق السيارة, وعلى إثره وقع تبادل لإطلاق النار بين سائقي دراجتين ناريتين مما استدعاه لإطلاق طلق ناري في الهواء مضيفا أن الضابط لم يصب أحدا" وتابع غرابة:"الأمر الآن بيد النيابة والحقيقة ستظهر ولا داع لترديد الشائعات".
المعروف أن اللواء خالد غرابة وأمثاله من قيادات الداخلية ممن شاركوا في تنفيذ سياسات حبيب العادلي الإرهابية قبل وأثناء الثورة، وبالمقابل تم تكريمه - أي غرابة" من جانب الرئيس مرسي وترقيته إلى منصب مدير الأمن بالإسكندرية..!!!
وعلى ذكر "غرابة" وصل العشرات من البلطجية إلى محيط قسم المنشية ورفعوا سيوفا وأسلحة بيضاء في وجوه المتظاهرين وقاموا بالتعدي عليهم. ووقعت العديد من الإصابات في صفوف المتظاهرين بينما قام ضباط القسم بإطلاق النار في الهواء من فوق سطح القسم في محاولة منهم لتفريق المحتجين، في استمرار للسياسة الأمنية الجديدة، وهي إما الوقوف على الحياد أثناء الاشتباكات أو الانحياز للسلطة الحاكمة أيا كانت (الإخوان حاليا). وفي رد سريع تقاطر مئات من المتظاهرين وقاموا بفرض حصار على قسم شرطة المنشية ورددوا هتافات منها: "الداخلية بلطجية" و"زي ماهي الداخلية بلطجية" فيما قام ضباط القسم بغلق بوابته الرئيسية بالجنازير الحديدية وتجمعوا فوق سطح القسم. الرئيس والمرشد تحت الحصار في الشرقية، شارك اليوم المئات من شباب ألتراس أهلاوى، الثوار والأحزاب السياسية فى المسيرة التى انطلق من مسجد الفتح وتضامن معهم الشباب والأهالى بميدان القومية. وكذلك شارك المئات من شباب حى ثانى الزقازيق فى مسيرة تضامنية انطلقت من أمام مجلس المدينة مرورا بميدان المحطة وتستقر أمام ديوان عام المحافظة. وردد المتظاهرون العديد من الهتافات التى تطالب بإسقاط دولة الإخوان ومنها " ارحل يامرسى, الإخوان كدابين ضحكوا علينا باسم الدين, تاخد كام يامرسى وترحل وتسيب الكرسى,"يسقط يسقط حكم المرشد", "تسقط تسقط الاخوان", "يلا يا مرسى قول للمرشد فين النهضة خليه يقولك". من جانبهم أكد شباب ألتراس أهلاوى الذين ارتدوا أقنعة سوداء وعليها علم مصر أن مسيرتهم سوف تستقر أمام منزل الرئيس بمنطقة فيلل الجامعة. في السياق، أخلت قوات الأمن بمحافظة الشرقية منزل الرئيس مرسي وأسرته وتم غلقه، كما تم إخلاء منازل أشقاء الرئيس وأقاربه تحسباً لأي هجوم، وفرضت قوات الأمن كردونا حديديا علي منزل مرسي، وتم اتخاذ كافة الإجراءات أيضا ببني سويف بعزبة المرشد محمد بديع. السويس "من الآخر" سادت حالة من الغضب أرجاء محافظة السويس خلال تظاهرات ذكري الثورة بعد احتشاد الآلاف بميدان الأربعين قادمين من مسيرات مساجد الغريب والشهداء والأربعين رافعين لافتات "الشعب يريد إسقاط النظام"، "عيش حرية عدالة اجتماعية "، "يسقط حكم المرشد". فيما نشبت مناوشات بين المتظاهرين وبعض مؤيدي الرئيس علي أثر اعتراضهم علي التظاهر مما دفعهم لترديد هتافات "الميدان للثوار"، "أحنا الاصل وهما الصورة"، "أطلعوا بره"، كما رفع المشاركون لا فتة كبيرة "ممنوع دخول الاخوان".