تشهد مدينة جدة ، التي تعد بوابة المملكة العربية السعودية- حركة عمرانية نشطةً قوامها مجموعة متنوعة من المشاريع التي تهدف إلى تحقيق التوازن الأقصى بين مكونات البنية التحتية للمدينة- سواء كانت قيد التنفيذ حالياً أم أنها أصبحت في مراحل متقدمة من حيث الإعداد. وتقوم الحكومة المحلية بتطبيق برنامج شامل لإعادة الإعمار للعشرين عاماً القادمة بما يتضمن مبادرات مثل مبادرة تحسين منطقتي خزامى والرويس ومبادرة إعادة تأهيل المناطق المركزية والتاريخية في المدينة، بالإضافة إلى العديد من المشاريع الضخمة مثل مشروع مدينة الملك عبد الله الاقتصادية الذي تبلغ قيمته 99.75 مليار ريال سعودي ومشروع تلال جدة الذي تبلغ قيمته 42 مليار ريال سعودي. ويعد معرض "سيتي سكيب جدة 2010"، أبرز الفعاليات المتخصصة في مجال الإستثمار والتطوير العقاري في المملكة والمقرر إنعقاده خلال الفترة بين 7 ولغاية 9 حزيران/يونيو القادم في مركز جدة للمنتديات والفعاليات، حيث سيتم من خلاله الكشف عن فرص هامة فيما يتعلق بمبادرات إعادة إعمار مدينة جدة. وسيقوم أكثر من 100 من المستثمرين والمطورين العقاريين المحليين والعالميين وشركات الخدمات بعرض العديد من المشاريع والخدمات ذات الصلة والتي التي تم إقرارها من قبل وزارة التجارة وبدعمٍ من غرفة الصناعة والتجارة في جدة. وقال طارق تلمساني، الرئيس التنفيذي ل "شركة جدة للتنمية والتطوير العمراني" (JDURC)، وهي شركة خاصة تم إنشاؤها من قبل أمانة محافظة جدة لقيادة مشاريع التجديد في المدينة: "ستسهم مشاريع التطوير الكبرى في تحويل المدينة وتطوير البنى التحتية في مختلف المجالات على مدى العقدين القادمين، مما يوفر المزيد من الفرص الإستثمارية الرائدة والشراكات الإستراتيجية الواعدة." وستحظى جدة بنسبة كبيرة من إجمالي مشاريع التطوير العمراني التي يجري العمل بها في المملكة حالياً والبالغة قيمتها 1 تريليون ريال سعودي. وتعد مدينة جدة، ثاني أكبر مدينة في المملكة، نقطة العبور الرئيسية إلى أهم الصروح الدينية الإسلامية. وتجري حالياً عملية فحص دقيق لبنيتها التحتية لتحقيق أفضل مستويات الضيافة للحجاج ولإعطاء الزخم للنمو التجاري فيها ولكفاية حاجات السكان الذين تزداد كثافتهم بمعدل 20 إلى 28 بالمائة سنوياً. ويتطلب النمو الذي شهدته هذه المدينة، التي تحولت من ميناء تقليدي إلى مدينة كبرى، تنمية متوازنة بين مختلف مناطقها، حيث ازداد عدد سكان مدينة جدة خلال الأعوام الستين الماضية مائة ضعف وتوسع حجمها 1000 ضعف. وقال ديب مرواها، مدير معرض "سيتي سكيب السعودية": "تحتاج مدينة جدة لبناء حوالي خمسة ملايين وحدة سكنية جديدة كي تواكب الطلب المتزايد على المساكن خلال السنوات العشر القادمة. كما تحتاج إلى إعادة توجيه مخططات نمو بنيتها التحتية في إطار تحقيق الاستدامة في نموها مما يتطلب استثمارات ضخمة جديدة. وتلعب المنتديات مثل سيتي سكيب دوراً حيوياً بالنسبة للمطورين والمستثمرين وغيرهم من المهتمين حيث تفتح الباب لمناقشة الاستراتيجيات السليمة التي يتوجب اتباعها للحفاظ على مكانة جدة كبوابة وطنية. ويتوجب على كل من العاملين في هذا القطاع والهيئات الحكومية مواصلة فتح قنوات الحوار بغية تحقيق التناغم بين النشاطات التي يقيمونها واستراتيجيات التطوير المعتمدة في جدة." ويعد "المؤتمر السنوي للتطوير والإستثمار العقاري السعودي"، الذي سيقام تحت شعار "الشفافية، الشراكات المستقبلية ونماذج الإستثمار"، أحد أبرز الفعاليات التي ستقام على هامش المعرض. وتعتمد دورة المؤتمر لهذا العام مقاربة أكثر تفاعلية من خلال إقامة جلسات يتم فيها التفاعل بين الحضور من خلال الأسئلة والأجوبة والاستشارات وتبادل المعلومات. وسيقوم أكثر من 40 من الرؤساء التنفيذيين للشركات بماقشة أبرز قضايا هذه الصناعة، بينما يقوم أكثر من 200 من ممثلي الإدارة العليا للشركات بحضور 12 اجتماعاً. وسيتم تكريم الشركات التي حققت أعلى مستويات الأداء تميزاً في قطاع العقارات المحلي خلال حفل توزيع جوائز الدورة الثانية لجوائز سيتي سكيب العقارية في المملكة العربية السعودية المقرر إقامته في الليلة الأولى من فعاليات المعرض. وتضم مجموعة الرعاة الرسميين ل "سيتي سكيب جدة" كلاً من شركة "سمو العقارية" (Sumou Real Estate) بصفة راع رئيسي و"مدينة المعرفة الإقتصادية" (Knowledge Economic City) بصفة راع فضي و"شعاع كابيتال" (Shuaa Capital) بصفة راعٍ لمؤتمر الإستثمار و"لاتكريت" (Laticrete) بصفة راعٍ للجوائز