مثلما حدث من قبل وقامت الحكومة بنقل الحجر البيطرى من "دراو" إلى مدينة أبوسمبل بحجة الحفاظ على البيئة من التلوث وحماية الأهالى من الأمراض، تتجه النية الآن إلى إلغاء سوق الجمال نهائيًا من "دراو" خاصة بعد تناقص أعداد الجمال القادمة إلى سوق دراو من السودان بعد إنشاء سوق الثلاثين وحجر بيطرى أبوسمبل وبحجة أن سوق "دراو" أيضا موجود فى منطقة سكنية مزدحمة بالسكان ويؤدى إلى انتشار الأمراض وهو الأمر الذى يتنافى مع الواقع المعروف فى "دراو" من عشرات السنين، فالأهالى يتاجرون فى الجمال دون أن يصابوا بأى أذى. هذا ما أكده قول سراج الدين صادق مدير عام المحاجر البيطرية من أن الجمال تحجز فى حجر أبوسمبل لمدة 10 أيام للتأكد من خلوها من أى أمراض وبائية خاصة "حمى الوادى المتصدع" وقبل مصر تحتجز فى "دنقلا" بالسودان لتأخذ شهادة تفيد خلوها من الأمراض. إذن القصة ليست أمراض ولكن هناك يدًا خفية تسلب قوت 15 ألف نسمة معظمهم من الشباب فى "دراو" كانوا يعيشون على تجارة الجمال، الأمر الذى جعل أهالى دراو يطالبون المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة بإعادة فتح ملف سوق الجمال مرة أخرى ويطالبون اللواء مصطفى السيد محافظ أسوان بالتدخل لمنع نقل سوق الجمال من أجل تطوير وتجميل المدينة بسبب خوفهم من ذهاب تجار الجمال من المحافظات إلى الحجر البيطرى بأبوسمبل مباشرة دون المرور على دراو وهو ما قد يحدث في الأيام القادمة، "ملف" نفتحه من جديد قبل أن نحصد كوارث جديدة واضطرابات فى دراو أسوان نتيجة قطع أرزاق الغلابة. قال سيد أحمد حامد أحد تجار الجمال فى دراو: دخلنا الوحيد من هذه التجارة خاصة وأن سوق دراو كانت تستقبل يوميا ألفي جمل قادمة من السودان، أما الآن فدراو تستقبل ألف جمل فى الأسبوع وليس فى اليوم، ورغم ذلك نعتمد على الرزق البسيط الذى يأتى منها، وأضاف: إن الجمال السودانية التى تأتى من غرب السودان يتسلمها الوكلاء المصريون عند منطقة أدفين حيث تمنع السلطات المصرية الرعاة السودانيين من الدخول إليها وبعدها تظل الجمال فى الحجر البيطرى بأبوسمبل لإجراء الفحوص للتأكد من خلوها من الأمراض. وأضاف عبادى عبد الله وكيل تجارة مصرى: لدينا مخاوف من لجوء تجار الجمال من جميع المحافظات إلى حجر بيطرى أبوسمبل لشراء الجمال مباشرة قبل أن تأتى لسوق دراو، الأمر الذى يؤدى إلى خراب بيوتنا، مؤكدًا أن هناك نية لإغلاق السوق ونقله لأبوسمبل كما أغلق الحجر البيطرى ونقل من قبل، مشيرًا إلى أن ما ردده المسئولون فى دراو عن أسباب نقل الحجر البيطرى لأبوسمبل للخوف من نقل الأمراض للسكان غير صحيح، مطالبًا محافظ أسوان بعودة الحجر البيطرى كما كان من قبل وبقاء سوق الجمال، نافيًا عدم تأثر تطوير المدينة بذلك. وذكر صابر الحرس: أن 150 ألف نسمة فى دراو معرضون للتشرد بعد القضاء نهائيًا على تجارة الجمال الأمر الذى أدى إلى زيادة أعداد البطالة، مشيرًا إلى أن السوق الحالية لا تمثل أكثر من 10% من أعداد الجمال التى كانت تأتى إلى دراو، مطالبًا وزير التجارة والصناعة بفتح ملف استيراد الجمال السودانية والذى تحتكره شركة واحدة منذ عهد جمال عبد الناصر.