يستعد رئيس الوزراء البولندي الليبرالي دونالد تاسك (54 عاما) لولاية ثانية على راس تحالف يتمتع بالغالبية في البرلمان بعد فوز حزبه في الانتخابات التشريعية التي جرت الاحد في بولندا. واظهرت النتائج التي نشرتها اللجنة الانتخابية الوطنية في وقت مبكر الاثنين استنادا الى فرز حوالى 99,48% من مراكز الاقتراع ان حزب تاسك، حزب البرنامج المدني، نال 39,19% من الاصوات. واستفاد شريكه في التحالف، حزب الشعب البولندي، من دعم 8,36% من الناخبين. وبحسب تعداد للجنة الانتخابية الوطنية، فان التحالف المقبل الذي يدعمه اقتصاد بولندي سليم بقي بعيدا من الازمة العالمية، قد يحتفظ بغالبية كهذه من 243 مقعدا من اصل 460. وبدأ زعيما الحزبين، دونالد تاسك وفالديمار بفلاك، منذ الاثنين محادثات تمهيدا لتشكيل تحالف جديد. وعودة هذا الفريق الى الحكم غير مسبوقة منذ سقوط الشيوعية في 1989 في هذا البلد الذي يعد 38 مليون نسمة. اما الحزب المحافظ المعارض، حزب القانون والعدالة، بزعامة ياروسلاف كاتشينسكي، فيحتفظ بوزنه مع 158 نائبا في مجلس النواب بعد ان حصل على 29,88% من الاصوات. والمفاجأة الحقيقية في عملية الانتخاب الاحد هي نتيجة احدى الحركات الوافدة حديثا الى الساحة السياسية البولندية وهي حركة باليكوت، الحزب اليساري المناهض للاكليروس. وهذا الحزب الذي انشأه قبل نحو عام رجل الاعمال يانوس باليكوت، دخل بقوة الى البرلمان مع 10,01% من الاصوات. ومع 40 نائبا، يصبح ثالث قوة سياسية في هذا البلد الذي يعتنق 90% من سكانه الكاثوليكية. وتعود نتيجته الجيدة في جزء منها الى ضعف اليسار ما بعد الشيوعية الذي يجسده الحزب الاجتماعي الديموقراطي. ولم يحصل الاخير سوى على 8,25% من الاصوات، مع 27 نائبا، وهي اسوأ نتيجة يحققها على الاطلاق. وامام الهزيمة، اعلن رئيس الحزب الاجتماعي الديموقراطي الاثنين انه لن يشارك في مؤتمر الحزب المقبل. وهكذا ستكون خمسة تشكيلات سياسية حاضرة في البرلمان الجديد لانه لم ينجح اي حزب اخر في تجاوز عتبة ال5% من الاصوات التي تخوله ان يتمثل في البرلمان. وبلغت نسبة المشاركة في انتخابات الاحد 48,87% مقابل 53,88% في الانتخابات التشريعية السابقة. وعلى البرلمان المنتخب حديثا ان يجتمع في مهلة 30 يوما، اي قبل التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر. واقترح رئيس مجلس النواب المنتهية ولايته غريغورز شيتينا الاثنين ان تعقد اول جلسة في 27 و28 تشرين الاول/اكتوبر. ورئيس الوزراء المعين سيكون امامه لاحقا 14 يوما ليعرض التصويت على الثقة بفريق عمله الجديد وبرنامجه امام البرلمان. وقبل انتخابات الاحد، وعد تاسك بان يغير معظم الوزراء. وبين الذين سيحتفظون بحقائبهم، وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي خصوصا - ما يطمئن الشركاء الاوروبيين، لان بولندا تترأس الدورة الحالية للاتحاد الاوروربي حتى نهاية العام. وسترحب الاسواق المالية ايضا بهذه النتيجة لان موقف ياسك روستوفسكي في منصب وزير المالية قوي للغاية وسيبقى بدوره في منصبه. ومساء الاحد اعلن تاسك ان "السنوات الاربع المقبلة ستشهد تحديات اكبر لانه سيكون علينا مضاعفة العمل ومضاعفة سرعة التحرك". وقال "يحق للبولنديين ان يعيشوا في وضع افضل". اما زعيم المحافظين ياروسلاف كاتشينسكي فاقر من جهته بفوز الليبراليين واعدا انصاره المحبطين ب"فوز مقبل".