انعقد المؤتمر العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب في دورته الخامسة والعشرين، في المنامة عاصمة مملكة البحرين، بين 22 و25 كانون أول/ ديسمبر 2012 برئاسة الأستاذ محمد سلماوي الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب وحضور أربعة عشر وفدًا ممثلاً للاتحادات والروابط والأسر والجمعيات الأعضاء، وبعد استعراض شامل وعميق للمتغيرات التي يشهدها الوطن العربي على الصعد كافة، ومراجعة التأثير المحتمل لكل ذلك على واقع المثقفين والأدباء والكتاب، وقبل ذلك على واقع الدول العربية وتطلعات شعوبها المشروعة إلى تحقيق قيم الحرية والعدل والاستقرار المبني على توفير الحياة الكريمة للمواطن العربي في كل مكان، خلص المجتمعون إلى ما يلي: 1- يجدد الاتحاد العام مطالبة الجهات المعنية الرسمية والشعبية في أقطار الوطن العربي كافة بضرورة التصدي للخطاب التكفيري والإقصائي الذي تكون عناصره مهددة للأمن القومي الثقافي وللوحدة الوطنية، وأن يترافق مع ذلك الترشيد والحكمة. 2- يراقب الاتحاد العام ما يجري في الساحات العربية خصوصًا بلاد الثورات العربية منذ العام 2010، بعين المتابع الفخور بالمنجز من ناحية، والقلق من ناحية ثانية لجهة المحافظة عليه من دون تشويه أو استلاب، ومن دون إخضاع لرأي جماعات أو أحزاب بينما تستبدل أو تحاول أن تستبدل ديكتاتورية الفرد بديكتاتورية التوجه الواحد. ويؤكد الاتحاد العام بهذا الصدد على حق الشعوب في الوصول إلى حقوقها بالوسائل المشروعة، خصوصًا تلك المتصلة بالحياة الديمقراطية، والحريات العامة، والعدالة الاجتماعية والسياسية. 3- يؤكد الاتحاد العام على ضرورة تكريس فكرة الدولة المدنية، والنظر إليها كمشروع قومي ووطني قابل للتطبيق بتهيئة جميع أسبابه ووسائله، بحيث تبنى الدول على أساس مبدأ المواطنة، مع نبذ نزعات التطيف والتمذهب والانحياز إلى العصبيات والمصالح الضيقة، وكذلك العمل على تحقيق البيئة الوطنية والحقوقية للمكونات الاجتماعية. 4- مواجهة مخاطر التهويد التي تزداد على القدس وعموم فلسطينالمحتلة، مع حث الدول العربية، قياداتٍ وشعوبًا، على دعم مقاومة الاحتلال، وتوفير كل ما من شأنه إسناد صمود أهلنا في الأرض المحتلة. ويبارك الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب حصول فلسطين عضوية مراقب في الجمعية العامة للأمم المتحدة كخطوة أولى نحو التحرير الناجز. 5- يتصل بذلك موضوع مقاومة التطبيع، وهو أحوج ما يكون إلى العمل الجدي نحو تعزيز نشر ثقافته، ومواجهته بكل أشكاله، وأن تعمل المؤسسات الوطنية في الدول العربية خصوصًا ذات الاختصاص الأكاديمي والفكري والثقافي على ترسيخ القضية الفلسطينية باعتبارها القضية الأولى ذات الأولوية المطلقة، مع حشد كل الإمكانيات المادية والمعنوية لنصرة الشعب الفلسطيني ونيل حقوقه في محيط شرس من الاحتلال والاضطهاد والمضي أشواطًا بعيدة في الاستيطان. 6- يرفض الاتحاد العام التدخلات الأجنبية في أي شأن عربي، ويرجو لمناطق التوتر والنزاع في الوطن العربي التوصل إلى معالجات داخلية عبر الحوار الحر غير المشروط، بحيث يكون الحوار حالة مستمرة وغير طارئة؛ وفي هذا السياق ينظر الاتحاد العام إلى ما يجري في سورية بقلق شديد، ويدعو الأطراف جميعًا إلى الحرص على صون الوطن، واستقلاله، وتجاوز حالة القتل اليومي والمجاني، مع التأكيد على حق الشعب السوري في حاضر ومستقبل يتيحان الحياة الديمقراطية الكريمة. 7- يطالب الاتحاد العام الأشقاء العرب بضرورة العمل لصيانة وحدة السودان الشقيق واستقلاله الوطني، وذلك بالتأكيد على وحدة ترابه الوطني، حيث هو مستهدف من قوى خارجية على رأسها الكيان الصهيوني الذي وصل قصف طائراته إلى الخرطوم العاصمة. 8- يؤكد الاتحاد العام على أهمية الالتزام بقيم الهوية الثقافية العربية الجامعة من خلال وعي شروط هذه الهوية إزاء التحديات والمخاطر التي تواجهها الأمة من مشاريع تهدد وجودها البنيوي، ويدعو المثقفين والمبدعين العرب إلى الرد على التحدي بأعلى درجات المسئولية القومية والأخلاقية من خلال الجهد المشترك، والحرص الشديد على التزام الحريات العامة، وتنوع المكونات الوطنية والمجتمعية. 9- يؤكد المؤتمر العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، وهو ينعقد في مملكة البحرين، التي كانت ومازالت تمثل للعرب جميعًا أحد منابع ثقافتهم وحضارتهم عبر دورها الثقافي والتنويري طيلة سنوات طويلة وعقود، على أهمية تكريس هذا الدور انطلاقًا من عروبة هذا البلد الأصيل؛ بعيدًا عن النزعات الطائفية أو الانتماءات المشكوك فيها، مع ضرورة التعاون لضمان أمن واستقرار البحرين، وضمان وحدة شعبها الذي كان طوال تاريخه مثالاً يحتذى في احترام التعددية. وعلى صعيد البيت الداخلي للاتحاد العام، فقد جرت في هذا المؤتمر العام مراجعة للنظام الأساس، استحدثت معها مراكز ومهام وأدوار جديدة، ما يؤدي إلى مشاركة أوسع من قبل مكونات الاتحاد. ويرحب الاتحاد العام بما تم في بداية هذا الشهر من إحياء لاتحاد كتاب عريق هو اتحاد كتاب أفريقيا وآسيا الذي كان للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب دور فاعل في إتمامه، بما يمثله من تمكين لشعوب هاتين القارتين ممثلين في أدبائهما وكتابهما، آملاً أن يكون هناك تعاون أوثق في المستقبل بين الاتحادين العريقين. ويشكر الاتحاد العام مملكة البحرين قيادة وشعبًا على حسن الضيافة ورحابة الصدر، حيث أسهمت الأجواء المتاحة في إنجاح حوارات المؤتمر، وبالتالي الوصول إلى نتائجه المثمرة. ختامًا: يدعو المؤتمر العام الخامس والعشرين للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب الدول العربية كافة إلى احترام أدبائها وكتابها، فهم ضميرها الناطق، وصوتها المعبر عن همومها وأحلامها، ولا يفوته دعوة الدول العربية التي لا توجد فيها تمثيليات أو تنظيمات للأدباء والكتاب إلى الإسراع في إشهار التمثيليات التي تعتبر حقًّا مشروعًا للأدباء والكتاب، وفي الأمثلة الشاهدة النموذج دولة قطر التي ينتظر أدباؤها إشهار جمعيتهم أو اتحادهم، والمملكة العربية السعودية، وكذلك ليبيا التي تفتقد الآن الرابطة الأدبية الواحدة المعبرة عن الجسم الإبداعي كاملاً. والله الموفق،،،