نظمت مكتبة مصر العامة بدمنهور أمسية ثقافية بالتعاون مع جمعية رابطة محبي المسيري بالبحيرة بحضور د.محمد جمال حشمت عضو مجلس الشوري وعضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة . بدأت الأمسية بعرض فيلم وثائقي عن أهم إنجازات المكتبة خلال الفترة الماضية ، وأعقب الفيلم كلمة ترحيب من أحمد هواش – مدير المكتبة – وكامل رحومة – رئيس رابطة محبي المسيري بالبحيرة – بالدكتور جمال حشمت.
بدأ د.حشمت كلمته باستعراض الأسباب التي أدت إلي قيام الثورة المصرية بدءاً من مطالبة نشأت القصاص – أحد أعضاء مجلس الشعب عن الحزب الوطني المنحل – بإطلاق النار علي المتظاهرين وذلك خلال إبريل 2010 .
وأوضح حشمت أنّ الفساد في مصر وصل قبل الثورة إلى حد لا يُطاق ، مؤكداً وصول الفساد حتى النخاع في معظم مؤسسات الدولة ، مشيراً إلى أنّ القضية ليست إسقاط رأس النظام وإنما إسقاط النظام بالكامل وإعادة بناء نظام جديد .
ونوه حشمت إلى أنّ الثورة ينتج عنها ما يُسمى بالشرعية الثورية التي تستمر لفترة مؤقتة ، ويبقي بعدها ما يُعرف بالحالة الثورية ، وعرض حشمت للعديد من أحداث ثورة 25 يناير موضحاً أنّ الثورة المصرية قامت وليس لها رأس محدد بالإضافة إلى عدم تبلور فكرة كاملة عن خطة التغيير المجتمعي عقب نجاحها .
وأوضح حشمت أنّ الفترة الانتقالية شهدت محاولة مستميتة من قبل المجلس العسكري لإعادة إنتاج النظام السابق بصورة مُحسنة ، ولكنها في نهاية الأمر فشلت بسبب الوعي الشعبي المتزايد والرافض حينذاك لتلك الرغبة .
وعرض حشمت للعديد من العوامل التي أدت إلى قيام الثورة المصرية منها صورة الدولة الضعيفة أمام العالم حتى وصل الأمر أن يصفنا عدونا الأول بأننا كنز إستراتيجي له بالإضافة إلي التوتر الحاد الذي كان يسود بين النظام الحاكم والقوي السياسية والشعبية وأيضاً التبعية الهيكلية لأمريكا وهذا جميعه أدى إلى اهتزاز شرعية النظام بسبب حالة الطوارىء المفروضة على مدار ثلاثين عاماً بالإضافة إلى تزوير جميع الانتخابات التي تمت في العهد الماضي وهو ما أدى في نهاية المطاف بنشأة الدولة البوليسية التي تسلطت على الشعب وقهرته واستنزفت جميع ثراوته .
وقال حشمت أنّ النظام الحالي الذي استلم الدولة حديثاً استلمها دولة منهارة وفاشلة وذلك حسب التصنيف العالمي الذي وضع مصر في المرتبة 38 للدول الفاشلة في العالم ، مؤكداً أنّ من يتحمل ذلك الفشل هو النظام السابق الذي أورثنا تلك التركة الفاسدة .
ومن ناحية آخري قال حشمت أنّ هناك من يعتنق الديمقراطية الليبرالية والتي تؤمن في أدبياتها أنه كلما زادت نسبة المشاركة الشعبية في التصويت هدد ذلك الاستقرار المجتمعي ، موضحاً أنّ تلك الفكرة أدت إلى احتقار بعض الليبراليين إلى الأميين والمطالبة بمنعهم من التصويت في الاستفتاء وهو ما أدى في نهاية المطاف إلى زيادة شعبية التيار الإسلامي الذي يعمل ليل نهار في الشارع بين الجماهير .
وعرض حشمت خلال الندوة لمراحل التحول الديمقراطي والتي تسير بثلاث مراحل أولها مرحلة إسقاط النظام القديم بالكامل , ثم يتبع ذلك البدء في الفترة الإنتقالية لإعادة ترتيب الاوضاع من جديد , ثم تنتهي إلى مرحلة الإستقرار والرسوخ والتي تشمل إقرار الدستور واكتمال المؤسسات .
وختم حشمت حديثه باستعراض أبعاد التحول الديمقراطي والتي تشمل ثلاثة أبعاد أولها البعد الثقافي والذي يحتوي على علاقة الفرد بالسلطة وعلاقة السلطة بالأحزاب السياسية وعلاقة الفرد بالعلمية السياسية مؤكداً في الوقت ذاته حاجة مصر الملحة إلى التوافق والتعاون بين جميع أبناءها لبناء مصر الحديثة .
وأوضح حشمت أن البعد الثاني للتحول الديمقراطي هو البعد الهيكلي والذى يشمل علي بناء المؤسسات الجديدة وإقرار الدستور وإعادة هيكلة معظم المؤسسات مع مبادىء الثورة ، أما البعد الثالث فهو السياسات والذي يشمل على تغيير القوانين التي تحتاج إلى تعديل وإلغاء القوانين الفاسدة واستحداث القوانين الضرورية لاستكمال الثورة .