غادرت قافلة "شريان الحياة 3" المتجهة إلى غزة ميناء العقبة الأردني في طريقها إلى سورية بعد رفض السلطات المصرية السماح لها بالعبور عبر ميناء نويبع وإصرارها على دخول القافلة عبر ميناء العريش وقد تعهدت الحكومة التركية بتحمل نفقات الرحلة إلا أن منظمي القافلة أعربوا عن مخاوفهم من اعتراض طريقهم في المياة الدولية من قبل البحرية الاسرائيلية قبل وصولها إلى ميناء العريش المصري. وقبل المشرفون على القافلة الطلب المصري بالتوجه الي ميناء العريش عبر سورية والبحر المتوسط ثم قناة السويس بعدما رفضت السلطات المصرية دخولها عبر ميناء نويبع. لكن منظمي القافلة اشترطوا حصولهم على ضمانات مكتوبة من السلطات المصرية بدخول القافلة إلي غزة عبر ميناء العريش بكل محتوياتها دون اطلاع أو تعامل مع الجانب الإسرائيلي. وترفض السلطات المصرية إعطاء هذه الضمانات بحجة أن هؤلاء أفراد وليسوا دولا أو كيانات اعتبارية. وقد التقى موفد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان القنصل المصري بمدينة العقبة الأردنية للتباحث حول الضمانات والشروط المصرية. ويقول منظمو القافلة إن تعديل مسارها سيكلفهم أكثر من نصف مليون دولار بسبب إعادة الإبحار مرة اخري لمدة ثلاثة أيام حتى الوصول إلي ميناء العريش وإنهم سيتحركون صوب سوريا بمجرد توصلهم الي إتفاق مع الجانب المصري حول تلك الضمانات. وتتألف القافلة من 250 شاحنة من المساعدات إلى الفلسطينيين في قطاع غزة، ويشارك فيها نحو أربعمائة ناشط من سبع عشرة دولة كانوا يخططون للوصول إلى غزة في الذكرى الأولى للحرب الإسرائيلية على القطاع. إلى ذلك، لايزال نحو ثلاثمئة من نشطاء مسيرة " الحرية لغزة" الفرنسيين يعتصمون أمام مبنى السفارة الفرنسية في القاهرة لليلة الثانية على التوالي وسط طوق كثيف من قوات الأمن المصرية. وفي اتصال هاتفي مع مراسلنا في القاهرة عبد البصير حسن، قال نيكولاس شاشاني، أحد منسقي الحملة لبي بي سي، إنهم لم يتلقوا أي أنباء جديد تفيدة بإمكانية تحركهم إلى العريش، كما وُعدوا من قبل. كما أشار الى أنه "لاتوجد اتصالات لهم مع أي أطراف سواء السفارة الفرنسية أو السلطات المصرية أو الشركة الناقلة، وإنهم مضطرون للبقاء في مكانهم لمدة لايعلمون إلى متى تطول" وقالت أوليفيا زيومور، رئيس الفرع الفرنسي لجمعية " فلسطين أوربا" التى ينتمي اليها المعتصمون والمسؤولة عن الوفد لبي بي سي عبر الهاتف" إنهم تلقوا من السفارة الفرنسية مايفيد بأنها عاجزة عن فعل شئ لهم وإنه ليس بإمكان المجموعة التوجه إلى غزة، وإن السفارة تجرى محادثات مع الحكومة المصرية والحكومة الفرنسية للتوصل إلى حل للمشكلة." وعن أي اتصالات مع الشركة المتفق معها لنقلهم إلى العريش قالت " إن الشركة تقول إنه ليس لديها إذن بنقلهم من دون توضيح الجهة التى تحصل منها على هذا الإذن" وأشارت إلى أن السفارة الفرنسية اقترحت عليهم الانتقال للكلية الفرنسية بالقاهرة للاقامة هناك لحين إعادتهم الى فرنسا، لكنهم رفضوا الفكرة متشبثين بالبقاء على اعتصامهم حتى تتوافر لهم الحافلات التى تقلهم الى العريش ومنها إلى معبر رفح. وأضافت أنهم " يتراصون بالعشرات لقضاء حاجتهم لليوم التالي على التوالي، من خلال دورة مياة واحدة أتاحتها لهم السفارة الفرنسية." وبالنسبة للطعام والشراب قالت " تسمح قوات الأمن المصرية بخروج اثنين من المجموعة لشراء الطعام والشراب على نفقتنا الخاصة. مشيرة إلى أنه لم تحدث أي مشاحنات بينهم وبين رجال الأمن المصريين حتى الآن." كانت الخارجية المصرية قد حذرت الأسبوع الماضي تحالفات دولية مناصرة لغزة من التوافد إلى مصر للتوجه إلى رفح إلا بتنسيق مسبق واتباع القواعد المصرية في هذا الشأن.