أوباما وهاجل خلطة ما بين التحيز لصالح الحليفة اللدودة "إسرائيل، وإنقاذ وزارة دفاعه من الترهل على أساس من الحفاظ على الهوية الأميريكية، هي الوصف الأمثل للقرارات التى أعلنها الرئيس الامريكي باراك أوباما رسميا الاثنين، بترشيحه للسناتور الجمهوري السابق تشاك هاجل لشغل منصب وزير الدفاع ومستشاره لشئون مكافحة الإرهاب جون برينان لشغل منصب مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في ولايته الرئاسية الثانية. جاء إعلان أوباما خلال مؤتمر صحفي اليوم بالبيت الأبيض وانضم إليه فيه كل من هاجل وبرينان, ووزير الدفاع الحالي ليون بانيتا, ومدير الاستخبارات السابق دافع فيه عن هاجل وبرينان بقوة وسجلهما في الدفاع عن الولاياتالمتحدة. وكان أوباما قد أعلن من قبل ترشيحه للسيناتور جون كيري لتولي حقيبة الخارجية الأمريكية خلفا لهيلاري كلينتون التي أعلنت منذ وقت طويل عدم استمرارها في إدارة أوباما في ولايته الثانية. ويخلف هاجل وزير الدفاع الحالي ليون بانيتا, أما برينان فيخلف الجنرال المتقاعد ديفيد بيترايوس الذي استقال بسبب تورطه في علاقة خارج إطار الزوجية مع كاتبة سيرته الذاتية ويحظى برينان بثقة الرئيس أوباما وهو مطلع منذ أربع سنوات على جميع الملفات الهامة المرتبطة بالأمن القومي الأمريكي وسيكون قادرا على العمل فورا في قيادة وكالة الاستخبارات المركزية. وعلى عكس "برينان"، المحسوب على التيار اليميني المحافظ القريب من "إسرائيل"، فمن المتوقع أن يثير ترشيح هاجل ردود فعل معارضة داخل مجلس الشيوخ الذى يتعين أن يوافق على ترشيحة كي يتولى المنصب, وذلك بسبب رفضه فرض عقوبات على الدول التي صنفها الرئيس السابق جورج بوش ضمن محور الشر وهي إيران وكوريا الشمالية والعراق آنذاك بالإضافة إلى انتقاده الشديد لوزارة الدفاع الأمريكية التي وصفها ب المترهلة عام 2011 وقال إنها بحاجة إلى التقليم. من هو "هاجل" ولد السناتور تشاك هاجل في ولاية نبراسكا في الرابع من أكتوبر عام 1946 لأب من أصول إيرلندية وأم من أصول بولندية وتخرج من جامعة الولاية بعد حصوله على شهادة في التاريخ. وعمل هاجل في بداياته صحفيا في إذاعة محلية في أوماها, ثم انتقل إلى مجال الأعمال الخاصة حيث أسس شركة اتصالات صغيرة جنى من ورائها ثروة طائلة, لكن سرعان ما استهواه العمل السياسي فخاض غماره وهو ما يزال في بداية شبابه وبعد اانطلاق الحرب فى فيتنام 1955 قرر هاجل التطوع في صفوف الجيش الأمريكي برفقة شقيقه الأصغر توم, فذهبا معا إلى أرض المعركة وقاتلا جنبا إلى جنب, وقام هاجل بإنقاذ حياة شقيقه عندما تعرضت السيارة العسكرية التي كان يستقلها لانفجار ناجم عن لغم أرضي ورغم شجاعة هاجل فى حرب فيتنام رشحتة للحصول على وسامين عسكريين من نوع القلب الأرجواني عندما عاد إلى الولاياتالمتحدة, إلا أنه أصبح مناهضا للحروب بشكل عام. وأثار خبر قرب ترشيح هاجل لمنصب وزير الدفاع الأمريكي مخاوف بعض الأطراف السياسية في إسرائيل, وذلك بسبب دفاعه عن التفاوض المباشر مع حركة حماس التي تصنفها كل من الولاياتالمتحدة وإسرائيل كحركة إرهابية ولم تقف هذه المخاوف فقط عند حد الإسرائيليين بل إن بعض الساسة الأمريكيين المعروفين بدعمهم للدولة العبرية انتقدوا هاجل لنفس السبب. وقد نظمت هيئات وجماعات ضغط موالية للكيان الصهيوني في الولاياتالمتحدة حملة ضد تعيين تشاك هاجل، لأنه رفض التوقيع على رسالة دعم لإسرائيل خلال قيامها بشن عدوان وحشي ضد قطاع غزة في 2008 أسفر عن استشهاد 1400 فلسطينى وقتل10 من جنود العدو الصهيوني. من هو "برينان" يعد جون برينان الذي تم ترشيحه الاثنين ليصبح المدير القادم لوكالة الاستخبارات المركزية الامريكية سي آي إيه، والذي يعمل مستشارا لشؤون مكافحة الارهاب ونائب مستشار مجلس الامن القومي واحدا من أقرب مستشاري الرئيس باراك أوباما. برينان -57 عاما - كان قد أخذ جانب أوباما عندما قرر شن الغارة التي أسفرت عن مقتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن", وفي الاعوام الاربعة الماضية كان يعقد إجتماعات منتظمة يومية مع أوباما لإطلاعه على تفاصيل العمليات المهمة, ويعتبر مقتل بن لادن من أكبر نجاحات برينان على مدى 25 عاما من مشوار عمله بوكالة سي آي إيه, كما لعب برينان أيضا دورا محوريا في إستخدام الطائرات بدون طيار لإستهداف الأشخاص الذين يشتبه أنهم إرهابيون في باكستان واليمن والصومال. وفي إطار برنامج لوكالة الاستخبارات المركزية جرى تنفيذ مئات الهجمات بواسطة الطائرات بدون طيار على أهداف في شمال غرب باكستان منذ عام 2004. وفي العام الماضي قام برينان بشرح علني للهجمات بإستخدام الطائرات بدون طيار حيث وصفها بأنها أخلاقية وعادلة. برينان تولى منصب المدير التنفيذي للمركز الوطني لمكافحة الارهاب عام 2004, وعلى الرغم من أنه عمل مع الرئيس السابق جورج دبليو بوش إلا أنه أيد أوباما في إنتخابات 2008 وعندما تولى أوباما منصبه الرئاسي في ذلك الحين فكر في ترشيحه لمنصب مدير ال سي آي إيه إلا أن برينان إنسحب من المشهد إثر اتهامه بالاخفاق في منع إستخدام أساليب الاستجواب مثل الايهام بالغرق في حين أنكر برينان تلك الاتهامات. يبدو برينان فظا أحيانا خلال اللقاءات العامة ويعتبر متشددا ولكنه على قدر من الذكاء الحاد, كما أنه يعد خبيرا بشؤون الشرق الاوسط ويجيد اللغة العربية، حيث أنه رأس فرع وكالة الاستخبارات المركزية في السعودية ويقول البعض ان هذة الخلفية تجعله مرشحا مثاليا لخلافة ديفيد بترايوس الذى ال من منصبه في أعقاب تورطه في فضيحة جنسية مدوية.