لم استمع إلي خطاب الرئيس اليوم بسبب انقطاع التيار الكهربائي ولكن قراءته وتمعنت في كلماته فهو من الخطابات القلائل التي قراءتها بإمعان شديد لأن الخطاب متناسق ومعبر ومحدد للخطط التي ينبغي أن توضح للناس دائماً فالشفافية والوضوح والصراحة هي عنوان المرحلة الراهنة وبدون الصراحة والمصارحة فلن نجني ثماراً للثورة ونتمنى مزيداً من توضيح الحقائق والرد علي ما يقال وينشر وعدم ترك الناس تضرب أخماس في أسداس .. فالتأكيد علي دعوة الجميع للحوار الوطني الجاد والهادف من أجل الصالح العام لهو ضرورة ملحة من أجل العبور من هذه الفترة الحرجة التي تمر بنا من عمر الزمن .. ورغم دفاعه عن أداء الحكومة في الفترة الوجيزة الماضية فإنه لم يمر مر الكرام علي التغيير والتبديل فالتغيير سنة الله في كونه ويحتاج إلي الصبر والتدرج .. كما طمأن الجميع حول ما يثار ويقال هنا وهناك عن البنوك وعن ارتفاع معدل السيولة وعن دخل قناة السويس ..الخ . وقد قال بالحرف الواحد:" فكيف لدولة مثل مصر يقال عنها أنها سوف تفلس ...الخ .وهذا هو الطبيعي أن يطمئن الجميع علي غده ورزقه وبخاصة في مصر بلد الأمن والأمان كنانة الله في أرضه فرغم أنها تنهب عبر أنظمة عديدة ومع ذلك فهي تقف شامخة عزيزة برجالها وثرواتها البشرية .. . ولا عجب ولا غرابة في ذلك فقد قال عنها عمرو بن العاص وهو يصفها لعمر بن الخطاب :"إنها درة ياقوته لو استخرج السلطان كنوزها لكفت الدنيا بأسرها " فإذا ما حدث خلل في الاقتصاد بين الحين والحين فإنما هو سوء إدارة وتخطيط من القيادة السياسية والحكام الظلمة .. وتطرق السيد الرئيس للحديث حول قناة السويسوسيناء وطمأنة الجميع عن هذا الشريان الحيوي الهام وعن أرض الفيروز وقطع كل الشكوك حول ما كان يحاك ويتردد من بيع القناة أو تأجيرها ..أو بيع واقتطاع جزءً من سيناء لهؤلاء أو هؤلاء.. ولكن في وضوح وصراحة أشار السيد الرئيس إلي استمرار العمل في تنمية قناة السويس وإعمار سيناء.. وكم كنت أتمني أن يعلنها صراحة أن يكون التعامل بهيئة القناة بالجنيه المصري وليس بالدولار .. وجاء الحديث عن المشروعات الأخرى كاستصلاح الأرض الزراعية والمشروعات الصناعية صريحاً وواضحاً من أجل خلق فرص عمل للشباب المصري .. وفي إشارة واضحة كان لابد منها ولابد من التأكيد عليها عملياً هي لم الشمل العربي والوحدة العربية والإسلامية مع جميع الدول ..والتأكيد علي مصالحة شاملة بين الجميع حتي مع أبناء القطر الواحد سوريا ووقف نزيف الدم العربي ..وتحديد مصيرهم واختيار قادتهم بنفسهم ..والحفاظ علي وحدة الأرض السورية .. ثم اختتم حديثه بتذكير الشعب بقوله :"إننا اليوم نصنع مستقبلنا بأيدينا , مستقبل مشرق براق لتكون مصر كعهدها دائما صانعة للحضارة ملهمة للإنسانية. , وهو ما يجب أن لا ينساه الشعب المصري العظيم حتي نعيد أمجادنا وحضارتنا التي تمتد علي مدي ألاف السنين ..