أعلن الرئيس الأفغاني حامد كرزاي الإثنين أنه يعتزم الدعوة لعقد اجتماع لمجلس العشائر الإفغانية لويا غيرجا لبحث مستقبل السلام في أفغانستان بعد اغتيال منسق مفاوضات السلام مع حركة طالبان الرئيس الأفغاني السابق برهان الدين رباني. وأدلى كرزاي بهذه التصريحات في حديث إلى الأمة بعد أن كان المتحدث باسمه قد أعلن أن الرئيس يعيد النظر في استراتيجية المفاوضات مع حركة طالبان بعد اغتيال برهان الدين رباني. وقال كرزاي إن السؤال الذي سيطرح على أعضاء المجلس العشائري هو طبيعة الخطوة القادمة بعد التطور الذي طرأ على الموقف في أفغانستان، وقال إن حكومته ستتصرف وفقا لما يشير به أعضاء المجلس. كما أدان كرزاي ما قال إنه لعبة مزدوجة من جانب باكستان في قضية الإرهاب في أفغانستان. وقال إنه بعد كل الدمار والبؤس الذي عانى منه الأفغانيون فإن اللعبة المزدوجة مازالت تمارس ومازال الإرهاب يستخدم ذريعة للتدخل في أفغانستان. وأضاف كرزاي قائلا إن من الأمور التي تثير الأسى الشديد أن باكستان لم تدعم جهود الحكومة الإفغانية لإحلال السلام والأمن في أفغانستان. ويساور الشك الكثيرين من الأفغانيين بوجود صلات بين باكستان وحركات التمرد التي تدعمها حركة طالبان في أفغانستان. وبالرغم من اتهامات كرزاي لباكستان إلا أنه بدا حريصا مع ذلك على التأكيد على رغبته في استمرار المفاوضات. وقال إن السلام رغبة مقدسة لشعب أفغانستان. ولتحقيق تلك الرغبة علينا أن نبذل مزيدا من المحاولات ولكن علينا أولا أن نحدد من الذي ينبغي أن نتحدث معه لتحقيق السلام، وعلينا أن نعيد النظر في سبل تحقيق السلام . وكان مكتب كرزاي في كابول قد أصدر بيانا قال فيه إن أدلة جديدة ظهرت وتشير إلى أن قاتل رباني هو مواطن باكستاني وأن تدبير عملية الإغتيال تم في باكستان. كما زعم مسؤولون أفغانيون أن عملية اغتيال رباني قد دبرت بمعرفة قيادة طالبان الأفغانية والتي تعرف باسم جماعة كويتا شورى والموجودة في باكستان، وإن كانت تلك الجماعة لم تعلن مسؤوليتها عن الإغتيال . وفي بادرة جديدة على ما تشعر به أفغانستان من إحباط تجاه باكستان ، أعلن مجلس السلام الذي كان رباني يرأسه أن مفاوضات السلام سوف تستمر ولكن مع مسؤولين من الحكومة الباكستانية وليس مع طالبان ، وذلك في إشارة قوية إلى أن باكستان هي التي تحرك العناصر المسلحة في أفغانستان من وراء الستار. وعقب الإعلان عن بيان كرزاي سارعت باكستان بنفي ماورد فيه عن اتهامات لجهاز المخابرات الباكستاني بالتورط في اغتيال برهان الدين رباني. وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية الباكستانية إن أولئك الذين يخرجون بمثل تلك التصريحات اللامسؤولة ومن هم في مواقع السلطة في كابول عليهم بدلا من ذلك أن يبحثوا عن السر في أن كل من يميل إلى إحلال السلام بين أفغانستانوباكستان يكون مصيره القتل . ومضى البيان قائلا هناك حاجة لإعادة النظر في التوجيهات التي يتلقاها جهاز المخابرات وأجهزة الامن الأفغانية . وعلى صعيد آخر قالت وزارة الدفاع الأمريكية إنه في الوقت الذي يظل فيه إحلال السلام في افغانستان هدفا مهما للولايات المتحدة فإن قرارات الحكومة الأفغانية في هذا الإتجاه لن تعوق الحرب التي يخوضها حلف شمال الاطلسي ناتو لتحقيق الأمن في أفغانستان .