السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أكتب إليكم هذه الرسالة مهنئا بأول عيد لنا نسشعر فيه نسائم الحرية بعد عقود من الظلم والقهر أذاقنا حكامنا السابقون فيها شتى أنواع الهوان لأهل الدين ولم ينعم بهم – إلا من رحم الله - إلا السارقون الناهبون للأموال المستبيحون للحرمات والأعراض اللاهون والعابثون الفاسدون والمفسدون , وهم الذين يترحمون الآن على أيام دولتهم الظالمة ويتمنون زوالك ويعملون بكل جدية ونشاط لإزالة دولة يحكمها رجل مسلم متدين يحفظ كتاب الله ويحافظ على حرية وكرامة شعبه . سيدي الفاضل : أكتب إليك منطلقا من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه مسلم " الدِّيْنُ النَّصِيْحَةُ قُلْنَا: لِمَنْ يا رسول اللهِ ؟ قَالَ: للهِ، ولكتابه، ولِرَسُوْلِهِ، وَلأَئِمَّةِ المُسْلِمِيْنَ، وَعَامَّتِهِمْ " , ومن منطلق موقف استمع فيه من هو خير منا جميعا لجندي من ابسط جنوده ولم يستكبر على سماع النصيحة بل وعمل بها حينما قال له الحُباب بن المنذر رضي الله عنه : يا رسول الله، أهذا منزل أَنْزَلَكَهُ الله، فليس لنا أن نتقدم عنه ولا نتأخر، أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (بل هو الرأي والحرب والمكيدة) .. ولا اشك أنك تحفظ باقي الموقف فلا داعي لسرد بقيته . أكتب إليك وقد هالني ما رأيته منك على هامش مؤتمر مكةالمكرمة عند لقائك بأحمدي نجاد الرئيس الإيراني الملطخة يداه بدماء إخوانك المسلمين من أهل السنة في عربستان عرب الأحواز والمشارك بكل ما يملك في قتل إخوانك بني جلدتك من المسلمين من أهل سوريا الذين استبشروا واحتفلوا بتوليتكم مثلهم مثل أهل مصر تماما أكتب إليك بعدما رأيتك تقبل عليه وتعانقه , وفي ذلك طعن لكل مسلم سوري أو أحوازي أو من أهل السنة في داخل إيران قتل غدرا وظلما . أكتب إليك وأنا أقرا عن قبولكم الذهاب لطهران في مؤتمر عدم الانحياز ولا أدري هل ستذهب بنفسك أم سترسل نائبك وكلاهما لا أتصور حدوثه . وأسائلك أخي المسلم الغيور على دينه المحب لربه : كيف استطاعت يدك أن تلامس يد من ساهم بجنوده وشبيحته الموالين له في انتهاك أعراض بنات المسلمين ونساءهم أمام رجالهم قبل قتلهن والتمثيل بجثثهن ؟ كيف استطاع صدرك أن يلامس صدرا يغلي حقدا وغلا على صحابة نبيك وحبيبك محمد صلى الله عليه وسلم ممن يستفتحون كل يوم من أيامهم بلعن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ويسمونهم في دعاء استفتاح صلاتهم ب " صنمي قريش وجبتيها وطاغوتها " ؟؟ وكيف استطاع قلبك أن يجاور قلبا خبيثا يتهم أمك وحبيبة رسولك وزوجته في الدنيا والآخرة التي برأها الله من فوق سمائه في كتابه العزيز الذي تحفظه , ويتهمونها بارتكاب الفاحشة ويلعنونها كل يوم آلاف المرات ؟ وتُرى هل انطلقت في لقائك به من منطلق ديني أم سياسي ؟!! فان فعلته دينا , فهل لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مكانك لحظتها , ولقي القاتل سافك الدماء المعتدي على مقام الصحابة وأعراض أمهات المؤمنين احمدي نجاد فهل كان سيحتضنه مثلما احتضنته ؟ وان فعلت هذا سياسة فأي خير ترتجي من هؤلاء وأي شر ترهبه منهم ؟! فكان يسعك من لقياه مصافحته التي ربما قد تحل لك كحل أكل الميتة للمضطر بحسب ما يقيم أوده فقط . وان كنت تحتاج للمال لإنقاذ مصر فهناك من البدائل الكثير للخروج من تلك الأزمة ولن يكون الحل يوما في اللجوء لمثل هؤلاء الذين لن يقدموا لمصر أي استثمارات إلا إذا كانت مصحوبة بتنازلات عقائدية تأباها أنت يا سيادة الرئيس ويأباها كل مسلم حر . فهل ستقبل أن تقام الحسينيات واللطميات والندائب على ارض مصر تحت غطاء من المعونة والضغط الاقتصادي والماريع الاستثمارية التي لن تملك أن تمنعها حيث ستقام للعاملين في تلك المشاريع ؟ وهل ستقبل أن يدرس المذهب الشيعي الرافضي الذي يسب صحابة النبي ويعتبرهم جميعهم – وهم الذين حملوا الإسلام إليك والى أهل مصر – ويعتبرونهم جميعا مرتدين بعد الرسول صلى الله عليه وسلم إلا سبعة فقط ؟ وهل ستساهم في زرع كائن سرطاني ما دخل أرضا إلا أفسدها وألب فيها الأخ على أخيه والزوج على زوجه وزرع الشر والحقد والضغائن بين أبناء الوطن الواحد ؟ وهل ستجعل مصر سوقا للمتعة ممن يعتبرون المتعة دينا يتفق فيه الرجل مع المرأة على لقاء لوقت معلوم بدفع مبلغ معلوم ويعتبرون ذلك الزنا الجلي من مكارم الدين ؟ , فهل ستقبله على بناتنا وأخواتنا يا سيادة الرئيس وخاصة في ظروف اقتصادية صعبة على المصريين يقبلون فيها بأي حل بشرط أن يكون شرعيا ؟ أن زيارتك وتقاربك مع إيران في ظل الأزمة الاقتصادية التي نحياها والتي سيحاولون استثمارها بشتى الطرق للنفاذ إلى مصر في الوقت الذي لم يستطيعوا النفاذ إليها في عهد المخلوع الظالم حسني مبارك وعصابته الآثمة , إن زيارتك هذه أو زيارة نائبك المحترم ستجر على مصر وعلى عقيدة المصريين ويلات لن نتخلص من شرها أبدا حتى لو تغير النظام بعدك لأي نظام فهم كالورم السرطاني الذي يتشبث بضحيته ليمتص دمها ويحيلها إلى هيكل بشري هش قبل أن يقضي على جسدها . سيادة الرئيس : لا حاجة لنا بزيارتك لهم ولا زيارة نائبك , ولا حاجة لنا بأموالهم واستثماراتهم , وأنا لنفضل الجوع والعطش والعري على أن نقع بيدك أو بيد غيرك في براثنهم , فالحرة لا تأكل بثديها فضلا على أن تأكل ببيع دينها , ونحن قوم أحرار يا سيادة الرئيس ولقد وثقنا فيك وأعطيناك سمعنا وطاعتنا طاعة لله ورغبة فيما عنده , وشباب مصر مستعد لأن ينحت معك الجبال أو ينقلها من مكانها ولا يدخل علينا من يفسد ديننا ويستغل حاجتنا . سيادة الرئيس يا من أرى - وغيري كثير - أن طاعته واجبة علي : هذه النصيحة قدمناها , فلا خير فينا إن لم نقلها ولا خير فيكم إن لم تسمعوها ألا هل بلغت ... اللهم فاشهد