فى الوقت الذى اعتبر فيه كثير من النخب القبطية والمهتمين بالشأن الكنسى فى مصر العديد من المظاهر والتصارعات التى يضطرب بها المشهد القبطى العام حاليًا أنها مجرد تخبطات وضع يبحث عن خليفة لقائد فى حجم البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بما يتمتع به من شخصية كاريزمية لدى المصريين أقباطا ومسلمين، وشخصية سياسية محنكة إلا أنه ظهرت مؤخرًا عدة "جروبات" ومدونات ألكترونية على غرف "الفيس بوك" عبر شبكة الإنترنت تسب وتقذف شخص البابا وتتهمه بأفظع الاتهامات مثل الإثارة وترويج الفتن وأنه الوحيد فى تاريخ الكنيسة الذى أتى من جذور إسلامية ونسب إسلامى خالص. فقد ظهر مؤخرًا "جروب" غريب غير معلوم المنشأ على الفيس بوك مجهل لأسماء أعضائه إلا أنهم "شباب مسيحيين" تحت عنوان "نظير رمضان المعروف باسم البابا شنودة" يتهمونه بالخيانة والنصب، فضلا عن عبارات واتهامات يعاقب عليها القانون. وقد حرص أعضاء ذلك "الجروب" المجهولين على إرسال بعض البيانات والتصريحات التى توضح فكرهم المراهق فى رسائل الكترونية الى العديد من الصحفيين والإعلاميين. وقد جاء آخر بيان لهم أمس موقع باسم "صموئيل إسكارس" نصًا بعد حذف عبارات السب والقذف: "الرجاء أن نبتعد عن ترويج الخداع والكذب لشخص مثل نظير رمضان المعروف باسم البابا إن هذا البابا شنودة رجل "...." وغير مسيحى وسرق ما لا يحق له فيه بادعائه أنه البابا القبطى وهو الرجل الأكذوبة الذى زرعته الأنظمة العربية المتأسلمة للقضاء على الشعب القبطى". وبعد وصلة سب وقذف من العيار الثقيل، والذي أقل وصف له بأنه وقح، يواصل البيان تأكيده على أن البابا شنودة لم يتحدث ولو مرة واحدة عن أعمال الإرهاب ضد الأقباط من خطف البنات واغتصابهن وأسلمتهن بالقوة، وأنه تآمر فى تصفية الأديرة القبطية بل كان وراء الغارات التى يشنها نظام مبارك الإرهابى على القوى والتجمعات القبطية، وأنه زرع ما لا يقل عن 60 أسقفا مزيفا من غير المسيحيين المسلمين. ويتساءل صموئيل فى ختام بيانه عن كيفية إطلاق لقب "البابا" على شخص عرف الجميع أن أباه اسمه رمضان وأخويه يدعيان عبد الرحمن ومحمد؟ وفى المقابل ظهر خلال هذا الاسبوع "جروب" حديث المنشأ على الفيس بوك أيضًا تحت عنوان "البابا شنودة حبيبنا" وكما هو واضح من بياناته أن أغلب أعضائه من الإناث والفتيات المسيحيات. ويطالب ذلك الجروب بتغيير المادة الثانية من الدستور وكذا يطالب بقانون موحد لبناء دور العبادة وغيرها من المطالب المعلومة لأقباط مصر، ولكن أهم ما جاء به هذا الجروب فى بياناته الخاصة هو تأكيده على أن تعداد أقباط مصر تعدى الثلاثين مليون مسيحى حيث أكد نصًّا على أن: "سيدنا البابا أعلن أن عدد الأقباط الأرثوذكس فى مصر 12 مليونا بحسب التعداد الذى تجريه الكنيسة الآن من أجل الخدمة والافتقاد". ويؤكد بيان "الجروب" أن ذلك التعداد سوف ينتهى عند رقم 18 مليون مسيحى أرثوذوكسى مصرى، ثم يضيف عدد 6 ملايين مسيحى مصرى آخرين هم مجموع أقباط الكاثوليك وطوائف الإنجيليين لينتهى البيان إلى ان مجموع أقباط مصر بالداخل 24 مليون نسمة، بالإضافة إلى ما يزيد على 6 ملايين نسمة هم أقباط مصر المهاجرين خارجها إلى دول استراليا وكندا وأمريكا ودول الاتحاد الأوروبى أكثر الدول استقبالا لأقباط مصر.