الأفعي تواصل بث سمومها نسبت صحيفة معاريف للسفيرة الأمريكية بالقاهرة آن باترسون تصريحات مضادها إن اليهود هم بناه الأهرام وأبو الهول ، وأن توت عنخ آمون يهودي الديانة ، كما إن اليهود هم أهل مصر وطردوا منها ، وهي كلها إفتراءات تجعلنا نشك أن تكون مصدرها السفيرة الأمريكية لانها تنم عن جهل بالغ وضحالة بالتاريخ ، خاصة وأن صحف العدو الصهيوني، دأبت على أختلاق أو تحريف تصريحات ، وإن كانت المحاولات اليهودية لتزوير التاريخ قديمة ولعلي أتذكر اللقطة التي جاءت في فيلم الوصايا العشر وكانت في الخمسينات من القرن الماضي وفيها كان يتحدث فرعون مصر إلى موسى الذي كان يعمل في بناء الهرم ، وهي عملية تضليل ممنهجة. ومن جانبه، أعلن الفريق حسام خير الله، المرشح الرئاسي السابق والضابط السابق بالاستخبارات المصرية، أن أكاذيب سفيرة أمريكا لا تستحق الرد ولكن الأمر يستحق التوضيح، وفقا للتاريخ وتسلسله: بنيت الأهرام خلال الدولة القديمة وفي فترة الأسرة الرابعة في عهد خوفو 2650 – 2589 قبل الميلاد ومن بعده خفرع ومنقرع أي في القرن 26-27 قبل الميلاد بينما جاء سيدنا إبراهيم أبو الأنبياء إلى مصر في فترة إحتلال الهكسوس لمصر و التي دامت حوالي مائة عام حيث تزوج من المصرية المأسورة الأميرة / هاجر وذلك خلال الدولة الحديثة 1570-1070 ووقنها لم تكن اياً من الديانات الثلاثة قد ظهرت على وجه البسيطة ، وهذه الدولة الحديثة تتضمن إخناتون ثم توت عنخ أمون ، ولنستوضح الأمور دعونا نتاول سلاله سيدنا إبراهيم بالعرض لنقف متى جاءت سلاله إبراهيم ومن نسله إسحاق إلى مصر وظهور الديانة اليهودية على يد سيدنا موسى عليه السلام . - تزوج إبراهيم 3 زيجات هم سارة ، وهاجر ،وقطور . - أنجب سيدنا إسماعيل من هاجر وهو أول الأبناء وأكبرهم والذي كانت له ذرية (أسباط) من 12 أبناً بدأت بعدنان وأنتهاءاً بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم . - أنجب من السيدة سارة بعد ذلك أسحق الذي كان له عيسو (أدوم) و الثاني يعقوب و الذي أطلق عليه إسرائيل وكان له 12 سبطاً هم : زلفه ، وبلهه ، وراصل ، وليئه ، وراوبين ، شمعون ، وزبولون ، ويساكر ، ويهوزا ، ولاوي ، يوسف ، وبنيامين ، امالاوي ، فأنجب قاهث ، الذي خلفه يصهر ، ثم عمرام ( عمران ) الذي أنجب كل من هارون وموسي عليه السلام . - كان من نسل يهوذا داود ، ثم أعقبه أبنه سليمان ، وصولاً إلى عيسى بن مريم عليهم جميعاً السلام . - ومن المعلوم ان نسل يعقوب ( الأسباط 12 ) قد جاءوا إلى مصر بعد تبؤ سيدنا يوسف لمنصب وزير فرعون وحتى هذا الوقت لم تظهر الديانة اليهودية حتى الجيل الرابع من ذرية لاوي . وعلى ذلك و بالعرض التاريخي السابق يظهر أنه حتى يعقوب نفسه لم يكن يهودياً ولا أبنائه جميعاً بما فيهم سيدنا يوسف وكانوا جميعاً على نفس النهج التوحيدي لذريه سيدنا إبراهيم أي أن الفرق في التاريخ ما بين الدولة القديمة والدولة الحديثة حوالي 1300 سنه الأمر الذي يقطع أولاً بأن الأهرامات وأبو الهول سابقة حتى مولد سيدنا إبراهيم بمئات السنين وأنها مصرية مائة في المائة ، كما ان مصر لم تكن موطناً أصيلاً لأصحاب الديانة اليهودية التي نزلت على سيدنا موسى بسيناء بعد خروجهم من وادي النيل ، ولست متعجباً من محاولات أنتشال الوطن المصري لإلصاقة باليهود فلهم سابقة أنتشال فلسطين ، ولكني كلي آسى على من يصدقون هذه الأكاذيب . وإذا صح ما نسب للسفيرة الأمريكية في مصر ، فأنها في هذه الحالة لا مقام لها في بلادنا وتصبح غير مرغوب فيها ، وآمل أن يصدر تكذيب منها لما نشرته صحيفة معاريف.