افاد مراسل وكالة فرانس برس ان مواجهات عنيفة بالقذائف الصاروخية والمدفعية تدور السبت بين القوات الموالية لمعمر القذافي ومقاتلي المجلس الوطني الانتقالي في مدينة بني وليد، احد اخر معاقل قوات القذافي. واضاف المراسل ان مواقع الثوار الليبيين تتعرض لقصف بصواريخ غراد فيما يرد الثوار الليبيون بالمدفعية الثقيلة، في موازاة محاولات من جانبهم لتمشيط مواقع القناصة داخل المدينة التي تبعد 170 كلم جنوب شرق طرابلس. وكانت القوات الموالية للقذافي شنت السبت هجوما مضادا بالصواريخ استهدف موقعا للثوار الليبيين، ما ادى الى وقوع اصابات في صفوف هؤلاء. وشاهد المراسل في المكان سيارات الاسعاف تنقل مقاتلين اصيبوا او قتلوا في الهجوم الذي استهدف موقعا يتمركز فيه الثوار ويبعد كيلومترات قليلة عن وسط المدينة، وسط دوي اصوات الانفجارات والرصاص. وقال احد المقاتلين ويدعى عمر علي رمضان لفرانس برس "مسحوا الموقع بالكامل بعدما استهدفوه بصواريخ من نوع +غراد+". واضاف فيما كان يحتمي مع مقاتلين آخرين قرب منزل مهجور وسط دوي انفجارات في مكان قريب "سقطت نحو سبعة صواريخ على الموقع الذي كنا نتمركز فيه". وعلى بعد حوالى 30 كلم من الموقع، شاهد مراسل فرانس برس في مركز طبي ثلاثة جرحى اصيبوا في الهجوم، فيما كانت سيارات الاسعاف تتوجه نحو مكان الهجوم وتعود محملة بجرحى آخرين. واعلن في وقت لاحق عن وفاة احد الجرحى وسط صيحات "الله اكبر". ومنحت الجمعية العامة للامم المتحدة الجمعة المجلس الوطني الانتقالي الذي تعترف به حتى الان 90 دولة، مقعد ليبيا. واتاح هذا التصويت لرئيسه مصطفى عبد الجليل المشاركة في الاجتماع السنوي في نيويورك ولقاء الرئيس الاميركي باراك اوباما على هامشه الثلاثاء. واعلن مجلس الامن الدولي من جهته الرفع الجزئي لتجميد الاموال الليبية وارسال بعثة لكتابة دستور جديد والمساعدة على تنظيم انتخابات. واشادت البلدان الغربية التي دعمت تدخلا عسكريا في ليبيا، بهذا القرار "التاريخي" المزدوج للامم المتحدة. الا ان مجلس الامن اعرب في قراره عن قلقه من "انتشار الاسلحة في ليبيا وتأثيرها المحتمل على السلام والامن في المنطقة". ونص القرار مع ذلك على امكانية تسليم اسلحة خفيفة لحفظ الامن والنظام وتقديم مساعدة تقنية الى الحكومة الانتقالية في المجال الامني، وتأمين حماية موظفي الاممالمتحدة ووسائل الاعلام والمنظمات غير الحكومية. واشار سفير فرنسا في الاممالمتحدة جيرار ارو الى ان استخدام القوة سيبقى ممكنا مع القرار الجديد لان الاعمال العسكرية لم تنته. ودعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان مساء الجمعة لدى مشاركته في احتفال حاشد قي بنغازي لمناسبة احياء الذكرى الثمانين لرحيل شيخ المجاهدين عمر المختار وتدشين اعادة بناء ضريحه ببنغازي الذي تم هدمه في عهد معمر القذافي، الليبيين الى "الوحدة ونبذ الفرقة" مؤكدا دعم بلاده للمجلس الوطني الانتقالي واستعدادها للمساهمة في بناء ليبيا الجديدة. واشاد اردوغان الذي انتظر آلاف من اهالي المدينة منذ الساعة الرابعة بعد الظهر ولاكثر من ست ساعات وصوله للترحيب به، ببطولة عمر المختار الذي حارب الاستعمار الايطالي لعشرين عاما (1911-1931) قبل القبض عليه وشنقه في بلدته سلوق التي تبعد نحو 80 كلم عن بنغازي. كما اشاد في حضور مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي ومحمد نجل عمر المختار، ب"احفاد عمر المختار" الذين نهضوا من اجل الحرية والديمقراطية واثبتوا للعالم انه لا ارادة تقف امام ارادة الشعوب". ودعا بحسب ترجمة فورية الى العربية لخطابه الذي القاه باللغة التركية، الليبيين الى الوحدة ونبذ الفرقة مشددا على دعم بلاده للمجلس الوطني الانتقالي الذي تولى السلطة في ليبيا بعد دحر نظام معمر القذافي وذلك في اشارة على ما يبدو الى انتقادات تعرض لها رئيس المجلس مصطفى عبد الجليل ورئيس المكتب التنفيذي محمود جبريل التي عكست بداية خلاف سياسي بين الثوار مع اقتراب الحسم النهائي للمعركة مع نظام معمر القذافي في معاقله الاخيرة. وقال اردوغان امام حشود هتفت له بحرارة "ان على الشعب الليبي الابتعاد عن الفرقة وان اكبر ثروة في المستقبل هي التضامن والوحدة بينكم والابتعاد عن العصبية" مضيفا "لا تنسوا ماضيكم والمسيرة المباركة التي اوصلتكم الى المكاسب التي تعيشونها اليوم (...) ولو طغت الفردية والانانية محل الوحدة الوطنية والشراكة فستضيع كل هذه المكاسب". واكد رئيس الوزراء التركي دعم بلاده للمجلس الوطني الانتقالي ورئيسه مصطفى عبد الجليل. وقال في هذا السياق "ان تركيا تعترف فقط بالمجلس الوطني الانتقالي الذي اظهر انه وحد كل صفوف الشعب الليبي واثبت انه قادر على ادارة ليبيا بعدالة وكرامة" مشيدا بمصطفى عبد الجليل "الشخصية المحترمة واخوانه على درب الديمقراطية". واكد من جانب آخر وقوف تركيا الى جانب الشعب الليبي في معركة البناء مشيرا في هذا الاطار الى اعادة فتح السفارة التركية في طرابلس وقنصليتها في بنغازي ومعلنا عن قرب فتح قنصلية ثانية في مصراتة التي كان زارها قبل وصوله الى بنغازي. كما اشار الى انطلاق الرحلات الجوية للخطوط التركية بين اسطنبول وبنغازي وقرب استئناف الرحلات بين اسطنبولوطرابلس. واعلن مكتب رئاسة الوزراء التركية ان تركيا قدمت السبت 22 طنا من المساعدات الانسانية القتها بالمظلات على مدينة بني وليد الليبية، احد اخر المعاقل المتبقية لانصار الزعيم المطارد معمر القذافي. وقالت رئاسة الوزراء التركية في بيان على موقعها ان طائرتي شحن عسكريتين غادرتا انقرة السبت لنقل مساعدات غذائية لنحو عشرة الاف شخص في بني وليد في حاجة ماسة للمساعدة.واضافت انه تم القاء المساعدات جوا بواسطة مظلات لعدم وجود مطار في المدينة.