العقيد السوري / عبد الحميد عمر زكريا تخرجت من هذه الجامعة منذ حوالي ربع قرن و زرت العديد من أرقى جامعات العالم ، لكني أبداً لم أرَ مكاناً أجمل و أروع من جامعة حلب. و عندما كللت هذه الجامعة بالغار و المجد تاريخها العريق وأصبحت جامعة الثورة قام أبو جهل هذه الأمة و بكل وحشية بقصفها لإخماد جذوة الحرية فيها لكنها و من حيث لا يدري هذا السفاح حملت شرفاً آخر بأن أصبحت جامعة الشهداء فضلاً عن كونها جامعة الثورة. في ذلك اليوم الأسود الحزين و الذي غطت فيه الملائكة بأجنحتها البيضاء أفق السماء ارتقى اخوة لنا أعالي الفردوس و نالوا شهادة السماء قبل شهادة العلم و أناروا لنا درب الحرية و سبيل الكرامة ، فكانوا كغيرهم من الشهداء الذين صنعوا من اجسادهم الطاهرة الفواحة بالمسك و الريحان جسراً آمناً لتعبر عليه هذه الأمة إلى أرض الخلاص. لقد رحلوا إلى عالم الحق لكنهم سيبقون دائماً و أبداً منارة فخر واعتزاز للأجيال القادمة التي ستنعم بحرية دفع ثمنها أولئك الأبطال العظام و كل من سار و سيسير على دربهم.