عزيزتى الدكتورة مروة الشربينى : تحية طيبة وبعد،،، أعلم أن رسالتى هذه تحتاج لوسيلة إرسال خاصة، فالبريد الإلكترونى أو "البوسطة" لا يرسلان الرسائل إلى الدار الآخرة حيث تمكثين فى رحاب الحق ، ونمكث نحنُ فى رحاب الذل والبهدلة .. أكتب إليك رسالتى هذه وأنا أجلس على قهوة سعفان فى حارة فرغلى بالقرب من ميدان الجيزة، أرتشف الشاى الكُشرى المغلى ، وأعانى مرارةَ الإخفاق تلو الإخفاق .. وأتجرع كؤوس الإنتكاسات المتتالية .. ويحيط بى الدخان الأزرق المتصاعد من ألف مليون شيشة يمسك بها ألف مليون شاب مثلى .. .. أكتب إليكِ وعرقى يكاد يطفئ "الشيش" ، وخجلى يمتد ما بين المشرق والمغرب وأشعر بنفس شعور التلميذ الخائب الذى أضاع واجبه مرات ومرات إلى أن أكتشف أن ليس له مكان بين تلاميذ المدرسة .. عزيزتى مروة الشربينى .. لازالت ملامح الرعب والجزع التى إرتسمت على وجهك ، بينما يرفع السفاح "دابليو أليكسى" خنجره ليسلبك الحياة .. لازالت ملامح الكراهية والغل على وجهه .. تطعننى بألف سكين فى ظهرى ، وتقد مضجعى ، وتحرق أصابعى ، وتفقأ عينى .. لا زالت جثتك التى توسطت المحكمة ، وحجابك الذى إنسدل من على رأسك فكشف شعرك الأسود كما كان السفاح يتمنى .. لا زالت صرخات تتردد فى أذنى وتحرقنى وتشعل النيران فى صدرى المسلم مهيص الجناح .. لا تزال نظرة الإنكسار التى إرتسمت فى عيون "مصطفى" إبنك تحيلنى إلى ما يشبه السيجار المحروق .. يدوس على جبهتى ألف ألف حذاء .. عزيزتى مروة الشربينى .. فى الوقت الذى إستوقفك فيه السفاح فى ملعب الأطفال فى أغسطس الماضى ، كنت أحتفل أنا بعيد ميلادى .. تاركاً ورائى – كما فعل ألف مليون مسلم – شعوباً لازالت تكره الإسلام .. وأفراداً تعميهم الضغائن العنصرية وتحجب عنهم حقيقة الدين العظيم .. فى الوقت الذى كنتُ أحتفل فيه بعيد ميلادى كنتِ تقفين ضعيفة .. خجلانة .. أمام "دبليو أليكسى" وهو ينهرك ويصرخ فى وجهك متهماً إياكِ بالإرهاب ومسدداً الإهانات لإنوثتك وإسلامك وحجابك ، ولم يكن ذلك فى ساحة قتال أو ميدان المعركة ، وإنما فى ملعب الأطفال .. فكنتِ أنتى ضحيتى .. وضحية مسلمين .. وحُكّام مسلمين لم يدركوا حقيقةً أصبحت واضحة رغم بقائهم فى الحكم أكثر من ثلاثين عاماً .. عزيزتى مروة الشربينى .. فى الحقيقة لا أعتقد أن الشعب الألمانى يحمل حقدأ عليكِ أو كرهاً لكِ ، لكننى متأكد أن هناك أصابع ذات نجمة سداسية تحرك المشاعر دائماً ضد المسلمين ، هى نفسها ذات الأصابع التى تجرم معاداة السامية وإنكار الهولوكوست فى ألمانيا والعالم .. أخشى أن يضيع دمك بين المزايدين والمراهنين من وزير خارجية .. لسفير .. لقنصل ويكون حاصل جمع الصراخ إنجازاً يُحسب ل "الوطنى" وتبرئة للسفاح بعد إضافة النكهة المصرية عليه وإتهامه بالجنون .. عزيزتى مروة الشربينى .. أنتِ ضحية لما إبتدعته السياسة الأمريكية وسمته "الحرب على الأرهاب" الذى تحول من كلمة حق .. إلى كلمة حق يُراد بها باطل .. والذى أدى إلى دخول العالم إلى نفق مظلم صار المسلمون فيه أبناء البطة السودا .. وشُنت حملات شعواء لمتابعة المسلمين ومحاصرة مظاهر التزامهم بالإسلام من تحت لتحت ، فصار الحجاب والنقاب وصارت اللحية والجلبات علامة خطر لمجتمعات تم تغييبها إعلاميأ .. عزيزتى مروة الشربينى .. أسأل الله أن يرحمك ويحتسبك من الشهداء ، ويرحمنا من ذلنا الذى صرنا نحمله على أكتافنا ، حتى لو ذهبنا إلى بلاد العم مارك .. ولكِ جزيلُ الدعاء من مدونة الخال لأحمد الصباغ